من مذكرات محمد حسن بوكا (5) – المرحلة الابتدائية
كانت المدارس الإبتدائية الحكومية لا تقبل الأطفال دون الثامنة من العمر، فلما بلغت الثامنة سجلني والدي في مدرسة البحصة القريبة من دارنا – مكان جامع يلبغا الذي يشاد الأن – . وبعد سنتين انتقاني زوج بنت عمي عزيزة السيد / علي علايا الذى كان يعمل مفتشا بالمعارف ، مع بعض الطلبة الى مدرسة التطبيقات المسلكية النموذجية الكائنة في بناء التجهيز الأولى ذاك الحين ، والتي قسمت فيما بعد الى مدرستين جودت الهاشمي وثانوية ابن خلدون .
كانت مدرسة التطبيقات المسلكية نموذجية وتضم أفضل الأساتذة والموجهين ويتدرب فيها طلاب دار المعلمين على خمسة صفوف فقط ، بينما مدرسة البحصة تحوى على أكثر من ثلاثين صفاً . كان الأساتذة في ذلك الزمن أساتذة كبار في السن وذوي خبرة وأخلاق رفيعة وأصحاب رسالة .
وعندما نقول هذا أسـتاذ يعني رجلٌ متعلم ومحترم صاحب أخلاق عالية.
لم أكن في ذلك الحين طالباً نشيطاً أو متفوقاً فتعثرت
لعدة سنوات حتى تخرجت حاملاً الشهادة الإبتدائية
التي كانوا يسمونها (السرتفيكا) عام 1940
وعمري أنذاك 16 سنة .
كنت مهتماً بالنشاط المدرسي في الصف الخامس والتحقت بالفرقة الكشفية للمدرسة التي أنشأت وقتها ، وتعلمت فيها العزف على الطبل (تامبور) ، وأصبحت رئيس الفرقة التي تضم خمسة عازفي طبول فقط ..
في نفس الفترة كنت منتسباً الى فرقة أشبال ميسلون حيث كان أخي محمد عزت كشافاً فيها ، واشتركنا بمعسكر الكشافين العرب الذي أقيم في بلودان لعدة أيام فكان أول انطلاق ليّ في هذه الفترة وهي أيام جميلة جداً ، وخاصة عندما تعتمد على نفسك وتكلف بأعمال الإدارة ، والنشاط والطبخ والترتيب وحفظ النظام مع رفقاء المعسكر .
انظر:
من مذكرات محمد حسن بوكا (1) – تعريف
من مذكرات محمد حسن بوكا (2) – مرحلة الطفولة
من مذكرات محمد حسن بوكا (3) – التاجر الصغير
من مذكرات محمد حسن بوكا (4) – مجيد الفوال
