مقالات
عمرو الملاّح: النخبة الحلبية تنظم أول معرض زراعي وصناعي في بلاد الشام عام 1903
عمرو الملاّح – التاريخ السّوري المعاصر
شهدت ولاية حلب في مطالع القرن العشرين نمواً اقتصادياً ملحوظاً؛ فانتعشت أسواقها وازدهرت زراعتها ونمت صناعاتها المحلية.
وقد برزت، بناء على ذلك، الحاجة الملحة إلى تعزيز النهوض بالواقع التجاري والزراعي والصناعي الذي كانت تعيشه هذه الولاية ذات الأهمية الاقتصادية البالغة في السلطنة العثمانية عبر إقامة معرض عام زراعي صناعي في العام 1903.
حققت حلب نجاحاً منقطع النظير في تنظيم هذه الفعالية الاقتصادية، التي كانت تحاكي كبريات المعارض الدولية المقامة آنذاك في شيكاغو وباريس واسطنبول.
كما أثبتت النخبة الاقتصادية الحلبية يومئذ ما تتوافر عليه من أفق عصري، وقدرة على طرح مبادرات تنموية-اقتصادية، وكفاية في التنظيم والمتابعة والإشراف.
وكانت قد تشكلت في مدينة حلب حاضرة هذه الولاية المترامية الأطراف ومركزها هيئة من “أعيان حلب الخبيرين”، وفقاً لما أفاد به مراسل صحيفة “لسان الحال” البيروتية، عُهد إليها تنظيم هذا المعرض.
ونورد في هذا الموضع من السياق قائمة بأسماء أعضاء “الهيئة المنظمة لمعرض حلب الزراعي والصناعي” للعام 1903، وهم بحسب ترتيب صحيفة “البشير” البيروتية:
– محمود جلال الدين بك أفندي، مدير المعارف؛
– محمد مرعي أفندي الملاّح (الباشا فيما بعد)؛
– صادق بك الشريف؛
– محمد أسعد أفندي الجابري (الباشا فيما بعد)؛
– صالح آغا الكيخيا؛
– ثابت أفندي المدرس؛
– محمد فانز أفندي الكيالي؛
– طوروس زكي أفندي؛
– جورجي أفندي خیاط؛
– نيقولاكي أفندي بليط؛
– الحاج أحمد افندي العطري؛
– الحاج باكير أفندي؛
– فتح الله أفندي حداد؛
– ينطوب جدع أفندي؛
– حبيب شعراوي أفندي.
يُذكر أن “معرض حلب الزراعي والصناعي” المقام في المكتب السلطاني (ثانوية المأمون حالياً) بمحلة الجميلية ربما كان أول معرض سوري عام للترويج للمنتجات الزراعية والصناعية الوطنية، وتخلله مهرجان حافل بالفعاليات الفنية والترفيهية، ومنها العروض الموسيقية، وألعاب السيف والترس والخفة والحركات البهلوانية فوق الخيل والجمال، وإطلاقُ المناطيد في النهار والأسهم النارية في الليل، وسحب أوراقِ يانصيب على المصنوعات المعروضة ومشاهدُ سينمائية وتمثيلٌ روائيٌ، وأكشاك خشبيةٌ لبيع أنواعِ المأكولات والمرطبات.
واحتوى المعرض على العديد من الأجنحة؛ فخُصِّصَ الطابقُ السفليُّ للصنائعِ المطرزة، وخصِّصَ الرواقُ الأخيرُ للمحاصيل الزراعية، والطابقُ العلويُّ للمنسوجاتِ الحريرية والقطنيةَ والأقمشةِ المصنوعةِ من الديباجِ والمصنوعات اليدوية. وخصِّصَ رواقٌ لمصنوعات مرعش وعينتاب وأنطاكية.
استمر المعرض لمدة شهر، وخصِّص يومُ الأربعاء لزيارة السيِّدات.
اقرأ :