مختارات من الكتب
نيقولاس فان دام :الوزارات السورية والقيادة القطرية
من كتاب الصراع على السلطة في سوريا الفصل السادس - 3
فان دام (نيقولاس)، الصراع على السلطة في سوريا- الطائفية والإقليمية والعشائرية السياسية 1961- 1995.
الفصل السادس – الشقاق الحزبي الطائفي والإقليمي في نخبة السياسيين السوريين: تحليل إحصائي
3- الوزارات السورية والقيادة القطرية
تُظهر المقارنة بين الخلفيات الطائفية لأعضاء الوزارات السورية منذ 1942 حقيقة أن في غضون الوحدة بين مصر وسوريا (1958- 1961) لم يتقلد أي مسيحي منصباً بوزارات “الإقليم الشمالي” السوري، بينما كان تمثيل السنيين (94.7) أقوى مما كان عليه في الفترات التي سبقت وتلت الوحدة، كما أن النسبة المئوية للسوريين السنيين كانت أكبر في الحكومة المركزية للجمهورية العربية المتحدة.
ويمكن تعليل ذلك بالتثقيف السني القوى الذي برز خلال الوحدة بين مصر وسوريا، بسبب الوضع المسيطر للمصريين (ومعظمهم سنيون) ففي الفترة قبل بعد قيام الجمهورية العربية المتحدة كان تمثيل المسيحيين (وخاصة الروم الأرثوذكس) على نحو واف في الوزارات.
بينما عكست الوزارات السورية إلى حد ما خلفيات نخبة السلطة السورية، إلا أن القيادات القطرية لحزب البعث التي تركزت في أيديها السلطة السياسية بعد آذار 1963 تعطي صورة أدق للتمثيل المتزايد للطبقات الفقيرة والمناطق الريفية ومنطقة اللاذقية والأقليات الدينية.
وقد وصل هذا التمثيل إلى ذروته في الوزارات والقيادات القطرية في الفترة بين شباط 1966 وتشرين الثاني عام 1970. ففي الواقع، لم يكن بالقيادات القطرية في هذه الفترة أي تمثيل لسكان المدن الكبرى مثل دمشق وحلب. أما على المستوى الإقليمي، فكان معظم أعضاء القيادات القطرية ينتمون إلى ريف اللاذقية (29.7%) والمحافظة الجنوبية حوران (20.3%) ودير الزور – الجزيرة (15.6%) بالشمال الشرقي. ولم يكن الأمر من قبيل المصادفة: فاللواء العلوي صلاح جديد الذي كان حينئذ في أو ج سلطته كان مديناً بتألقه داخل تنظيم حزب البعث السوري في المقام الأول لدعم الجماعة الحزبية من المناطق المذكورة آنفاً. وقد أظهر العلويون أقوى تمثيل بين الأقليات الدينية بنسبة (23.4%).
وفي الفترة بعد تشرين الثاني عام 1970 ازدادت نسبة السنيين وأهل المدن مرة أخرى بالوزارات السورية والقيادات القطرية، وذلك على حساب أهل الريف وأعضاء الأقليات الدينية.
كما ازداد بشكل ملحوظ عدد الدمشقيين بين الأعضاء المدنيين السنيين بالقيادات القطرية ليصل إلى متوسط 25% في الفترة ما بين 1970-1980. رغم أن حزب البعث كان يفتقر دائماً لأتباع من أبناء العاصمة السورية. ويمكن تفسير ذلك بأن الرئيس العلوي الفريق حافظ الأسد قد تعاون في هذه الفترة مع بعض كبار الضباط البعثيين الدمشقيين وحاول أكثر من البعثيين السابقين الذين كانوا في السلطة أن يستميل سكان المدن إلى جانبه. بالإضافة إلى ذلك، اتبع الأسد سياسة اقتصادية وطنية أكثر تحرراً تجاه جزء من البرجوازية السورية. ففي عهد صلاح جديد (1966-1970) تم إتباع أسلوب صارم تجاه البرجوازية السورية ومن تبقى من كبار ملاك الأراضي، الأمر الذي تلاشى إلى حد ما بعد عام 1970م.
(1) للإطلاع على تفاصيل التوثيق وتوضيح بعض الأحداث أعلاه راجع:
فان دام (نيقولاس)، الصراع على السلطة في سوريا- الطائفية والإقليمية والعشائرية السياسية 1961- 1995، صـ 124- 126
اقرأ:
من كتاب الصراع على السلطة في سوريا – الفصل الأول .. المقدمة :
1- العوامل التي ساهمت في الولاءات الطائفية والإقليمية والعشائرية في سورية
2- الإقليمية في سوريا خلال فترة الاستقلال
3- الأقليات الدينية المتماسكة .. العلويون
4- الأقليات الدينية المتماسكة .. الدروز والإسماعيليون
الفصل الثاني: ظهور الإقليات في القوات المسلحة السورية وحزب البعث
1- التداخل الطائفي والإقليمي والعشائري والإجتماعي الإقتصادي
2- التمثيل القوي لأعضاء الأقليات في حزب البعث
3- الحواجز الإجتماعية التقليدية أمام التوسع الطبيعي لحزب البعث
4- الشقاق الحزبي الإنصرافي داخل جهاز حزب البعث المدني
5- انتخابات حزب البعث المحلية عام 1965
6- أعضاء الأقليات في القوات المسلحة السورية قبل عام 1963
7- الاحتكار البعثي للسلطة في سورية 1963
الفصل الثالث: الإستقطاب الطائفي في القوات المسلحة السورية بين السنيين والإقليات الدينية
1- التكتل الطائفي والإقليمي والعشائري في النخبة العسكرية البعثية
2- التمييز الطائفي ضد السنيين في القوات المسلحة السورية
3- فشل سياسة الطائفية العلنية كتكتيك.. إبعاد محمد عمران
4- الاستقطاب الطائفي في القوات المسلحة السورية عام 1965
5- الاستقطاب الطائفي في القوات المسلحة السورية عام 1966
6- التنظيم السري للقيادة القومية المخلوعة عام 1966
الفصل الرابع: تصفية الضباط الدروز ككل منفصلة داخل القوات المسلحة السورية
2- الاستقطاب الطائفي العلوي – الدرزي وإنقلاب سليم حاطوم
3- الدعاية الطائفية ضد العلويين
4- التصفيات اللاحقة لإنقلاب حاطوم الفاشل
5- تصفية الجماعات الحورانية البارزة
الفصل الخامس – الصراع على السلطة داخل الطائفة العلوية
1- التنافس بين حافظ الأسد وصلاح جديد
2- الصراع على السلطة داخل الطائفة العلوية قبل عام 1970
3- الصراع على السلطة داخل الطائفة العلوية بعد عام 1970
الفصل السادس – الشقاق الحزبي الطائفي والإقليمي في نخبة السياسيين السوريين: تحليل إحصائي
1- تحليل إحصائي لمؤسسات السلطة السياسية السورية 1961- 1995
2- ثورة تاريخية في النخبة السياسية السورية 1963