مقالات
د. عادل عبدالسلام (لاش): معسكر جغرافي في الجزيرة العليا – شمال شرقي سورية 1981
معسكر جغرافي في الجزيرة العليا (شمال شرقي سورية) (1981)
تعد الجغرافيا من العلوم المعتمدة على البحث الميداني، وبصورة خاصة أحد فروعها المعروف بالجيومورفولوجيا أي علم أشكال تضاريس الأرض. وعلى الرغم من تدريس الجغرافيا في كليات العلوم في الجامعات العالمية المتقدمة فإنها ما زالت تنتمي لكليات الآداب في جامعة دمشق وأغلب الجامعات العربية، التي لم ينل فيها العمل الميداني نصيبه من العناية…والذي يكاد يقتصر على رحلات استطلاعية يومية… إلا ما ندر.
وهي رحلات وإن دعيت علمية، فالغالب عليها الطابع الترفيهي، وكانت تتم في البداية على نفقة الطلبة المشاركين، ثم أخذت الجامعة تخصص لها مبالغ استئجار الحافلات ليوم واحد فقط. لكنني ومن منطلق تطور عملي الميداني في الجيومورفولوجيا في شتى بقاع المعمورة، من هواية إلى محترف متمم للمقرر النظري، كنت أحتال على الواقع بإقامة معسكرات ميدانية لأطول من ثلاثة أيام حتى أسبوع وأكثر لدراسة منطقة أو مسألة أو ظاهرة ما في سورية. خاصة بعد الزمن الذي أخذت فيه الجامعة رصد مبالغ في ميزانيتها، لما عُرف بالمعسكرات الإنتاجية لكافة كلياتها. فكان أن أقمت عدة معسكرات منها معسكرالزبداني، والجويف، وجبل سيس، وبرج إسلام، ودورين وسلمى، و صلنفة وغيرها، ويبقى أبرزها معسكرالمالكيةً للبحث الميداني في أقصى شمال شرقي سورية المعروف بمنقار البطة، لمدة 18 يوما مركزه بلدة المالكية (ديريك سابقاً) في محافظة الحسكة.
يرجع اختياري لهذه المنطقة إلى مخطط قديم كنت وضعته سنة 1966 لتأليف كتاب عن الوحدات الجغرافية الإقليمية لسورية نشر بعنوان (جغرافية سورية الاقليمية سنة 1982 ). وصنوه (الأقاليم الجغرافية السورية 1980)، ليتمما كتابي الأول (جغرافية سورية. الجزء الأول في الجغرافية الطبيعية والبشرية والاقتصادية. 1973). إضافة إلى أهمية المنطقة، من النواحي الجغرافية الاقليمية والجيو- سياسية والسكانية والثروات الزراعية والباطنية، وموقعها في الزاوية الشمالية الشرقية من سورية وخطر اقتطاعها من جيرانها الأتراك وغيرهم كلواء اسكندرون في الزاوية الشمالية الغربية، والجولان في الزاوية الجنوبية الغربية منها. كما يرجع اختيارها إلى رغبة التحقق من الشائعات السلبية لتطبيق قانون الإصلاح الزراعي في إقليم الجزيرة.
تم التحضير للمعسكر بعناية فائقة وتخطيط زمني ومكاني دقيق، لضمان نجاحه الذي شكك بعضهم به وتمنى فشله ؟؟؟ ، بمساعدة مجموعة نخبة طيبة من طلاب السنة الرابعة وتجاوبهم لإقامته بحماس بالغ. خاصة وأن أغلبهم كان ممن أدمن مرافقتي في عدد من رحلات عمل سابقة، خبروا فيها قسوة العمل معي وتشددي بالانضباط والالتزام ، رغم ظروف (التعتير المميزة لعملي في الحقل). وكان أهم ما زادنا تصميماً واستعداداً، أن حصلنا على مساعدة مالية مجزية لم نكن نحلم بها، نتيجة منحنا مبلغاً مالياً إضافياً كان مخصصاً لمعسكر قسم علمي آخر، تم التنازل عنه لصالحنا. فقررت سفرنا بالطائرة إلى مطار القامشلي بدلا من السفر بالحافلة أو القطار. وكان سفرنا بطائرة الخطوط الجوية السورية الداخلية مناسبة لطيفة وتجربة لكثيرين ممن يسافرون لأو ل مرة بالطائرة. ولقد كان لطالبي السابق (دكتور الجغرافيا فيما بعد) جرجس بهنان إسهام كبير ومشكور في توفير ما أمكنه من تسهيلات في المنطقة كرئيس لبلدية المالكية. إضافة إلى مشاركته بعض الفرق عملها حسب أوقات فراغه.
انطلقت الرحلة المؤلفة من الطالبات والطلاب الآتية أسماؤهم:
ناهي بحصاص
آمال اشتي
علي صعب
مرود دبيات
حسين قاسم
غادة الدبس
عبد السلام العجوز
رسمية (أسماء) زهرة
مجيد القضماني
صفية عيد
هايل الصفدي
عائدة المردود
ضاحي شحادة
زهرية الكويفي
مرعي ميعاري
بشرى عسول
محمود السيد
ابتسام البشير
محمد ديوب
عادل فقَّه
بدران جزعة
موفق وردة
—— عبود
صباح يوم الخميس في 26 آذار سنة 1981 من مطار دمشق إلى مطار القامشلي الذي وصلناه قبيل الظهر، ومنه سافرنا بحافلة الشبيبة إلى المالكية حيث استقبلنا جرجس وغيره من ممثلي جهات رسمية وحزبية. حيث أُعلمت أن إقامتنا ستكون في مبنى مصرف التسليف الشعبي الذي اكتمل بناؤه وجاهز لافتتاحه بعد أسبوعين…لكنه خال من أية تجهيزات أو أثاث. لانعدام الفنادق أو بيوت شباب وغيرها في البلدة.. لكنهم وبمشاركة الطلاب جلبوا فرش الاسفنج وغيرها من ضروريات الإقامة….. فكانت ليلتنا الأولى كارثة لا تنسى، نتيجة الأمطار التي هطلت وتسربت مياهها إلى كافة أرض المصرف وبللت فرش الأسفنج، وقضى الجميع ليلتهم بعصرها وتجفيفها…ومع ذلك لم أسمع عبارات تأفف وسخط من أحد… فكانت تلك التجربة بداية (التعتير).
بدأ تنفيذ البند الأول من خطة المعسكر في اليوم التالي بالقيام بجولة استطلاعية لمنطقة المالكية وجوارها، إضافة إلى تعريف السكان بمهمة أفراد المعسكر ومساعدتهم في عملهم في القرى.. بدأناها باتجاه س الحدود العراقية وموقع الطراميش حيث كان الطقس ربيعياً صحواً، تحول عاصفا ومطيرا أثناء عودتنا منه، فتدفقت المياه في أحد الأودية التي مررنا بها جافة في الذهاب، مما اضطرنا لطلب مساعدة جرار قريب لجر سيارة اللاند روفر، وإعانة الطلاب في سحبها من الوادي.
وباستكمال الجولة في يومين، بدأنا المرحلة الأساسية للعمل بتقسيم المشاركين إلى فرق عمل يراوح عدد أفراد كل فرقة بين 3-4 طلاب. وتوجيههم إلى قرى المنطقة ومزارعها لجمع ملاحظاتهم ومعلوماتهم من الأرض، والقيام بقياسات جيومترية لتضاريس المنطقة، ومن السكان بتسجيل أوضاعهم ونشاطاتهم و مناقشة مشكلاتهم واحتياجاتهم.. وتوثيق ذلك بالصور والخريطة إن أمكن. ولقد لمسنا من هذه الجولة مواقف متضاربة من السكان تجاه عملنا، بعضها سلبي مشوب بالحذر،وخاصة من الشريحة الكردية بل ومن العرب وغيرهم. ولقد تأكد ذلك لأفراد الفرق التي عملت في بعض القرى… ولقد كان للطالب عادل فَقَّه وهو كردي من ابناء المنطقة ومن مطربيها المعروفين بالغناء بالكردية والعربية كفرد في طلاب المعسكر، دور في إزالة بعض الشكوك التي ساورت بعض السكان..
وكانت الخطة تقضي بتقديم أحد أفراد كل فرقة تقريراً يومياً عما توصلت إليه من معطيات مذيلة بآراء وتحليلات واقتراحات.. قابلة للنقاش العام، وتعديل خطة الغد لكل فريق حسب أي وضع مستجد. كما أنني قمت بإرسال أكثر من فرقة إلى قرية ما، بغية تقاطع المعلومات، وللتأكد من واقع مشكلة أو مسألة تحتاج إلى تعمق. سعياً وراء الدقة. كما كنت أقوم بجولات على الفرق أثناء عملها في القرية والوادي والجبل (قره تشوك) وحقول النفط والمنشآت العمرانية والاقتصادية. لهدفين أولهما التأكد من سلامة العمل وصحة الأسلوب، وثانيهما نفسي، الغية منه تحفيز الطلاب، وتشجيع السكان وطمأنتهم على صدقية مهمتنا.
تزامن قيام معسكر المالكية مع فترة أعقبت حدثين مهمين جداً في الجزيرة العليا وفي محافظتي الحسكة والرقة هما :
– تطبيق قانون الإصلاح الزراعي رقم 161 لعام 1958 وتعديلاته بالقانون رقم 3 الصادر بتاريخ 20-2-1962، وآثاره ومنعكساته.
– إقامة ما عرف بالنطاق أو الحزام العربي سنة 1965، وتوطين 4530 أسرة من مهجري سد الفرات في قرى الغمر على امتداد الحدود السورية مع تركيا، وتم توزيع عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية المصادرة عليهم…من منطقة المالكية ونهر دجلة شرقاً، إلى قرية داعين الواقعة غرب رأس العين بنحو 35 كم غرباً بطول نحو 320 كم وعرض يراوح بين 10-15 كم. ولقد تم توطين الأسر العربية على مرحلتين الأولى بين عامي 1959-1963 وتركزت قراها في وادي دجلة (الزهيرية والأحمدية) ومنطقة الدرباسية (قصروك)، وحوض نهر الخابور. أما المرحلة الثانية وهي الأكبر فلقد تمت بين عامي 1974-1975وشملت قرى الحزام العربي وعددها 36 قرية منها قرى: عين الخضرا.، تل الصدق، الصحية (وانيك)، المصطفاوية، تل أعور،تل علو، الحمراء، ومعشوق، القحطانية، الثورة، أم الربيع، تل الأرقم وغيرها..وأصبح مجموع قرى منطقة نشاط معسكرنا 41 قرية،… إضافة إلى قرى أقدم من المذكورة…كقرية الطوبية / تل الزيارة وغيرها.
وذلك في إقليم عاش تجاذبات سكانية تاريخية بين أقوام شمالية جبلية كالأكراد والترك/ التركمان غيرهم ، وأقوام سهلية من العرب وغيرهم من الآزخ والسريان والكلدان والآشوريين… وكان قد شهد سنة 1945/46 تصادمات قبلية عربية –كردية دمرت 80 قرية في منطقة الدرباسية وحدها .. ومن المشكلات التي واجهت الفرق نتيجة لذلك حمل أغلب القرى لأسمين أحدهم عربي حديث والثاني كردي أقدم، وكان أصلح حل لها كتابة الإسمين في تقاريرهم. كما تجدر الإشارة إلى أن هذا إقليم يعد من أغنى الأقاليم السورية بانتاج الحبوب والقطن والنفط والملح الصخري غير المستغل بعد إلا في وادي الفرات….لكنه أكثر الأقاليم بعد إقليم البادية فقراً وتخلفاً ومعاناة من الأوضاع المعيشية.
وكان أبرز ما حملته أغلب الفرق من نتائج اليوم الأول وأكدها تقاطع المعلومات حول مسألة الملكية الرزاعية.. هو الالتفاف على بنود قانون الإصلاح الزراعي. وذلك من قبل المنافحين عن مبادئ الاشتراكية بالذات. فرافقت أحدى الفرق إلى قرية تحولت من إقطاعية تقليدية سابقة إلى إقطاعية مبتدعة. وحظيت باستقبال حار من رئيس الجمعية الفلاحية فيها..وبسؤاله عن الموضوع..صعقنا من تبريره استغلال آلاف الدونمات من أراضي القرية الزراعية، بل وقرى أخرى… وحده، بحجة دعم الثورة وحماية الاقتصاد من الدمار… وذلك بالاتفاق مع عشرات الأسر التي منحها قانون الاصلاح 100- 150 دونماً للفرد الذكر، باستئجار أرضهم منهم مقابل مبلغ تافه بل رمزي من المال بل ومجاناً، من الذين تركوا العمل في الأرض وهجروا البيوت التي مٌنحت لهم في المنطقة وهاجروا للعمل في حلب أو دمشق أو خارج سورية. وذكر أنه بصفته رئيس الجمعية يستفيد من جرار الجمعية ومحروقاته ومن السماد المقدم لها وتشغيل العمالن وكافة الأعمال، وحتى تسويق المحاصيل…مجاناً طبعاً أو بأسعار وأجور لا تذكر… رافعاً حسب قوله شعار:”إن تَرَك الآخرون الأرض دون استثمار وبووروها، فان مبادئي القومية تأبى أن تحرم الأمة من خيرات البلد ..”. لكن تبين لنا أنه ليس الإقطاعي الجديد الوحيد أولاً، وأنه مدعوم ومحمي من المساءلة ثانياً. وبغض النظر عن مبرراته فإننا وجدنا اأن الذين وزعت الدولة علىيهم من سكان قرى الغمر المساكن، كما ومنحت الأسرة منهم 100 دونم وسطياً، قد هجروا الأرض والمساكن…. مما أفسح المجال لظهور أمثال طيب الذكررئيس الجمعية الفلاحية ، فعلى سبيل المثال لا لحصر،، فإنه من أصل 102 مسكن في قرية وانيك/ صحية الغمر وعدد سكانها 714 نسمة، كانت البيوت المسكونة فيها 16 بيتاً فقط وعدد سكانها 117 فرداً في سنة 1981.
أما الأمر الآخر ،القديم الحديث، الذي حملته تقارير فرق القرى فقد كان اثني الصبغة.. وهذه المشكلة تاريخية قديمة قدم وجود العرب والأكراد وغيرهم في المنطقة. والحديث عن أشكال عدم التوافق الدفين ليس هدف المعسكر، لكن إفرازاته وانطاباعته السلبية علينا كانت واضحة..أذكر منها ما لمسناه من زيارتنا لمدرسة قرية الزهيرية الفوقانية إذ تبين لنا أنها مدرسة مشتركة بين ثلاث قرى هي الكردية والأحمدية والزهيرية نفسها، لكننا وجدنا تلاميذها …يجلس العرب في صفوفها على مقاعد تقع في جهة الغرب والتلاميذ الأكراد على مقاعد شرقية…ولما حاولنا دمجهم بحضور المعلمين رفض بعض التلاميذ ذلك في حين تجاوب بعضهم الآخر… وبعد نقاش مع المعلمين وقبولهم مقترحاتنا بعدم فصل التلاميذ… علمنا من السكان أن المعلمين هم من قام بفصلهم عن بعضهم البعض….
تضمنت جولاتنا لمعالم الجزيرة العليا زيارة معبر الحدود مع العراق في اليعربية (تل كوجك) ، ومع تركيا في الدرباسية والقامشلي ورأس العين، حيث اجتمعت بعدد من أخواننا الشيشان من أقارب عبدي بيك، وكذلك زيارة آبار النفط السوري في حقل قره تشوك داغ، حيث دعينا من قبل أسرة أحد طلابنا من أبناء المنطقة إلى مأدبة عامرة في منطقة بئر حمزة النفطي. (اعتذر عن غياب اسمه عن ذاكرتي…). كما دعينا لمثلها من قبل أسرة طالبتي ليزا برخو في المالكية.
ومن الجدير بالذكر أن سكان المنطقة المدروسة كانوا حذرين ومترددين في تقبلنا في البداية.، كما تقدم..لكننا ومع مرور الوقت اكتسبت فرق العمل ثقتهم و أخذوا بالتجاوب معنا، وعدم التردد في إعطائنا البيانات المطلوبة .إلا منا ندر… بل وكثيرا ما بثوا لنا همومهم وعرضوا علينا مطالبهم . أما الجهات الرسمية والمنظمات الشعبية فلقد بذلت ما أمكنها من جهد لإنجاح معسكرنا ، وعلى رأسهم رئيس بلدية المالكية السابق ذكره (مع تحيتي)… أما فيما يخص المواصلات فلقد كان للمهندس مزيد دبجن (دبتشن) العامل في ميدان نفط المنطقة، وهو من شراكسة قرية تلعمري الفضل في تأمين أغلب وسيلة تحركاتنا مشكوراً (مع تحيتي). كما تلقينا العون من أفراد عاديين أحياناً، اذكر منها صاحب جراررحلتنا من المالكية إلى قرية الزهيرية. ففي صبيحة يوم الأربعاء (1-4-1981) تأخر سائق الحافلة التي كانت ستقلنا وترافقنا إلى القرية ووادي نهر دجلة… قام على إثرها بعض الطلبة بمبادرة الاتفاق مع سائق جرار مع مقطورة متوقف قرب من نقطة تجمعنا..(ودون علمي).. وافقتهم عليها وعلمت أننا في ضيافته في الذهاب فقط.. وصعد الجميع إلى المقطورة وقوفاً..وخصني السائق بالجلوس على الرفراف…وانطلقنا.. لكن النتيجة كانت كارثية بالنسبة لي، إذ كان الطريق ترابياً انقلب بعد أمطار الليلة السابقة.. إلى موحل تتطاير قطعه من العجلة لتحط على ظهري والقبعة المتصلة بالسترة (الأنوراك).. وبعد نحو ساعتين التحق سائق الحافلة بنا.
طلبت الجهات المسؤولة في منطقة المالكية عقد اجتماع ولقاء بنا قبيل مغادرتنا، للإطلاع على نتائج دراسة المعسكرومعرفة مقترحاتنا…ترددتُ في تلبية هذا الطلب لمعرفتي بالنتائج الجدلية والتجاوزات للقرارات المختلفة، التي لسمها وتوصل إليها طلبتي فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية السكانية…ولخشيتي من اندفاع طلبتي و تفاقم الأمور النقاشية إلى ما لاتحمد عقباه في بيئة بلدي الذي أعرف شمسه…لكن اجتماعاً تمهيديا مع طلبتي وتهدئة المتحمسين منهم، مع اتخاذ قرار بعدم التطرق إلى الجوانب السلبية ، جعلنا نوافق على اللقاء. فكان لقاءاً حافلاً…حضره جمع غفيرمن المسؤولين ورجالات المنطقة وخارجها.. فبعد تبادل كلمات الشكروعرضي ملخص عملنا، جرى نقاش صريح وحذر….لكن عمل أحد طلابي (حسين قاسم) في صحيفة تشرين الرسمية استكمل الموضوع بنشره مقالأ فيها عن المعسكر و نتائجه…ما دفع أحد النواب للحديث عن موضوع الإصلاح الزراعي في الجزيرة في إحدى جلسات مجلس الشعب.
مع اقتراب مغادرتنا اقترحت على الطلاب العودة إلى دمشق بالقطار. فرحب الجميع بذلك وبصورة خاصة من سمع منهم بمواصلات السكك الحديدية و القطار في سورية ولم يحظ بالسفر به. فسافرنا يوم الأحد 12 نيسان 1981 أي بعد 18 يوماً ، من المالكية إلى محطة قطارات القامشلي، وانتشر الطلاب في عدة عربات خالية من الركاب إلى ان وصلنا مدينة دير الزوروكانت أعداد الركاب المسافرين إلى حلب بالتزايد….وما وصلنا إليها إلا وأغلب الطلبة، والطالبات منهن بالذات قد قطع على نفسه عهداً بعدم السفر بالقطار مرة أخرى، لما عاشه الجميع من انعدام أبسط مقومات النظافة في المراحيض والممرات والترتيب والعناية وأية خدمة أخرى…
وبوصولنا إلى حلب أمنت تسفير الطلاب إلى مدنهم وبلداتهم بالحافلات، ومن تبقى وكان أغلبهم من أبناء وبنات جبل العرب تابع سفره بالحافلة إلى دمشق التي وصلناها منتصف الليل.
عادل عبد السلام لاش
دمشق 14-7-2020
اقرأ:
د. عادل عبدالسلام (لاش): المواقيت والأزمنة عند الشركس
د. عادل عبدالسلام (لاش): العرس الأديغي (الشركسي) التقليدي في سورية
د. عادل عبد السلام (لاش) : تهجير الشركس إلى سورية وتوطينهم في شريط الليمس الشركسي
د. عادل عبد السلام: من جعبة الذاكرة.. المظاهرات الطلابية السورية
د. عادل عبد السلام: ظاهرة لغوية اجتماعية أديغية (شركسية)
د. عادل عبدالسلام (لاش) : بدايات كرة القدم في مرج السلطان
د. عادل عبد السلام : آداب الطعام و قواعد المائدة الشركسية
د. عادل عبد السلام : الحاتيون أسلاف الشركس
د. عادل عبد السلام : حول الأمير الأديغي ينال الكبير، والسلطان الأديغي (الجركسي) الأشرف ينال العلائي
د. عادل عبد السلام (لاش) : على هامش أحداث الجزائر
د. عادل عبد السلام : أول مسجد في مرج السلطان
د. عادل عبدالسلام (لاش) : بين الجامعة والكلية الحربية وقاسم الخليل
د. عادل عبدالسلام (لاش) :مرج السلطان وعيد الأضحى
د. عادل عبدالسلام (لاش): في ذكرى إبادة الشركس
د. عادل عبدالسلام (لاش): نزوح الشراكسة من الجولان في صيف 1967
د. عادل عبدالسلام (لاش): رحلة مجانية أحن إلى مثلها
د. عادل عبد السلام (لاش) : يوم الحداد الشركسي
د. عادل عبد السلام (لاش) : رحلة شتوية إلى جبال صلنفة
د. عادل عبد السلام (لاش) – مسيرة تربوية تعليمية.. زرعنا فحصدنا
عادل عبد السلام (لاش): حكمت شريف حلمي شاشأه في ذكرى رحيله
د. عادل عبد السلام (لاش): غياض الحَور في مرج السلطان
د. عادل عبد السلام (لاش): اللواء محمد سعيد برتار رجل المهمات الصعبة والملمات الإنسانية
د. عادل عبد السلام (لاش): الضائقة المالية وقرار طردي من معهد غوتة
د. عادل عبد السلام (لاش) – حسن يلبرد
د. عادل عبدالسلام (لاش) : شكري القوتلي في مرج السلطان
د. عادل عبد السلام لاش- مراحل رسم الحدود السياسية لسورية منذ زوال الإمبراطورية العثمانية
د. عادل عبد السلام (لاش) : من رجالات الشركس .. الفريق الركن أنور باشا أبزاخ
د. عادل عبد السلام (لاش) : صورة….. واعتقال