عام
فيلم نور وظلام
نور وظلال
قام نزيه الشهبندر في أواخر عام 1947م، بإنشاء ستديو في حي باب توما بدمشق، وجهزه بمعدات للتصوير والصوت والإنارة والتحميض والطبع، وكانت معظم الآلالات من صنعه، وقد باشر بتصوير أول فيلم ناطق هو فيلم “نور وظلام” في عام 1948م.
كان الفيلم من تأليف وسيناريو محمد شامل وعلي الأرناؤوط، وشارك في إنتاج الفيلم أحمد الركابي مع نزيه الشهبندر.
مثل في الفيلم كل من المطرب رفيق شكري والممثلة ايفيت فغالي، وشامل مرعي، وأنور البابا “أم كامل”، وحكمت محسن “أبو رشدي” وكانا قد أصبحا ممثلين إذاعيين معروفين- بالإضافة إلى عبد الهادي الدركزنلي ونهاد العمري ونزار فؤاد فللنور الدير، وسعد الله بقدونس، وماري يونس.
تزامن تصوير أول لقطات الفليم مع بدء العلمليات الحربية في فلسطين، وتوقف حينها التصوير لأكثر من مرة عند إغارة الطائرات الحربية الإسرائيلية على دمشق ليلاً والتصوير حينها كان قائماً في استديوي الشهبندر، فأطفئت أنور المدينة، وأخذت المدفعية المضادة للطائرات تطلق قذائقها على الطائرات المغيرة، وهرب الممثلون والممثلات من الاستديو إلى الشارع بثياب التمثيل وعلى وجوههم طلاء الماكياج.
أعلن عن الفيلم على انه الفيلم السوري – اللبناني الأول لأن ممثليه “نخبة من أشهر نجوم وكواكب سورية ولبنان”.
وتدور قصة الفيلم حول شقيقان هما عادل ورفيق يقيمان معاً، أولهما عالم مكب على مختبره يتوصل إلى اكتشاف نوع جديد من المتفجرات، أما الثاني فشاب مستهتر لا هم له إلا اللهو والتهتك. ولهذين الشقيقن خال مهاجر يعود من البرازيل مع ابنة أخت له تدعى “دلال” سرعان ما تهوى “رفيق” وتحاول ردعه عن سيرته.
ولرفيق صديق يدعى رشاد يعيش مع شقيقته رباب في شقة فتحا أوبوابا للقمار وابتزاز أموال روادها.
عندما كان عادل يعرض اكتشافه على هيئة فنية عسكرية وبحرز نجاحاً كبيراً، يستيقظ الشر في نفس رجل أجنبي يغري رشاد بالمال لدفعه إلى الإستيلاء على الاكتشاف فيفعل. ويثور رفيق على صديقه انتقاماً لأخيه، وتبدأ سلسلة من المغامرات المثيرة، ويتوصل إلى الأخذ بالثأر ويسترد الاكتشاف بمعونة الشرطة وبفضل ما تبديه دلال من عطف وتشجيع وتعاون.
وقد قدمت الشركة للفيلم في الكراس بالكلمة التالية: “إننا نقدم باكورة إنتاجنا السينمائي، قاصدين من هذا العمل خدمة الوطن بإنشاء صناعة السينما فيه، وكلنا آمل بكل وطني حر أن ينظر بعطف وتقدير لهذه الصناعة الوليدة كي نتمكن من ترقيتها والنهوض بها إلى أقصى حد، والسلام”.
عرض فيلم” نور وظلام” في جميع أنحاء سورية ولبنان، وفي المهجر، وحقق إيرادات لا بأس لها (1).
يذكر أن فيلم نور وظلال المنتج عام 1994 هو محاكاة في الاسم لفيلم نور وظلام المنتج في العام 1948 وكان قد أهدي هذا الفيلم إلى نزيه شهبندر وأمثاله ممن نذروا واجباتهم لكي تجد السينما مكاناً لها في بلدهم. وجاء الفيلم بتوقيع كل من: عمر أميرالاي، ومحمد ملص، وأسامة محمد، وحنّا ورد، وعبد القادر شربجي، وإميل سعادة، وأنور العقاد، وشامل إميرالاي، ومازن بركات، وإبراهيم مطر، وغيرهم. وهو فيلم من النوع التسجيلي أو فيلم البورتريه، فيه جانب كبير من النوستالجيا والعودة إلى الذكريات، وقد وثق تفاصيل مهمة شخصية تخص نزيه شهبندر، إلى جانب المرحلة التاريخية التي رافقت حضور السينما ونشوئها في سورية.
(1) الكسان (جان)، السينما في الوطن العربي، مجلة عالم المعرفة، مارس 1982م، صـ 96-98