ملفات
قوات الشرق المساعدة – قوات المشرق الخاصة
قوات الشرق المساعدة – قوات المشرق الخاصة
تعود بدايات قوات الشرق المساعدة أو قوات الشرق الخاصة، أو ما كان يعرف بالجيش المحلي إلى فترة سابقة للانتداب الفرنسي على سورية ولبنان، وتحديداً إلى عام 1916م، عندما كانت قيادة القوات الفرنسية التمركزة في مصر تعمل على تشكيل (الكتيبة الفرنسية)، والتي سميت بحسب بعض المصادر باسم: (الجيش السوري).
كان التحضير والإعداد لتلك القوات للمساعدة على احتلال البلاد العربية بهد طرد القوات التركية منها، وكان الهدف من هذه الكتيبة أو القوات هو إنشاء قوات محلية ينتمي أفرادها إلى المناطق التي ينوي الفرنسيون احتلالها فيما بعد، بحيث يمكن الاعتماد عليهم في تثبيت الأمن، وتوفير الشرعية المطلوبة للقوات الغازية.
استعان الفرنسيون في بداية الأمر على الأرمن لتشكيل تلك القوات، وكان ما تعرض لهم الأرمن عقب تمردهم على الدولة العثمانية كفيل بجعلهم ينتمون إلى طلائع تلك الكتيبة، والانضواء تحت راية الفرنسيين.
وفي نفس العام توصلت القيادة الفرنسية في مصر إلى إتفاق مع البطريرك الماروني في لبنان لتزويد القوات الفرنسية بالمتطوعين المحليين، وإرسالهم إلى قبرص عبر جزيرة أرواد حيث كان هناك مركز لتدريبهم وإعدادهم عسكرياً للانضمام إلى القوات الفرنسية المحاربة.
وبالتالي لم ينقض عام 1916 ,حتى تشكلت فرقة جديدة من الموارنة الذين تعود أصولهم إلى منطقة كسروان في وسط لبنان تم انتقاؤهم من قبل الكنيسة المارونية وبمباركتها، وكان الموارنة يقفون إجمالاً ضد مشروع الدولة العربية التي كان يبشر بها فيصل بن الحسين.
كان الجنود الموارنة على درجة عالية من التدريب والتسلح والانضباط. وكانوا كذلك يتمتعون بعلاقات ممتازة مع الضباط الفرنسيين بخلاف المقاتلين الأرمن الذين كانوا ينزعون إلى الفوضى والتمرد، ونتيجة لهذا التضارب بين الفريقين فقد وقعت بينهم مواجهة عام 1917 ، مما أدى إلى فصل الفرقة المارونية عن الفرقة الأرمنية مع بقائهما تحت قيادة فرنسية موحدة.
شاركت هذه الكتيبة في حملة الجنرال اللنبي ضد القوات التركية في أيلول عام 1918م، وكان أداء هذه الكتيبة مرضياً للقيادة الفرنسية التي تمركزت بعد ذلك في بيروت وسيطرت على المنطقة الساحلية بأسرها.
بعد ذلك دفع تكرار الاعتداءات المتكررة من قبل الأرمن على المواطنين المحليين في لبنان إلى إعادة تقسيم هذه القوات إلى فرقتين، فرقة محلية من المتطوعين اللبنانيين والسوريين قوامها 698 رجلاً بقيت في لبنان، وفرقة أرمنية قوامها 4124 رجلاً تمركزت في كيليكيا جنوب شرق تركيا، وبقيت هناك حتى سرحت بعد حركة تمرد قامت بها عام 1921م، ولم تنشأ بعد ذلك فرقة أرمنية أخرى.
في عام 1920م، أنشئت وزارة الحرب الفرنسية ما يسمى بـ (فرقة الشرق المساعدة) التي ضمت الجنود السوريين واللبنانيين الذين كانوا منضوين في فيلق الشرق(1).
وضمن هذا الإطار استعانت السلطات الفرنسية وجندت أفراداً من العلويين، والدروز، والموارنة، بالإضافة إلى تشكيل فرق جديدة من الأقليات الإسماعيلية والكردية، والشركسية.
أصدر المفوض السامي الفرنسي هنري بونسو في العشرين من آذار عام 1930 قراراً يقضي بإلغاء تسمية :”قوات المشرق المساعدة” واستبدالها بتسمية :” قوات المشرق الخاصة” للدلالة على التشكيلات العسكرية الوطنية المحلية في كل من سورية ولبنان.
وفي أول كانون الثاني عام 1936 كانت قوات المشرق الخاصة تتألف من :
10 كتائب مشاة.
12 سرية خيالة او خفيفة
4 بطاربات
3سرايا صحراوية خفيفة
3 سرايا هندسة
6 فصائل مستقلة في مختلف المصالح.
وذكر إسكندر نجار في كتابه قاموس لبنان أن جيش المشرق ضمن كتيبة (الجبل الخاصة الخامسة) التي صارت تحت إمرة العقيد فؤاد شهاب قبيل انسحاب القوات الفرنسية من سورية ولبنان.
وقدتم حلت قوات المشرق الخاصة في الحادي عشر من آب 1941م.
موازنة واعتمادات قوات المشرق:
ذكرت صحيفة لسان الحال في العدد 8715 الصادر في يوم الأربعاء السادس من كانون الأول عام 1922 أن المسيو دلاديه طلب في مجلس النواب في أثناء المناقشة في ميزانية الحربية انقاصاً آخر في اللقوات العسكرية في سورية فسرد وزير الحربية الانفاص المتوالي فيها، وقال أنه يستحيل انقاص الرقم الحالي وهو عشرون الفاً.
وقال المسيو لنايل أن العدد الكافي من الجنود لازم لمواصة عمل فرنسا في توطيد السلام والتقدم.
فرفض المجلس باتفاق 280 صوتاً على 190 صوتاً ما اقترحه المسيو دلاديه من إنقاص إعتمادات جيش الشرق الأدنة وجعلها 180 مليون فرنك بدلاً من 315 مليوناً، ووافق المجلس ععلى هذا الفصل من فصول الميزانية(2).
تعيينات وتنقلات في قوات المشرق:
في تشرين الأول عام 1920 عين الجنرال بوردو الذي كان يتولى في حمص قيادة الفرقة السادسة من جيش الشرق قومنداناً للفرقة الأولى في أطنه بدلاً من الجنرال ليوتين الذي عاد إلى فرنسا لأسباب صحية(3).
الاحزاب وقوات الشرق:
يعد الحزب السوري القومي الاجتماعي أول حزب حاول اجتذاب عناصر عسكرية إلى صفوفه، وإدخال أعضاء منه في الكلية الحربية في حمص.
بدأ الحزب ذلك في عام 1934 وأحاطها بكتمان شديد في ظل الانتداب، حينما اتخذ السوريون موقفاً سلبياً من الجيش (قوات الشرق)، واعتبر الدخول والإنضام إليه خيانه، غير أن الحزب السوري الإجتماعي كان عملياً فوجد أن وسيلته الوحيدة لإيجاد نواة مسلحة هي في تسرب أعضائه إليه(4).
(1) نجار (اسكندر)، قاموس لبنان.
(2)صحيفة لساان الحال – بيروت، العدد 8715 الصادر في بيروت يوم الأربعاء السادس من كانون الأول عام 1922م.
(3) صحيفة لسان الحال – بيروت، العدد 520 – 8170 الصادر يوم الأربعاء الثالث من تشرين الثاني عام 1920م.
(4) الجندي (سامي)، البعث، دار النهار، بيروت عام 1969م، صـ 49
انظر:
أنسين (شعار) الفرقة السادسة في جيش المشرق عام 1926
في عام 1920م، أنشئت وزارة الحرب الفرنسية ما يسمى بـ (فرقة الشرق المساعدة) التي ضمت الجنود السوريين واللبنانيين الذين كانوا منضوين في فيلق الشرق.
وسعت سلطات الانتداب حينها بكل الأشكال إلى دعوة السوريين للانضمام إلى هذا الجيش.
كما احتفظت فرنسا ببعض الضباط الذين خدموا في الجيش التركي ودفعتهم للانضمام إلى قوات الشرق الخاصة. لكن لغتهم الفرنسية بقيت ضعيفة. وهذه نقطة ضعف رافقتهم حتى النهاية. إذ إن اللغة في الجيش كانت الفرنسية(1).
في عام 1920 عين الجنرال بوردو الذي كان يتولى في حمص قيادة الفرقة السادسة من جيش الشرق قومنداناً للفرقة الأولى في أضنه بدلاً من الجنرال ليونين الذي عاد إلى فرنسا لأسباب صحية(2).
وأصدر المفوض السامي الفرنسي هنري بونسو في العشرين من آذار عام 1930 قراراً يقضي بإلغاء تسمية :”قوات المشرق المساعدة” واستبدالها بتسمية :” قوات المشرق الخاصة” للدلالة على التشكيلات العسكرية الوطنية المحلية في كل من سورية ولبنان.
وفي أول كانون الثاني عام 1936 كانت قوات المشرق الخاصة تتألف من :
10 كتائب مشاة.
12 سرية خيالة او خفيفة
4 بطاربات
3سرايا صحراوية خفيفة
3 سرايا هندسة
6 فصائل مستقلة في مختلف المصالح.
وذكر إسكندر نجار في كتابه قاموس لبنان أن جيش المشرق ضمن كتيبة (الجبل الخاصة الخامسة) التي صارت تحت إمرة العقيد فؤاد شهاب قبيل انسحاب القوات الفرنسية من سورية ولبنان.
وقدتم حلت قوات المشرق الخاصة في الحادي عشر من آب 1941م (3).
انظر:
من مذكرات أمين أبو عساف (57): استلام قطعات الشرق الخاصة
المراجع والهوامش:
(1). العابدين (بشير زين)، الجيش والسياسة في سورية، دار الجابية، الطبعة الأولى، عام 2008م، ص 87
(2). العابدين (بشير زين)، الجيش والسياسة في سورية، دار الجابية، الطبعة الأولى، عام 2008م، ص 87
(3). العابدين (بشير زين)، الجيش والسياسة في سورية، دار الجابية، الطبعة الأولى، عام 2008م، ص ،91
