أعلام وشخصيات
طاهر النعساني
ولد الشيخ طاهر النعساني في حي الباشورة في حماة عام 1887م.
أولاده:
البنات: صبحية، سلمى، سعاد.
الذكور: زهير، زياد
عين قائم مقام الرقة بين عامي 1936م – 1938م .
خلال تلك الفترة قام بالأعمال التالية:
– تدعيم باب “بغداد” من الجهة الشرقية، والجنوبية.
– أصلح قناطر المسجد العتيق الإحدى عشر، وكشف كلمات حجارة الأساس التي كتبها “نور الدين الشهيد”، عندما قام بإصلاح المسجد عام /561/هـ، وقام بإصلاح مئذنته.
– منع الجنود الفرنسيين من هدم البرج الواقع خلف باب “بغداد”، ومن أعماله الجليلة أيضاً، نقده السلطة الفرنسية لعدم محافظتها وصيانتها الآثار في “الرقة”.
كشف عن قبر والي “الرقة”، “سعد الدين باشا العظم”.
– طالب ببناء جسر على نهر الفرات، وكان قد سبقه بالمطالبة بذلك الشيخ “حسين العليان”.
– قسم مياه نهر البليخ بين الأهالي وقضى على كل النزاعات التي كانت تنشأ نتيجةً لذلك، حيث تم التوقيع على قرار التقسيم بحضور محافظ “دير الزور”، وبعض المسؤولين الفرنسيين».
– أقام علاقات طيبة مع أهل الرقة، وخاصة أسرة ( الكعكه جي ) ، وحضر من حماة إلى الرقة للتعزية بوفاة (أحمد عبيد أغا الكعكه جي) عام 1961م.
– تم في عهده بناء أول مسجد في مدينة تل أبيض ، وألقى أول خطبة جمعة فيه .
الإرث والنتاج:
حقق كتاب ( تاريخ الرقة ومن نزلها من الصحابة والتابعين والمحدثين ) لﻹمام القشيري ، وطبع عام 1959م.
وفاته:
توفي في حلب عام 1961م، ونقل جثمانه ودفن في حماة.
كتب الشاعر الفلسطيني “محمد العدناني” على قبره هذه الأبيات:
“طاهر النعسان يثوي ها هنا في حضن تربه
كان ذا قـلـب كبير لـيس في الدنيا كقلبه
قد قضى العمر تقياً ناشـداً طـاعة ربه.
يذكر الباحث حمصي فرحان الحمادة :
لشدة ولع طاهر النعساني باللغة العربية، كان يتحدثها حتى مع أهل بيته، وفي المقهى، وفي الشارع، وكان نتيجةً لذلك تحدث مفارقات طريفة، وعن تلك الطرائف يقول “الحمادة”: «كثيرة هي الحوادث الطريفة في حياة الشيخ، التي تتعلق بتكلمه الفصحى، فلقد قال مرةً لولده “زهير”: يا “زهير”، الناس تمشي على عجل وأنت تمشي سبهللا، ولم يفهم “زهير” معنى كلمة سبهللا، حتى شرحها له والده، بأنها تعني المشي على مهل، ولا شيء معه، وذات مرة، عندما كان مسؤولاً عن صندوق الانتخابات في جامع “النوري”، عام /1931/م، وأميناً على الصندوق مع صديقه “محمد عثمان الكيلاني”، المعروف بقوة بنيته، فتعرضوا وقتها للضرب من قبل أعوان الاستعمار، الذين حاولوا أخذ الصندوق، والتلاعب به، ولكن “الكيلاني” تصدى لهم بعزيمة، وكان الشيخ “طاهر”، يشد عزيمته بقوله: اضربهم يا “عثمان”، اضربهم يا حفيد “علي”، عليك بهم يا مفتول الساعدين، وحين صعد الشيخ إلى سطح المسجد، وقد امتلأ وجهه بالدم، وجد أمامه “أبا السعود الكيلاني”، مختبئاً خلف قبة المسجد، فقال له بحرقة: أنت هنا يا أبا السعود، ونحن أكلناها قياماً وقعودا؟! فقال له أبو السعود: لفها شيخي هلق وقت الكلام بالنحوي! مانك شايف الموت قدامنا»، أما في “الرقة” فيروي لنا الأستاذ “عبد الفتاح الصطاف”، عن الشيخ فيقول: «مع ما عرف به “الشيخ طاهر” من صرامة وتدين، فإنَّ المقهى كان المكان الأخير الذي يذهب إليه، إذ كان له موعد مع شخص ما، وكان اللقاء في مقهى السرايا، فدخل المقهى برفقة “أحمد الحاج عبد الله”، وصاح الشيخ مشيراً للنادل: يا غلام أحضر لي كأس ماء زلال مثلج، فلما عرف الغلام أنَّ الكلام موجه إليه، جاء الشيخ مسرعاً، وقال له: (يا بيك سولف بالعربي، والله ما أعرف فرنسي)، فابتسم الشيخ، وقام رفيقه بشرح طلبه للغلام، وكان لشدة ولعه بالعربية الفصحى، يطلب من ابنته “صبيحة” ذات الصوت الجميل، أن تغني له قصيدة “أبي فراس الحمداني”،
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر».
«كان حافظاً للقرآن الكريم، رفيقاً للكتاب في حله وترحاله، نشر مئات المقالات الأدبية، والسياسية، والاجتماعية، نشرت في مجلات “المقتطف”، و”الهلال”، و”العرفان”، “الوعي”، وخلف كثيراً من الأسفار نذكر منها تحقيقه لكتاب تاريخ “الرقة” لمؤلفه “القشيري الحرَّاني”، كما صدر له بعد وفاته ديوان ضم أشعاره»(1).
(1) حمصي فرحان حمادة، التاريخ السوري المعاصر