الفنان فهد بلان
ولد فهد أحمد قاسم بلان في بلدة الكفر في الثاني والعشرين من آذار عام 1933م.
تزوج من الفنانة المصرية مريم فخر الدين، والفنانة اللبنانية صباح، والفنانة اللبنانية آمال عفيش ورزق بطفل اسماه إيهاب.
أمضى والده أحمد أبو هايل حياته في سلك الدرك، وأخذ عنه فهد الميل إلى الموسيقا والغناء.
غادر فهد بلان إلى الأردن مع والدته وأخيه غالب بعد انفصال والدته عن والده.
غنى فهد في بعض السهرات الشبابية والمناسبات الاجتماعية، وزاول الأعمال الحرة ليؤمن قوت يومه.
عاد بعدها الى سورية، والتحق في الخدمة العسكرية في عام 1951م.
تقدم إلى الاذاعة السورية في دمشق وعمل في كورس الإذاعة إلى حين كانت أغنيته الأولى مع سحر (أه يا قليبي) وبعدها (أه يا غزال الربى).
بدأت مسيرته الفنية بعدما تعرف على الفنان عبد الفتاح سكر الذي قام بتلحين العديد من أغانيه كان أولها وأشهرها اغنية (الموتور) .
في أواخر عام 1957 تعرف على الملحن سهيل عرفة ، وكان أول عمل مشترك لهما هو أغنية “يا بطل الأحرار” التي نظمها راشد الشيخ ولحنها سهيل عرفة وغناها فهد بلان بصوته القوي في مطلع عام 1958 ابتهاجاً بقيام الوحدة بين سورية ومصر، ثم غنى بعدها في الشهر السابع من عام 1959 أغنية “مشغول بحبك”.
تعاون مع الشاعر الغنائي عمر الحلبي والملحن عبد الفتاح سكر واستطاعوا إبداعِ لونٍ فريدٍ في الغناء.
وفي مطلع الستينات وبعد أن التقى في إذاعة حلب مع الفنان شاكر بريخان وشكل ذاك اللقاء ولادة أغنية آه يا قليبي التي غناها مع المطربة سحر، حقق نجاحاً كبيراً، صبغت أغانيه منذ حينها باللون البدوي، وتجسد اللون الجميل معه بالأداء الأجمل، إلى أن التقى فنياً مع الفنان والملحن الموهوب عبد الفتاح سكر الذي قدم له ألحاناً كثيرة وجميلة، خاصة أغنيتهما الأولى التي تعتبر لوحة غنائية شعبية لهما ( لركب حدك يالموتور ) وتوالت الأغنيات بعدها (واشرح لها وألفين سلام وشفتا أنا شفتا ) وغيرها.
انتقل إلى بيروت حيث قدم في برنامج ألوان الذي كان يعده ويقدمه الفنان نجيب حنكش الذي أطلق عليه لقب مطرب الرجولة، في حينها قدم له الملحن سهيل عرفة لحناً جسد لونه الرجولي في أغنية ( بالأمس كانت تهوى وجودي ) التي كانت فعلاً تجسيداً للون الرجولي له.
كانت شهرته كبيرة في بيروت وقدم أغاني عديدة ومثل أفلام سينمائية تصل إلى أكثر من ثلاثة عشر فلماً مشاركاً فيها البطولة مع نخبة من نجوم السينما العربية من لبنان ومصر لاسيما الفنانة القديرة مريم فخر الدين التي كانت من نتاج فيلمهما فرسان الغرام أن وقعا في الغرام والزواج.
كذلك اشترك مع المطربة صباح في فيلم ( عقد اللولو وأين حبي و حبيبة الكل) والمطربة نجاح سلام في فيلم ( يا سلام على الحب )،
ثم انتقل إلى مصر فأقام فيها ما يزيد على تسع سنوات في القاهرة استطاع أن يسيطر على الساحة الغنائية سواء بألحانه السورية أو بالألحان التي قدمها له الملحنون اللبنانيون والمصريون.
نجاح الأغاني الشعبية التي قدمها له الملحنون السوريون عبد الفتاح سكر وسهيل عرفة وشاكر بريخان، والملحنون اللبنانيون فيلمون وهبة الذي قدم له ( يا خيال يارايح على الجولان – وعباية مقصبة) وملحم بركات ( ما أشتقتيش ) و (قوم تعلل يا مدلل)و عفيف رضوان (أنا صياد شارد بالبراري) وحسن غندور موشح (دع الملامة)، دفع بالعديد من الملحنين المصريين أن يقدموا له ألحانهم فلحن له الملحن بليغ حمدي ( بحري الهوى) و (من غير معياد) و (على كفي ) وخالد الأمير ( ركبنا على الحصان و دوري دوري و أهلانين وسهلانين) وكذلك الشيخ سيد مكاوي قال فيه ( أنت تعطي فهد بلان اللحن شجرة عارية وتسمع منه اللحن مزهوة بأجمل الأثمار ) قدم له ( يا بو الطاقية ) وموشح (مال وأحتجب ) و هذا الموشح من كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي وأداء فهد كان مميزاً به لأنه حمل روح الموسيقار سيد مكاوي وظل هذا الموشح يحمل عبق الإبداع لهذين الفنانين إلى أن سمعناه مؤخراً من الموسيقار والمطرب كاظم الساهر بلحن جديد وتوزيع جديد وأداء جديد.، ولكن كانت أكثر الألحان شهرة هي ما قدمه من الموسيقار الكبير فريد الأطرش بأغنيته ( ما أقدرش على كده ) و أغنية ( وشوي شوي يابنية ).
غنى بعد نكسة حزيران فأثارت مشاعر الكبرياء بعد الانكسار وهي ( ويلك يلي تعادينا ويلك يا ويل.. شبه النار تلاقينا بظلام الليل ) وتلك الأغنية قدمت في مهرجان الأغنية السورية الرابع.
عاد إلى سورية بعد حرب تشرين عام 1973م . وأسس فرع المنطقة الجنوبية لنقابة الفنانين، متابعاً مسيرته الفنية مع الكاتب والملحن سعدو الذيب الذي قدم له / يوم على يوم و غالي علينا يا جبل وسلامين/ وغيرها… تميز فهد بلان بأدائه للغناء الوطني فلم تخل مناسبة وطنية إلا وغنى لها، فقد غنى للوطن العربي أغنية ( وطني امتد وصار كبير ) و( تهنا يا عربي )، وغنى لوطنه سورية من كلمات د. علي عقلة عرسان و ألحان أمين الخياط ( تعيشي يا بلدي ) و / يارب تبارك سورية / للملحن ايلي شويري كما غنى للقدس الشريف وللشعب الفلسطيني من ألحان الموسيقار محمود الشريف ( المسجد الأقصى – والقدس الشريف)، وأغاني وطنية أخرى.
شارك فهد بلان في العديد من الأفلام منها:
ليالي الشرق – حبيبة الكل- أفراح الشباب – لسنا ملائكة – فرسان الغرام – القاهرون.
والمسلسلات: (أنا انت في شهر كانون الثاني عام 1974 – عجيب أفندي).
توفي في الرابع والعشرين من كانون الأول 1997م، عن عمر يناهز 64 عاماً.