You dont have javascript enabled! Please enable it!
سورية 1970- 2000قضايا

إنقلاب حافظ الأسد عام 1970

تصاعدت بعد نكسة حزيران 1967 الأصوات التي تدعو إلى محاسبة القوى العسكرية  التي اعتبرت مسؤولة عن سقوط القنيطرة.

وفي العشرين من تشرين الأول عقد المؤتمر القومي الاستثنائي العاشر الذي كانت أهم مقراراته: (إبدال العمل الحالي للرفيقين حافظ الأسد وزير الدفاع و مصطفى طلاس رئيس الأركان العامة، بعمل آخر في الحزب والثورة حسب المسؤولية التي تحدددها قيادة الحزب المختصة).

جاءت خطوة القيادة القطرية بإقامة المؤتمر القومي الاستثنائي العاشر لحزب البعث الحاكم بداية تشرين الثاني ١٩٧٠، لإقالة الفريق حافظ الأسد وزير الدفاع ورئيس الأركان اللواء مصطفى طلاس بمثابة الذريعة ل حافظ الأسد ل الإمساك بقيادة الحزب وهي كانت السلطة الوحيدة المتبقية لدى جناح جديد بعد أن سيطر حافظ الأسد على أغلب مفاصل السلطة منذ نهاية شباط 1969.

كان هناك داخل المؤتمر تياران الأول سياسي يقوده اللواء صلاح جديد والجناح السياسي في الحزب والثاني عسكري يقوده وزير الدفاع مع أنصاره وأنصار اللواء محمد عمران وتركز المؤتمر على هدف وحيد هو مهاجمة وزير الدفاع تمهيدا لعزله وأنه اذا لم يتم ذلك فإن مصير الحزب والبلد إلى الخراب.

هاجم أنصار جديد بضراوة وزير الدفاع واتهموه بالتحالف مع قوى الرجعية العربيةو الإمبريالية والرضوخ للحلول الاستسلامية في إشارة إلى قبول وزير الدفاع القرار 242 ومبادرة وزير الخارجية الأمريكي روجرز بينما هاجم جديد منح ضباط الجيش امتيازات دون باقي أعضاء قيادة الحزب .

يوم  12 تشرين الثاني صوت 82 من أعضاء المؤتمر البالغ ٨٤ عضو لصالح عزل وزير الدفاع حافظ الأسد ومصطفى طلاس رئيس الأركان لكن وزير الدفاع طوق الإذاعة السورية ما منع إصدار قرارات المؤتمر

كان اللواء صلاح جديد يعرف أن قوة الأسد العسكرية أكبر من قوته لكنه كان يراهن حالما ان قوة الحزب كانت اقوى من قوة الجيش وأن جماهير الحزب الكادحة كما تصور ستتحرك ضد قرارات وزير الدفاع غير الشرعية كما أنه تصور أن حافظ الأسد ليست لديه تلك الكفاءة لقيادة الحزب والدولة وليست لديه الرغبة للقفز إلى واجهة السلطة وتبين لاحقا خطأ تصوراته.

يوم 13 تشرين الثاني داهمت قوة عسكرية بقيادة الرائد محمد الخولي منزل يوسف زعين رئيس الوزراء الأسبق عضو القيادة القومية واعتقلت الأمين العام المساعد صلاح جديد مع عضو القيادة القطرية محمد عيد عشاوي وفوزي رضا ومصطفى رستم ويوسف زعين وتم وضعهم في امرية القوى الجوية، حاول حافظ الأسد بعد ذلك مفاوضة قيادة البعث ليكونوا معه لكنهم رفضوا بينما وقف معه كل العسكريين مثل ناجي جميل وعبد الرحمن خليفاوي ومصطفى طلاس طبعا وعدنان دباغ وعلي المدني .

تم اعتقال باقي أعضاء القيادة القطرية على دفعات متتالية وصولا إلى نهاية العام 1970،وشكل حافظ الأسد قيادة قطرية مؤقته ضمت عبد الحليم خدام وعبد الله الأحمر ومحمد حيدر ومصطفى طلاس وبعض أعضاء قيادة جديد السابقة.

يوم 16تشرين الثاني أخبر برج مطار المزة العسكري وزير الدفاع أن طائرة العقيد معمر القذافي في الجو تطلب الاذن بالهبوط ولقطع الطريق على وساطة ليبية أعلن على الفور في التلفزيون السوري عن قيام الحركة التصحيحية وتمت إذاعة بيان القيادة القطرية المؤقتة التي شكلها حافظ الأسد.

يقول العماد مصطفى طلاس في مذكراته أنه ذهب يوم 16تشرين الثاني 1970 بسيارته إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون ليذيع بيان القيادة القطرية المؤقتة التي شكلها حافظ الأسد فوجد هناك المذيع الراحل مهران يوسف الذي تلا على الهواء مباشرة بيان القيادة القطرية المؤقتة وبناء على طلب طلاس أذاع التلفزيون السوري عقب إعلان البيان أغنية دلال الشمالي من قاسيون اطل يا وطني.

يقول الكاتب حنا بطاطو في كتابه القيم فلاحو سوريا أن تجار دمشق رفعوا عقب إذاعة بيان القيادة القطرية لافتات ترحيب بالقيادة الجديدة ملأت سوق الحميدية الشهير كتب عليها

” طلبنا من الله المدد ف ارسل لنا حافظ الأسد “


قام حافظ الأسد في الثالث عشر من تشرين الثاني بإنقلاب على قيادة حزب البعث والتي تمثلت حينها في أعضاء المؤتمر القومي العاشر الاستثنائي وعلى رأسهم الرئيس نور الدين الأتاسي وصلاح جديد وسجنهما مع العديد من رفاقهم البعثيين،، وأطلق فيما بعد على هذا الإنقلاب اسم الحركة التصحيحية.

أسباب الإنقلاب:

الأسباب الغير مباشرة:

رفض قيادة حزب البعث القبول بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242، وتصاعد الخلاف بين قيادة الجيش التي تمثلت بالفريق حافظ الأسد وقيادة الحزب المدنية التي كان على رأسها اللواء صلاح جديد الأمين العام القطري المساعد.

الأسباب المباشرة:

اتخاذ المؤتمر القومي العاشر الاستثنائي قرارات منها تغيير قيادة الجيش – أي إبعاد اللواء حافظ الأسد وزير الدفاع وفريقه عن الجيش.

تفاصيل الإنقلاب:

بعد انتهاء أعمال المؤتمر القطري في الثاني عشر من تشرين الثاني عام 1970م بدأ حافظ الأسد في أول خطوات الإنقلاب في الثالث عشر من تشرين الثاني.

في صباح يوم الإنقلاب طلب السفير السوفيتي في دمشق الاجتماع مع اللواء صلاح جديد الأمين العام المساعد للحزب وكان حينها الرئيس نور الدين الأتاسي الأمين العام للحزب في منزله بسبب عمل جراحي في الفك.

في الإجتماع طلب السفير السوفيتي من القيادة السورية بالاعتراف بالقرار رقم 242، وقال له إذا اعترفتم بالقرار 242 سوف نطلب من حافظ الأسد إيقاف إجراءات الإنقلاب. وكانت إجابة اللواء جديد هي الرفض وأن قيادة الحزب قد أرسلت سابقاً أكثر من إجابة على هذا الطلب إلى موسكو.

بعيد الإجتماع غادر اللواء صلاح جديد مكتبه إلى منزل يوسف زعين لوضه وبعض الرفاق في أسباب زيارة السفير السوفيتي، وكان في المنزل محمد عيد عشاوي الذي جاء إلى منزل زعين القريب من مبنى القيادة القومية حينها لتوديع الرفاق قبل مغادرته إلى الأردن حيث كان قد تطوع في قوات المقاومة.

عندما وصل اللواء صلاح جديد إلى منزل يوسف زعين  أي في ظهيرة الثالث عشر من تشرين الثاني جرى إعتفال كلاً من:

صلاح جديد، محمد عيد عشاوي، مصطفى رستم، فوزي رضا و يوسف الزعين واللذين كانوا متواجدين في منزل يوسف الزعين ،.

اعتقل الرفاق المتواجدين في منزل يوسف زعين ونقلوا إلى مبنى آمرية الطيران بجانب قيادة الأركان. وفي مساء تلك الليلة اجتمع حافظ الأسد مع صلاح جديد، ثم تم الإفراج عن يوسف الزعين ومصطفى رستم بعد مقابلتهم مع حافظ الأسد.

وبعد أسبوع وفي العشرين من تشرين الثاني جرى اعتقال نور الدين الأتاسي.

وفي ليلة 21- 22 كانون الأول 1970 جرى اعتقال كلاً من: مروان حبش ومحمد رباح الطويل.

وفي الثالث عشر من حزيران 1971م، جرى اعتقال عبد الحميد المقداد ويوسف الزعين.

وجرت عملية اعتقال بقية أعضاء القيادة القطرية في الثاني والعشرين من حزيران عام 1971م، وهم:

مصطفى رستم،  محمد سعيد طالب، حديثي مراد، أنيس كنجو، أحمد الشيخ قاسم، كامل حسين  وحمود القباني، كما جرى اعتقال أحمد الحمدوني رئيس اتحاد الفلاحين.


تولى حافظ الأسد بعد الإنقلاب منصب رئيس مجلس الوزراء وشكل حكومة برئاسته،وصار أميناً عاماً لحزب البعث العربي الاشتراكي فيما تم اختيار أحمد الخطيب رئيساً للجمهورية.

في الثاني عشر من آذار 1971 صار حافظ الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية لمدة سبع سنوات بعد إجراء استفتاء، ثم أعيد انتخابه في أعوام 1978-1985-1992-1999.


الموقف من الإنقلاب:

الموقف الأهلي من إنقلاب حافظ الأسد عام 1970

الموقف الإقليمي والعربي من وصول حافظ الأسد إلى السلطة 1970


انظر:

صحيفة الأهرام 1970 .. أنباء عن وزارة سورية الجديدة .. والأتاسي إلى ليبيا

صحيفة الأهرام 1970 .. إعفاء الأتاسي وعزل صلاح جديد

نص تصريح العقيد معمر القذافي في مطار دمشق في  16 تشرين الثاني 1970

المراجع والهوامش:



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى