ولد جمال الدين الأتاسي في حيّ باب هود بحمص القديمة في نيسان عام 1922م.
هو جمال بن الحاج صالح بن مراد افندي بن مفتي حمص ورئيس مجلس الشورى سعيد الأتاسي.
والدته السيدة مخلصة رسلان بنت رئيس بلدية حمص رفيق رسلان.
أشقّاؤه: المهندس نادر الأتاسي، نقيب صيادلة حمص خلوصي الأتاسي، الحاج صلاح الأتاسي، المهندس خلدون الاتاسي، المهندس فريز الأتاسي.
الدراسة:
تلقّى تعليمه الأساسي في المدرسة الخيرية الإسلامية بحمص، وأكمل دراسته الثانوية في تجهيز دمشق، بعدها انتسب لكلية الطب في جامعة دمشق وتخرّج عام 1947م. ثم توجّه إلى باريس للإختصاص وحصل على الدكتوراه في الطب النفسي الإكلينيكي عام 1950م.
درس الطب في فرنسا .
حصل على شهادة الدكتوراه في الطب النفسي من فرنسا.
تسلم رئاسة مستشفى ابن سينا للأمراض النفسية في ريف دمشق.
البدايات السياسية:
اقترب جمال الأتاسي من الكتلة الوطنية، ثم كان من المشاركين في حركة نصرة العراق واعتقل أثناء عودته من العراق عند الحدود في عام 1941م.
ثم أسهم في تأسيس رابطة للطلاب العرب في جامعة دمشق.
كما أسهم في اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي لحزب البعث العربي الاشتراكي، ويعد من مؤسسي حزب البعث العربي، وحملت بعض البيانات التي أصدرها الحزب توقيعه إلى جانب توقيع ميشيل عفلق ومدحت البيطار. كما كان من أبرز المشاركين في المؤتمر التأسيسي للحزب الذي عقد في عام 1947م. ويروى أنه من وضع شعار “أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة”.
كان عضواً في آخر قيادة قطرية للحزب قبل حل حزب البعث لنفسه تلبية لشرط جمال عبد الناصر قيل الوحدة مع مصر عام 1958م.
الوحدة مع مصر
أيد الوحدة المصرية – السورية ، وشارك في محادثاتها في القاهرة، وبعد قيامها شغل رئاسة تحرير صحيفة (الجماهير)، التي كانت تصدر من دمشق، في أثناء الوحدة، حيث صدرت لمدة 200 يوم فقط، وفي تلك الفترة ضُيق الخناق على صحيفته الجماهير، فكتب مقالته الشهيرة (الصمت موقف)، كانت المرة الأولى، والأخيرة في حياته التي يكتفي فيها بالصمت.
الانفصال:
عارض انفصال سورية عن مصر ووصف العملية بأنها كانت اخطر مؤامرة استعمارية رجعية، وكان بعد ذلك على رأس الداعين لإعادة الجمهورية العربية المتحدة، فكتب في تلك الدورية الفصلية التي كان يصدرها مع رفيقيه: ياسين الحافظ، وعبد الكريم زهور بعنوان (في الفكر السياسي).
ويقول جمال الأتاسي حول الإنفصال: (نحن لم ننظر إلى ضربة الانفصال في مقوماتها الحقيقية وفي عواملها المختلفة، وإذا نحن لم نقرر بشكل صريح وواضح أنها مؤامرة تحالفت فيها القوى الرجعية، والاستعمار لتوجيه ضربة للاتجاه الوحدوي التقدمي في الوطن العربي، عن طريق الإجهاز على كيان أول دولة موحدة أقامها العرب في تاريخهم الحديث إن القوى الرجعية التي أخذت تصرخ بعد الانفصال بشعارات كاذبة عن الديمقراطية، والحرية، ومحاربة الديكتاتورية، والاستبداد، هي ذاتها التي كانت أيام الوحدة تضغط على الحكم، وتشجعه على التسلط، والاستبداد، وتغريه بضرب القوى الشعبية التقدمية، ثم ما لبثت أن انقلبت ضد ذلك الحكم، لا لما فيه من قسر واستبداد، بل لما فيه من احتمالات اشتراكية، ولأنه أخذ يهدد تهديدًا صريحًا مصالحها الاستغلالية).
بعد إنقلاب آذار 1963
أيد إنقلاب الثامن من آذار 1963م الذي دعى إلى إعادة الوحدة مع مصر ولكن لم يعود إلى صفوف حزب البعث، وعُيّن وزيرًا للإعلام في حكومة صلاح الدين البيطار الأولى.
صار أميناً لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي في سورية.
اعتقاله عام 1968
اعتقل جمال الأتاسي مع مجموعة من السياسيين السوريين والذين كان على رأسهم عبد الغني قنوات في أيلول عام 1968 على خلفية اتهام السلطات له بالمشاركة والتواصل مع الحزب الشيوعي السوري لتشكيل جبهة سياسية في سورية بعد حرب عام 1967م. كما جرى اتهامهم بالتواصل مع القيادة القومية التي انتقلت الى بغداد بعد إنقلاب 23 شباط في سورية 1966م. واستمر اعتقالهم حتى الخامس عشر من آذار 1969م.
بعد إنقلاب الأسد عام 1970
بعد إنقلاب حافظ الأسد عام 1970م، بارك انضمام سورية الى إعلان القاهرة عام 1970م، وشارك في الجبهة الوطنية التقدمية، ولكن سرعان ما تحول إلى المعارضة ولاسيما بعد الخلافات بين حافظ الأسد وأنور السادات.
الانسحاب من الجبهة الوطنية التقدمية:
انسحب الدكتور جمال الأتاسي رئيس الاتحاد الاشتراكي العربي اثر مؤتمر الحزب الذي عقد في نيسان عام 1973 والذي انقسم حزب الاتحاد الاشتراكي بعده إلى تيارين الأول الذي تزعمه الأتاسي والثاني كان بقيادة فوزي الكيالي وزير الثقافة والإرشاد القومي الذي عارض قرار الانسحاب من الجبهة.
رئيساً للتجمع الوطني الديمقراطي
في أواخر التسعينيات شارك جمال الأتاسي بصفته أميناً لحزب الاتحاد الاشتراكي في تأسيس التجمع الوطني الديمقراطي، وهو تحالف سياسي عارض الجبهة الوطنية التقدمية في سورية، ودعا إلى إرسال الحياة الديمقراطية والدعوة إلى تحقيق المسار الديمقراطي في سورية.
وقد ضم التحالف كلاً من: حزب الاتحاد الاشتراكي – جمال الأتاسي،الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي – رياض الترك،حزب البعث الديمقراطي،حزب العمال الثوري – طارق أبو الحسن،حزب الاشتراكيين العرب – جماعة عبد الغني عياش
وصار جمال الأتاسي أول أمين عام للتجمع حتى وفاته حيث صار المحامي حسن عبد العظيم أميناً عاماً للتجمع.
في المؤتمر الثامن لحزب الاتحاد الاشتراكي:
استمر الأتاسي في أمانة الحزب حتى وفاته، وقد شارك في المؤتمر الثامن للحزب الذي عقد في الحادي والعشرين من آذار عام 2000م، أي قبل أسبوع من وفاته، وألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.
الوفاة:
توفي في الثلاثين من آذار عام 2000، عن عمر يناهز الـ 78 عامًا ودفن في حمص.
انظر:
كلمة جمال الأتاسي في المؤتمر الثامن لحزب الاتحاد الاشتراكي عام 2000
المراجع والهوامش:
(1). الأتاسي، (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]
(2). من مذكرات أكرم الحوراني - فشل الثورة في العراق 1941
(3). بيان مكتب البعث العربي 1945 - في سبيل الجهاد الوطني
(4). ذكر فايز عاشور الذي كان مسؤولاً عن تنظيم الاتحاد الاشتراكي في اللاذقية أن جمال الأتاسي روى له حادثة وضعه لشعار حزب البعث. وذكر عاشور نقلاً عن جمال الأتاسي أنه وضع هذا الشعار أثناء ركوبه الترام ذاهباً إلى جلسة المؤتمر التأسيسي، وعندما وصل إلى مكان انعقاد المؤتمر طرح على المؤتمرين اقتراح هذا الشعار وتم اعتماده. شهادة فايز عاشور- موقع التاريخ السوري المعاصر 02.04.2024
(5). عيسى (حبيب)، جمال الأتاسي: 17 عامًا على الغياب، موقع جيرون
(6). عيسى (حبيب)، جمال الأتاسي: 17 عامًا على الغياب، موقع جيرون
(7). سورية 1969 - الإفراج عن معتقلين سياسيين بينهم جمال الأتاسي وعبد الغني قنوت
(8). صحيفة 1973- الناصريون ينشقون بعد انسحاب جمال الأتاسي من الجبهة الوطنية التقدمية
(10). كلمة جمال الأتاسي في المؤتمر الثامن لحزب الاتحاد الاشتراكي عام 2000
المراجع والهوامش:
(1). الأتاسي، (فارس)، مئة شخصية وشخصية من حمص [مخطوط]
(2). من مذكرات أكرم الحوراني - فشل الثورة في العراق 1941
(3). بيان مكتب البعث العربي 1945 - في سبيل الجهاد الوطني
(4). ذكر فايز عاشور الذي كان مسؤولاً عن تنظيم الاتحاد الاشتراكي في اللاذقية أن جمال الأتاسي روى له حادثة وضعه لشعار حزب البعث. وذكر عاشور نقلاً عن جمال الأتاسي أنه وضع هذا الشعار أثناء ركوبه الترام ذاهباً إلى جلسة المؤتمر التأسيسي، وعندما وصل إلى مكان انعقاد المؤتمر طرح على المؤتمرين اقتراح هذا الشعار وتم اعتماده. شهادة فايز عاشور- موقع التاريخ السوري المعاصر 02.04.2024
(5). عيسى (حبيب)، جمال الأتاسي: 17 عامًا على الغياب، موقع جيرون
(6). عيسى (حبيب)، جمال الأتاسي: 17 عامًا على الغياب، موقع جيرون
(7). سورية 1969 - الإفراج عن معتقلين سياسيين بينهم جمال الأتاسي وعبد الغني قنوت
(8). صحيفة 1973- الناصريون ينشقون بعد انسحاب جمال الأتاسي من الجبهة الوطنية التقدمية
(10). كلمة جمال الأتاسي في المؤتمر الثامن لحزب الاتحاد الاشتراكي عام 2000