العائلة:
هو أحمد نور الدين بن محمد علي بن الشيخ فؤاد افندي رئيس كتاب محكمة حمص الشرعية، ابن أحمد افندي مدير أوقاف قضاء حمص ومدير دائرة الريجي، ابن مفتي حمص ورئيس مجلس الشورى محمد سعيد، ابن مفتي حمص عبد الستار الأتاسي.
والدته شمسة ابنة قائم مقام حمص ورئيس بلديتها عمر بك ، ووالدتها السيدة أديبة بنت سليم ابن رئيس بلدية حمص ورئيس هيئة المعارف بقضائها محمد نجيب أفندي .
أما جدته لوالده فهي السيدة كرجية بنت القاضي كمال عضو محكمة بداية حمص ابن المفتي محمد سعيد الأتاسي.
أما زوجته أم أولاده فالسيدة سلمى ابنة السيد صبحي رئيس بلدية دمشق والنائب في الجمعية التأسيسية ابن نقيب أشراف دمشق ورئيس بلديتها ورئيس وجهائها السيد أحمد نسيب ابن نقيب أشراف دمشق وعين أعيانها السيد محمد أبو السعود ابن عضو مجلس الشورى الكبير لولاية سورية الوجيه السيد أحمد حسيب الحسيبي الحسيني، وهي والدة أولاده، ووالدتها السيدة سكينة المؤيد العظم وهي ابنة ذو النون بك ابن رئيس بلدية دمشق عبدالقادر بك ابن أحمد مؤيد باشا بن نصوح باشا ابن والي طرابلس وحلب سعدالدين باشا ابن والي دمشق وطرابلس اسماعيل باشا العظم، ولها أنساب إلى السادة آل الكيلاني والسادة آل المرادي.
ولد الرئيس الدكتور نور الدين الأتاسي في حمص عام 1929.
التحق بكلية الطب في جامعة دمشق عام 1948م، وتخرج منها عام 1955م، وخلال دراسته انضم إلى حزب البعث، وكان على رأس تنظيم الحزب في جامعة دمشق.
الخدمة الإلزامية:
بعد التخرج التحق في الخدمة الإلزامية وخلال خدمته جرى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، وكان في عداد القوات السورية التي انتقلت إلى الأردن للوقوف إلى جانب قواته.
في عام 1957 وبعد انتهاء خدمته الالزامية تطوع نور الدين الأتاسي في خدمة الثورة الجزائرية، حيث التحق مع مجموعة أطباء لمساعدة الثوار قرب الحدود التونسية – الجزائرية. وتكريما ُ له سمّي باسمه مشفى في العاصمة الجزائر.
عاد نور الدين الأتاسي إلى سورية قادماً من الجزائر بعد قيام الوحدة بين مصر وسورية، وتخصص في الجراحة العامة في مستشفى دمشق لمدة ثلاثة سنوات، ثم عين في العديد من المستشفيات في دمشق، كان آخرها مشفى دمشق.
بعد عمله في مشافي دمشق، عاد إلى بلده حمص فمارس الطب الجراحي في المستشفى الوطني وفي عيادته الخاصة.
وزيراً وعضواً في المجلس الوطني للثورة
بعد إنقلاب الثامن من آذار 1963م، سمي وزيراً للداخلية في حكومة صلاح الدين البيطار الثالثة التي استمرت من الرابع من آب عام 1963 وحتى الثاني عشر من تشرين الثاني عام 1963م.
كما سمي وزيراً للداخلية في حكومة أمين الحافظ الأولى التي تشكلت في الثاني عشر من تشرين الثاني عام 1963 واستمرت حتى الرابع عشر من أيار عام 1964م.
وفي تشرين الأول عام 1964 سمي نائباً لرئيس مجلس الوزراء في حكومة أمين الحافظ الثانية التي تشكلت في الثالث من تشرين الأول عام 1964 واستمرت حتى الثالث والعشرين من أيار عام 1965م.
كما سمي عضواً في المجلس الوطني للثورة في الثالث والعشرين من كانون الأول عام1965.
تعيينه رئيساً للدولة
بعد إنقلاب الثالث والعشرين من شباط 1966م، أصبح رئيساً للدولة وأميناً عاما لحزب البعث.
في جمعية الأمم المتحدة:
بعد حرب حزيران عام 1967 اتجه إلى نيويورك رافقة إبراهيم ماخوس وزير الخارجية للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثامن عشر من حزيران عام 1967م. ويعد أول رئيس سوري يلقي كلمة في إجتماعات الجمعية العمومية.
الاتحاد السوفيتيي وسد الفرات:
قام بعدة زيارات إلى الاتحاد السوفيتي وجرى في عهده توقيع أكثر من اتفاق تعاون كان أهمها مشروع بناء سد الفرات الذي جرى تصديق الاتفاق عليه بموجب مرسوم أصدره الرئيس نور الدين الأتاسي في الرابع من كانون الثاني عام 1967م، والذي قضي بتصديق الاتفاق مع حكومة الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية الذي وقع في دمشق في الثامن عشر من كانون الأول عام 1966م.
مراسيم وقرارات
صدرت بعهد نور الدين الأتاسي العديد من المراسيم، منها مرسوم إحداث مصرف التسليف الشعبي، مرسوم إحداث المصرف العقاري، إحداث نقابة الفنانيين عام 1967م، مرسوم إحداث المراكز الثقافية خارج القطر، إحدث الاتحاد النسائي واتحاد شبيبة الثورة، واتحاد الطلبة، واستحداث وزارة التعليم العالي، وإحداث محافظة طرطوس.
كما صدر في عهده مرسوم تأميم بعض الشركات وكذلك مرسوم إعادة بعض الأراضي إلى أصحابها، وانشئت المحكمة العسكرية الاستثنائية.
الموقف من القضية الفلسطينية:
كان نور الدين الأتاسي يساند موقف قيادة الحزب التي رأت أن حرب التحرير الشعبية هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين والقضاء على مخططات الإستعمار والرجعية. رافضاُ أي محاولاتً للتفاوض فكان يرى أنه “لا سلام ولا استقرار مادام هناك أرض مغتصبة ومواطنون مشردون وقواعد عدوانية ومخططات احتكار واستثمار”. هذا الموقف الذي اصطدم مع موقف قيادة الجيش التي كانت ترى وجوب التخلي عن حرب العصابات والاعتماد على القوات النظامية.
المؤتمر القطري الرابع وظروف تشكيله للحكومة:
شكل الرئيس نور الدين الأتاسي الحكومة لأول مرة في التاسع والعشرين من تشرين الأول واستمرت حتى الثامن والعشرين من أيار 1969م.
وجاء تشكيل حكومة الدكتور نور الدين الأتاسي رئيس الدولة بعيد إنعقاد المؤتمر القطري الرابع لحزب البعث في أيلول عام 1968م، ضمن أجواء متوترة بسبب الخلافات التي كانت قائمة بين قيادة الجيش ممثلة بوزير الدفاع حافظ الأسد، وبين أعضاء قيادة الحزب والقيادة السياسية.
كما انعقد في الشهر نفسه أيلول عام 1968 المؤتمر القومي العاشر لحزب البعث الذي اتخذت فيه جملة قرارات منها، تغيير مراكز القوى. وكانت هذه المراكز هي: (رئيس الحكومة يوسف زعين، الأمين العام المساعد للحزب صلاح جديد، وزير الدفاع الفريق حافظ الأسد، أما رئيس الدولة نور الدين الأتاسي لم يعتبر من مراكز القوى لأن صلاحياته كانت برتوكولية).
على أساس هذه القرارات التزم رئيس الحكومة يوسف زعين بالقرارات وقدم استقالة حكومته، بينما رفض وزير الدفاع حافظ الأسد تنفيذ تلك القرارات، وكانت هذه الأزمة الأولى في الخلاف بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية وقيادة حزب البعث.
ولتطويق الأزمة وعدم تفاقمها تدخل أعضاء من القيادة القومية لتأجيل تنفيذ القرارات. ولكن يوسف زعين أصر على ترك الوزارة والتزم بالقرار، وعلى هذا الأساس شكل الدكتور نور الدين الأتاسي رئيس الدولة الحكومة التي استمر فيها حافظ الأسد وزيراً للدفاع.
استمرت هذه الحكومة حتى أيار عام 1969 حيث أعيد تشكيلها في التاسع والعشرين من أيار عام 1969م، واستمرت حتى الخامس عشر من تشرين الثاني 1970م.
الاستقالة من رئاسة الدولةوأمانة الحزب القطرية:
قدم نور الدين الأتاسي استقالته من كل المناصب التي كان يشغلها في الحزب والدولة والتي كان من أهم أسبابها تصرفات رفعت الأسد مع نور الدين الأتاسي، ولاسيما بعدما قام رفعت وفي أكثر من مرة بالتنقيب عن الآثار في مزرعة زوجة نور الدين في منطقة يعفور، وطرد الفلاحين منها.
ويذكر مروان حبش أنه عندما قام رفعت الأسد بالتنقيب أول مرة اتصل نور الدين الأتاسي بـ حافظ الأسد وأخبره بتصرفات شقيقه، وكان رد حافظ الأسد أن أرسل رفعت مع مصطفى طلاس لكي يعتذر رفعت من الدكتور نور الدين، ولكن سرعات ما عاود رفعت تصرفاته بعد أقل من أسبوعين. وكانت هذه دلالة على أن هذه التصرفات جرت بمعرفة حافظ الأسد.
عرضت قضية استقالته على القيادة القطرية تقرر رفض استقالته، والسعي لمعالجة أسبابها. وكان هذا القرار أحد أسباب الدعوة لعقد المؤتمر القطري العاشر الاستثنائي.
وقد ورد في البيان الختامي للمؤتمر القطري العاشر الاستثنائي(وإنطلاقاً من ذلك كله ونتيجة استقالة الرفيق الأمين العام للحزب، وفشل جميع الأساليب السابقة التي ابتعتها القيادة القومية والإجتماع المشترك طيلة العامين الماضيين لمعالجة أزمة الحزب والثورة التي لم تعد تحتمل الأرجاء.).
وعلى الرغم من رفض الاستقالة إلا أن الأتاسي لم يمارس مهامه، وأجرى حينها عملاً جراحياً جلس بسببه في منزله حتى انعقاد المؤتمر القطري العاشر الاستثنائي.
اعتقاله:
بعد إنقلاب حافظ الأسد عام 1970م اعتقل بعدما رفض التعاون مع الحكم الجديد، والاعتقال لم يتم مع وقوع الإنقلاب بل في في العشرين من تشرين الثاني.
مرضه:
أصيب نور الدين الأتاسي في مطلع عام 1992 بنوبة قلبية حادة جداً نقل على أثرها إلى المستشفى العسكري.
اكتشف الأطباء في المستشفى أنه يعاني من مرض السرطان في المري واتُخذ قرار بأن يعالج في المشفى بصفة سجين سياسي،وأن تمنع زيارته سوى من افراد اسراته.
الإفراج عنه:
بقي الدكتور الأتاسي في المستشفى مدة أربعة أشهر ساءت حالته الصحيفة خلالها، واستحكم المرض من جسمه وانتقل الورم إلى الكبد، حينها صدر قرار بالإفراج عنه.
نقل بعد الإفراج عنه إلى منزله في مدينة حمص.
العلاج في فرنسا:
حاول الأتاسي أن ينتقل للعلاج خارج سورية ولكن كان هناك إصرار بعدم الموافقة، وبقي في حمص عدة أشهر استحكم فيها المرض منه، وصار في حالة شبه فاقد الوعي فيها، ولم يعد قادراً على تناول الطعام، حينها صدرت الموافقة بعلاجه خارج القطر.
نقل في الثاني والعشرين من تشرين الثاني عام 1992 إلى المستشفى الأميركي العسكري في باريس وكان خلالها شبه فاقد الوعي، وبقي في المستشفى لمدة أسبوع لم يستطيع الأطباء تقديم أي مساعدة له.
وفاته:
توفي الدكتور نور الدين الأتاسي في المستشفى الأميركي العسكري في باريس في الثالث من كانون الأول عام 1992م، ونقل جثمانه في اليوم التالي إلى مدينته حمص عبر طائرة خاصة وصلت إلى مطار المزة العسكري ومن ثم نقل الجثمان إلى حمص.
وري الثرى في مقبرة آل الأتاسي بكفرعايا.
بعد وفاته أطلقت الحكومة الجزائرية اسمه على مستشفى في العاصمة الجزائر عام 1993 تكريماً له.
انظر:
مراسيم وقرارات نور الدين الأتاسي
كلمات ومقابلات ورسائل نور الدين الأتاسي
زيارات وجولات نور الدين الأتاسي
حكومة نور الدين الأتاسي الأولى
حكومة نور الدين الأتاسي الثانية
انظر ايضاً:
صحيفة 1970- الأسد قد يتولى رئاسة الحكومة الجديدة .. وطلاس رئيساً للدولة
تصريحات نور الدين الأتاسي حول الجبهة الشرقية عام 1969م
صور نور الدين الأتاسي:
صور عام 1966:
الرئيس نور الدين الأتاسي يستقبل رواد الفضاء السوفييت
صور عام 1967:
الرئيس نور الدين الأتاسي في زيارة إلى الاتحاد السوفيتي
صور عام 1968:
صلاح جديد وعبد الناصر ونور الدين الأتاسي في حفل تكريم الوفد السوري بالقاهرة
صور عام 1970:
نور الدين الأتاسي وياسر عرفات في مراسم جنازة جمال عبد الناصر (1)
نور الدين الأتاسي وياسر عرفات في مراسم جنازة جمال عبد الناصر (2)
المراجع والهوامش:
(1). قانون تشكيل المجلس الوطني للثورة وتسمية أعضائه عام 1965
(2). مروان حبش: حركة 23 شباط .. انتصار منطق الحسم العسكري وتنفيذ الحركة
(3). مرسوم تصديق الإتفاق مع الاتحاد السوفيتي حول سد الفرات عام 1967
(4). مراسيم وقرارات نور الدين الأتاسي
(5). كلمة نور الدين الأتاسي في احتفال عيد الجلاء عام 1966م
(6). حكومة نور الدين الأتاسي الأولى 1968- 1969
(7). حكومة نور الدين الأتاسي الثانية 1969-1970
(8). قرارات وتوصيات المؤتمر القومي الاستثنائي العاشر عام 1970
(9). مروان حبش- التاريخ السوري المعاصر 02.12.2023
(10). إنقلاب حافظ الأسد عام 1970
(11). مروان حبش- التاريخ السوري المعاصر 02.12.2023
(12). باسل الأتاسي، التاريخ السوري المعاصر
المراجع والهوامش:
(1). قانون تشكيل المجلس الوطني للثورة وتسمية أعضائه عام 1965
(2). مروان حبش: حركة 23 شباط .. انتصار منطق الحسم العسكري وتنفيذ الحركة
(3). مرسوم تصديق الإتفاق مع الاتحاد السوفيتي حول سد الفرات عام 1967
(4). مراسيم وقرارات نور الدين الأتاسي
(5). كلمة نور الدين الأتاسي في احتفال عيد الجلاء عام 1966م
(6). حكومة نور الدين الأتاسي الأولى 1968- 1969
(7). حكومة نور الدين الأتاسي الثانية 1969-1970
(8). قرارات وتوصيات المؤتمر القومي الاستثنائي العاشر عام 1970
(9). مروان حبش- التاريخ السوري المعاصر 02.12.2023
(10). إنقلاب حافظ الأسد عام 1970
(11). مروان حبش- التاريخ السوري المعاصر 02.12.2023
(12). باسل الأتاسي، التاريخ السوري المعاصر