You dont have javascript enabled! Please enable it!
دراسات وترجمات

تطور المسرح في سورية

تعود البدايات الأولى للمسرح السوري إلى أواخر القرن التاسع عشر عندما أسس “أحمد أبوخليل القباني”البداية المسرح السوري في عام  1871 ، في  دمشق وقدم عروض مسرحية وغنائية كثير

في بداية القرن العشرين ظهرت فرق مسرحية سورية كثيرة، وذلك بعد فرقة “أبو خليل القباني”، وأخذت هذه الفرق تتزايد ، وقدمت الكثير من المسرحيات العالمية، وعروض مسرحية كوميدية، واستعراضية، وغنائية، وسياسية، واجتماعية، ودرامية، وتاريخية.

وكذلك يعد  اسكندر فرح من أهم رواد المسرح السوري  حيث عمل مع “ابي خليل القباني” وكون بعد ذلك فرقته المسرحية الخاصة وكان المعلم الاول للكثير من رواد المسرح في “سورية” و”مصر”.

ولد “اسكندر فرح” بدمشق عام/ 1851 / وتوفى عام/ 1916 / وقدم مسرحيات هامة في تاريخ المسرح العربي : شهداء الغرام – صلاح الدين – مملكة اورشليم – مطامع النساء – حسن العواقب – اليتيمين – الولدان الشريدان – الطواف حول العالم وغيرها الكثير

المسرح القومي في سورية

تأسس المسرح القومي في سورية في نهاية الخمسينيات، وتضمن قرار التأسيس الذي صدر بعد تأسيس المسرح:

ينشأ في وزارة الثقافة والإرشاد القومي ثلاثة مسارح:

1-الأول للتمثيل ويدعى “المسرح القومي”.

2- الثاني للفنون الشعبية ويدعى “فرقة أمية للفنون الشعبية”.

3- الثالث للعرائس ويدعى مسرح “العرائس


 المسرحية السورية المعاصرة

إنّ الاتجاهات الفكرية التي احتضنت المسرحية المعاصرة في سورية وحّركتها، كانت كثيرة، لكن أهمها ثلاثة اتجاهات:

1- الاتجاه القومي، ويمثله علي عقلة عرسان.

2- الاتجاه الوجودي، ويمثّله وليد إخلاصي.

3- الاتجاه الماركسي، ويمثّله سعد الله ونوس وفرحان بلبل.

إن هذه الاتجاهات جعلت المسرحية المعاصرة تقترب من الالتزام بقضايا الشعب، وتحقّق مقاربتها من المشكلات اليومية الحسّاسة بموضوعاتها المختلفة من جهة، وتتطور المسرحية المعاصرة في سورية من جهة أخرى.
وموضوعات المسرحية المعاصرة كثيرة، منها ماهو اجتماعي، ومنها ماهو ثقافي، ومنها ما هو سياسي، والفصل بين الاجتماعي والثقافي والسياسي في أي عمل أدبي عمل تعسّفي، وهو ضرب من العبث، فإننا نجد الاجتماعي في الثقافي، والثقافي في السياسي، والسياسي في الاجتماعي والثقافي، ولكن لابدّ في أيّ عمل أدبي من أن يبرز جانب على حساب الآخر، وأن يهيمن موضوع على حساب الموضوعات الأخرى، ونحن في هذه المرحلة المصيرية الحرجة في الوطن العربي بعامة وفي سورية بخاصة، نهتمّ، ولاسيما بعد حزيران، بالجانب السياسي وتحليلاته المتفاوتة بين مؤلف وآخر حسب المنظور الذي ينطلق منه والاتجاه الذي يلازمه، ولذلك كثرت المسرحيات السورية المعاصرة التي تتناول الجوانب السياسية والاجتماعية وأهم موضوعات المسرحية السورية المعاصرة:

هزيمة حزيران

كانت الصدمة التاريخية في حزيران كبيرة، استطاعت أن تكون نقطة تحوّل في الأدب العربي بعامة والمسرحية بخاصة، ومن أهم الأعمال التي تناولت هذا الموضوع مباشرة مسرحية “حفلة سمر من أجل حزيران” لسعد الله ونوس، وقد حاول فيها المؤلف أن يعرّي الأنظمة الفاسدة المسؤولیة عن الهزيمة، فهي في واد والشعب في واد آخر، والأنظمة تحاول دائماً طمس الحقائق وتغييب الشعب عن مسرح الحياة، وإبعاده عن مشكلاته وتسخيره لمصلحة النظام،وتهميشه، وإلغاء دوره، إضافة إلى تجزئة الوطن الواحد ولذلك كانت هزيمة حزيران متوقعة، وهي نتيجة للخرافات والعطالة والفساد وتزييف الواقع والجري خلف الشعارات البرّاقة، ولذلك نجحت هذه المسرحية نجاحاً باهراً، وكان نجاحها في جرأة المؤلف وطرحه لموضوعات يومية يحسّها الشعب، وقد كانت من قبل مهملة، فوضع ونوس يده على الجرح كما يقول المثل الشعبي.  

حرب تشرين

وهي مسرحيات سريعة تقوم على الانتصار والابتهاج به وتحجيم دور العدو الصهيوني، وأهمّ المسرحيات التي تناولت هذا الموضوع مسرحية يوم اسقطنا طائر الوهم لوليد إخلاصي ، ومسرحية أيها الإسرائيلي حان وقت الاستسلام، لمصطفى الحلاج، وهما مسرحيتان فيهما الكثير من المباشرة والتسجيلية، وبخاصة في المسرحية الثانية.  

القضية الفلسطينية

وهي تتجلّى في أعمال علي عقلة عرسان، ففي الفلسطينيات يتحدث عن القضية الفلسطينية منذ هجرة اليهود إلى فلسطين إلى حرب1948م و خروج الفلسطينيين عن وطنهم، ثم ظهور العمل الفدائي، وفي “الغرباء” يصّور عرسان الصراع العربي الإسرائيلي من خلال الصراع بين جماعة أبي داود وأهل القرية، ثم إن موضوعات هزيمة حزيران وحرب تشرين وسواهما لاتخلو من الإشارة إلى القضية الفلسطينية مباشرة أو لامباشرة.

السلطة والقمع

هو الموضوع المحبّب في المسرحية والمسرح العربيين المعاصرين، فالعلاقة بين المواطن والسلطة علاقة مرضية، فلا تقوم السلطة إلاّ على القمع والبطش، وأجهزة القمع جاهزة دائماً لكبح جماح المواطن وسلب حريته وإرادته وتسخيره لمصالحها دون النظر إلى مصالحه وحياته، ويمكننا ان نضرب على ذلك مثلاً بمسرحية “المهرّج” لمحمد الماغوط، ففيها إدانات سطحية وشعارات زائفة تُردّدها بعض الشخصيات، وفيها كذلك تمثيل لرموز من التاريخ العربي، فصقر قريش مؤسس الدولة الأموية في الأندلس لايحارب شارلمان لانه يدافع عن الحدود، لكنه يحاربه لأنه حرمه من الجارية كهرمان، ولذلك فإن شارلمان متآمر حقير، وهو مستعد للتخلي عن مملكته، ولكنه لايتخلى عن قلامة ظفر من أظافرها، والمؤلف يريد من خلال هذا الإسقاط التاريخي بيان الحالة التي وصلت إليها العلاقة بين السلطة والوطن من جهة وبين السلطة والشعب من جهة أخرى.  
وهو يبيّن في هذه المسرحية أن السلطة حوّلت الإنسان العربي إلى أرنب أو صرصور، وأن السلطة طوّرت نفسها للدفاع عن مصالحها ، وأن الانسان العربي لايستطيع أن يحارب العدو الصهيوني إذا ظل يعيش في ظلّ الإرهاب، وأن السلطة بهذا الشكل قادرة على إلغاء دور أيّ مواطن شريف، بل هي قادرة على اتهامه وتحويله إلى خائن وعميل.

الفساد العام والموات

في مسرحيات سعد الله ونوس الأخيرة سواد يهيمن على المجتمع والواقع، ورجاء مفقود من إعادة التوازن إلى عالم ينهار أو انهار بانهيار القيم والمثل التي كنّا نتغنّى بها، ومسرحيته “يوم من زماننا” شاهدٌ جيّد على هذا الموضوع، فالشخصيات فيها قد وصلت إلى أقصى مايصل إليه الفساد والانحلال، ففي المشهد الأول يبيّن معلم الرياضيات فاروق الرجل المثالي الوحيد في المسرحية أنّ الدعارة وصلت إلى المدرسة التي يعلّم فيها، ويشرح ذلك لمدير المدرسة عبد العزيز الذي لايهتم بما يقصّه عليه فاروق، وهو يرى أنّ الفساد في الكتابات السياسية التي انتشرت على جدران المراحيض، وأن واجب المدير أن يحمي المدرسة من جرثومة السياسة، ولكن فاروق ويصرخ في وجه المدير إن بيت الستّ فدوى يمدّ أروقته داخل المدرسة، ويهدمنا من الداخل. 
إنّ هذه المسرحية بأحداثها وشخصياتها المختلفة وعباراتها تشير إلى أنه لامستقبل للفرد أو للمجتمع في عالم خربٍ عشش فيه الفساد، وتسلّل إلى أصقاعه الموات، وتلوّن فيه الناس بألف لون، وتقنّعوا بألف قناع، وطلوا وجوههم بالمساحيق وهي مسرحية النذير لاالمبشر، ولذلك تنغلق على رؤاها وتهدّم كل الجسور مع العالم.


أدباء كان لهم دور وتأثير على المسرح في سورية:

مراد السباعي:

شكل مراد السباعي فرقةً تمثيلية أطلق عليها اسم “دوحة الميماس”، وقد كانت هذه الفرقة في البداية فرقة صغيرة ذات عناصر ضعيفة، ولم تستطع إخراج أي مسرحية في البداية لضعف عناصرها، حيث كانوا، على حدّ وصف السباعي، خليطًا، منهم الطالب والبقّال وبائع الأقمشة.

ولكن حالها تغيّر بعض أن انضمّ إليها بعض السياسيين والأدباء والفنانين الموسيقيين، كمظهر طليمات ونوري طليمات، ووصلوا إلى قرار تأسيس نادٍ للموسيقى والتمثيل. وبالفعل طلبوا الترخيص للنادي الذي سمّي بذات الاسم “دوحة الميماس”، وجاء الترخيص الرسمي بتاريخ 6 تشرين الثاني 1933م.

ثم دعي الأعضاء إلى جلسة عامة لانتخاب أول هيئة إداري للنادي، فكانت النتيجة انتخاب أنيس الملوحي رئيسًا للنادي، ورضا صافي أمينًا للسر، ومظهر طليمات مسؤولًا إداريًا، ونوري طليمات مفتشًا ومحاسبًا، ورفيق الحلبي خازنًا، ويوسف شاهين عضوًا عن الفرع الموسيقي، ومؤسس الفرقة مراد السباعي عضوًا عن فرع التمثيل.

وقد اشترك مراد السباعي مع النادي في تمثيل ست مسرحيات خلال سنة واحدة، إلا أنه انسحب من النادي بعد ذلك وأسس فرقة تمثيلية صغيرة اسمها “الرقيّ الفنّي”، وجعل مقرّها في منزله. وكان من أعضائها سامي الدروبي، عبد البرّ عيون السود، سامي سحلول، وطارق الشهابي.

بعد عدة تجارب ناجحة في مجال التمثيل على خشبة المسرح؛ بدأ مراد السباعي بالتفكير في تأليف مسرحية محلّية، فكانت محاولته الأولى وهو في سنّ السادسة عشرة، وهي مسرحية بعنوان “سكرة”، تتحدث عن شاب يافع يدفع السكر الشديد إلى سرقة أبيه ليسافر إلى أحد المصايف اللبنانية ويتمتّع بالحياة، وفيما هو يحاول فتح الخزانة يحضر الأب فيرى ابنه متلبسًا بالجريمة. ويتصرف الأب تصرفًا معاكسًا للمتوقع، فلا يعنّف الابن بل يلاينه ويصفح عنه، فيتأثر الأخير بكلمات أبيه ويطلب العفو. وعلى المحور الأخلاقي الذي أسسه للمسرحية أضاف الفكاهة والجدّية ضمن إطار فنّي.
وكان السباعي أثناء كتابته يشطب في الليل ما يكتبه في النهار، وقد يبدّل الجملة الواحدة أكثر من عشر مرات في أقلّ من عشر دقائق، حتى اكتمل عنده النص بعد شهر كامل من الكتابة.

وقد لاقت المسرحية التي عرضها مع مسرحية أخرى مترجمة اسمها “الأعمى”، عن طريق فرقته الجديدة “الرقيّ الفنّي” نجاحًا جيدًا، فكان التصفيق والضحك لا ينقطعان طوال مدة العرض.

وشجّعه ذلك النجاح على المضيّ في كتابة المسرحيات، فكتب “ضحية الخادم” في خمسة فصول، مثّلت لأول مرة على مسرح “منظر جميل” مكان سينما حمص اليوم، و”مضحكات الأقدار” في ثلاثة فصول، مثّلت على مسرح سينما روكسي (الشرق لاحقًا)، وعدد آخر من المسرحيات مثّلت كلّها خلال سنة واحدة.

إلا أن الشاب مراد السباعي، بعكس جمهوره، لم يكن راضيًا عن مستوى مسرحياته الأولى، فأحرقها جميعًا.

وحتى منتصف الأربعينات، أي حتى بلوغه سنّ الثلاثين؛ كان قد كتب عددًا جيدًا من المسرحيات الطويلة والقصيرة، منها “وجوه وأقنعة” التي نالت جائزة الجامعة الأميركية في بيروت، و”شيطان في بيت” التي نالت الجائزة الأولى في مسابقة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب عام 1960م، ومسرحيات أخرى التزم فيها بالأسلوب الواقعي الذي يلمس جوهر حياة الناس ويعالج مشاكل المجتمع.


اقرأ:

الأدب المسرحي في سورية

المسرح الجوال في سورية

الفرق المسرحية في سورية

 المسرحيات في سورية

المسرح القومي في سورية

المراجع والهوامش:

المصدر
مهرناز مويسات- المسرحية السورية؛ ظهورها، روافدها، وموضوعاتهاتاريخ المسرح السوري، موقع أوراهاي



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى