سلايد
عمرو الملاّح : المؤتمر السوري العام.. دوراته التشريعية ومهامه 1919-1920
عمرو الملاّح – التاريخ السّوري المعاصر
دُعي المؤتمر- البرلمان خلال فترة انعقاده الممتدة بين 3 حزيران من عام 1919 و19 تموز من عام 1920 إلى ثلاثة اجتماعات-دورات ترافقت مع مناسبات ثلاث:
أولها- الدورة المنعقدة عند مجيء لجنة الاستفتاء في حزيران من عام 1919، وهو الدور الأولى التي يمكن تسميتها بـ”دورة الأستفتاء” وأقر فيها المؤتمر مطالب الشعب السوري أمام لجنة (كينغ-كراين) في 7 حزيران من عام 1919 وفقاً لما سيطلق عليه اسم “برنامج دمشق” الذي أضحى أنموذجاً لمعظم العرائض التي قدمت إليها.
وتضمن “برنامج دمشق” المطالبة باستقلال سوريا التام بحدودها الطبيعية وترشيح الأمير فيصل ملكا عليها، على أن يكون الحكم دستورياً نيابياً مركزياً تُصان فيه حقوق جميع الطوائف مع وحدة عربية، ورفض الحماية والوصاية، والموافقة على مساعدة فنية بريئة من أمريكا أو من انكلترا إلا من فرنسا، والتأكيد على كون فلسطين جزءاً من سوريا الطبيعية، ورفض وعد بلفور والهجرة والمزاعم الصهيونية رفضاً باتاً.
وثانيها- الدورة الثانية الاستثنائية التي يمكن تسميتها بـ “دورة الدفاع”، وهي التي عقدت عند حدوث أزمة استبدال الحاميات البريطانية بالفرنسية في تشرين الثاني من العام نفسه وفق اتفاق لويد جورج-كليمنصو الذي تم التوصل إليه في 13 أيلول من عام 1919 وكرّس اتفاقية سايكس –بيكو المعدّلة في الاتفاق الشفوي بين لويد جورج وكليمنصو في كانون الأول من عام 1918. وتلخص مضمون الاتفاق في انسحاب القوات البريطانية من سوريا وكيليكيا وحلول قوات فرنسية مكانها بدءًا من أوائل تشرين الأول من عام 1919، وأن ينتهي جلاء القوات البريطانية عن سوريا في الأول من تشرين الثاني من عام 1919،
وقد اعترض الأمير فيصل بشدة على هذا الاتفاق، ولكن الحلفاء في محاولة لخداع فيصل اعتبروه “إجراءً عسكريًا مؤقتًا” إلى أن يبت مؤتمر الصلح بالوضع النهائي، بيد أنه لم تنطل هذه الخدعة لا على فيصل ولا على نواب المؤتمر السوري العاملين في القضية العربية، الذين” اعتبروه- كما هو الأمر المنتظر- تمهيدًا لتسليم لبنان والمناطق الساحلية في شماله إلى فرنسا لتحتلها احتلالًا دائمًا.
ولقد قرر المؤتمر-البرلمان رفض هذا الاتفاق والاحتجاج عليه وأوجب على الحكومة مقاومته بالقوة، ثم علق جلساته.
وثالثها- الدورة الثالثة التي يمكن تسميتها بـ “دورة الاستقلال”، وهي التي عقدت بسبب انفراد فرنسا وبريطانيا في تقرير مصير سوريا نفيذاً لاتفاقية سايكس – بيكو من دون مراعاة رغبات أهلها، وشهدت إعلان استقلال سوريا باسم المملكة السورية العربية بحدودها الطبيعية ومبايعة فيصل الأول ملكاً دستورياً في 8 آذار من عام 1920.
وتعد الدورة هذه أهم مراحل تحوله من مؤتمر تمثيلي سياسي-برلمان إلى مجلس نيابي تشريعي يضطلع بوظيفتي جمعية تأسيسية لوضع أول دستور للبلاد يقوم بموجبه الحكم المستقل المنشود، ومجلس نيابي لمراقبة الحكومة في آن معاً، وبقي منعقداً طوال المدة التي أعقبت إعلان الاستقلال حتى أواخر تموز من عام 1920، حيث تعطلت جلساته وجرى حله بفعل الأمر الواقع الذي فرضته فرنسا بعد فاجعة ميسلون ودخولها دمشق في 24 تموز من العام نفسه.
مراجع للاستزادة:
==========
– يوسف الحكيم. 1980، سورية والعهد الفيصلي، بيروت، دار النهار، ط2؛
– محمد عزة دروزة. 1986. مذكرات وتسجيلات. الجزء الثاني. الجمعية الفلسطينية للتاريخ والآثار.
اقرأ :