عمرو الملاّح – التاريخ السوري المعاصر
أحد كبار أعيان حلب ورجال الإدارة العثمانية البارزين.
ينتمي إلى آل الأوبري إحدى عائلات حلب العريقة ذات النفوذ والمكانة، من السادة الأشراف من ذرية القطب الصوفي عبد القادر الجيلاني الذي يتصل نسبه بالحسن السبط رضي الله عنه، وفقاً لما ذكره أحد رجال هذا البيت السيد مصطفى بن عبد الله بن محمد الحلبي الشافعي القادري الكيلاني الشهير بالأوبري الآباري في كتابه الموسوم «لؤلوي المنتخب في ذكر أشراف العرب»، وهو كتاب مهم ما زال مخطوطاً في مكتبة الجامعة الأمريكية ببيروت.
تقلب الأوبري في العديد من المناصب الرفيعة، ومنها تعيينه مستشاراً في محكمة الاستئناف لولاية حلب، ثم انتخب مرتين رئيساً لبلدية حلب (1900-1902/ 1910-1912)، وتخلل ذلك انتخابه غير مرة عضواً في مجلس إدارة غرفة التجارة والزراعة والصناعة.
مثل مدينة حلب في المجلس العمومي للولاية في عام 1913، وكان هذا المجلس بمثابة مجلس نيابي مصغر على مستوى الولاية، ثم انتخب عضوا في مجلس إدارة ولاية حلب في عام 1914.
أخيراً، انتخب نائباً عن ولاية حلب في ثالث الدورات التي عقدها مجلس النواب العثماني (المبعوثان) في العام 1914.
وما زال نائباً في مجلس المبعوثان العثماني إلى أن توفي دهساً بالقطار في اسطنبول سنة 1917، أثناء سفره لحضور جلسات المجلس.
بلغ الأوبري الرتبة الثانية من الصنف المتمايز (المتمايزة) وهي من الرتب القلمية (الديوانية) التي تمنح للموظفين المدنيين، وتعلوها خمس رتب في الهرمية العثمانية، وتعادل رتبة ميرالاي (زعيم أو عميد)، ويلقب حاملها بـ (بك) أو (أفندي)، وينعت بـ (صاحب العزة) دوماً.
كما نال “ميدالية الحجاز”، تقديراً لما قدمه من إعانات لمشروع الخط الحديدي الحجازي.
عرف عنه حبه للعلم وجمع مكتبة قيمة ذكرها مؤرخ حلب العلامة الشيخ محمد راغب الطباخ في كتابه المرجعي “إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء”.
آل الأوبري:
والأوبري أسرة حلبية تجارية من الأعيان كانت تقيم في حي الفرافرة، الذي كان مسكن كثير من الباشوات والولاة ورجالات الدولة وذوي النقود في الحقبة العثمانية وما قبلها، تنحدر من أصول تركمانية، تعود بأصولها إلى ماردين، ويُعتقد أنها من ذرية القطب الصوفي الشيخ أرسلان الدمشقي التركماني المتوفى (599 هـ/ 1106 م)، بينما يذكر مؤرخ الأسرة في مطالع القرن العشرين السيد مصطفى بن عبد الله بن محمد الحلبي الشافعي القادري الكيلاني الشهير بالأوبري الآباري في كتابه الموسوم «لؤلوي المنتخب في ذكر أشراف العرب»، وهو كتاب ما زال مخطوطاً في مكتبة الجامعة الأمريكية ببيروت، أنهم من السادة الأشراف من ذرية القطب الصوفي عبد القادر الجيلاني الذي يتصل نسبه بالحسن السبط رضي الله عنه.
يعتبر آل الأوبري من أعرق العائلات الحلبية وأقدمها؛ إذ يعود وجودهم في المدينة إلى القرن الخامس عشر، وأول من اشتهر بحلب منهم جدهم الأعلى الشيخ عبد القادر بن محمد المتوفى (914 هـ/ 1508 م) المارديني الأصل الحلبي المولد والدار الشافعي الشهير بالأبار، هو وأبوه لأنه كان يصنع الإبر بحانوت له قبل أن يشتغل في العلم ويصبح فقيه حلب ومفتيها.
نظراً لمكانة العائلة الاجتماعية تعددت مصاهراتها مع مسؤولين كباراً في حلب في حقبة ما قبل التنظيمات؛ فزفت إحدى بنات العائلة إلى “وزان الحرير”، وهو مسؤول مشارك في تنظيم تجارة الحرير، ولم يكن مجرد رجل ثري فحسب، وإنما شخصية نافذة في الحياة التجارية للمدينة أيضاً، بينما تزوجت ابنة أخرى من الـ”مهردار”، وهو منصب رفيع يعد شاغله بمثابة أمين الأختام للوالي وكذلك الأختام الرسمية للدولة، وعقد قرانهما في دار أحد الولاة العثمانيين في السبعينيات من القرن الثامن عشر.
واشتملت مصاهرات آل الأوبري في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر على عائلات تجارية ذات مكانة من بينها آل الحموي، والحريري، وهيكل، وجزماتي، وناصر الدين، والشراباتي.
ومن الشخصيات الحلبية البارزة التي ارتبطت معهم بصلة المصاهرة في الحقبة العثمانية المتأخرة الوجيه الحلبي البارز مرعي باشا الملاح (1853-1930)، الذي تزوج من السيدة أسماء خانم كريمة مصطفى جلبي الأوبري.
مراجع للاستزادة:
– بشأن الشيخ عبد القادر بن محمد المتوفى (914 هـ/ 1508 م) المارديني الأصل الحلبي المولد والدار الشافعي الشهير بالأبار فقيه حلب ومفتيها تُنظر ترجمته في راغب الطباخ، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء، تحقيق محمد كمال، ط 2 (حلب: دار القلم العربي، 1988)، ج 5، ص 346-347.
– بشأن مكانة عالة الأوبري ومصاهراتهم في حقبة ما قبل التنظيمات العثمانية يُنظر:
Margaret Meriwether, The Notable Families of Aleppo, 1770-1830, Ph.D. diss., Univ. of Pennsylvania, 1981, p. 145-146, 148.
– محمد راغب الطباخ، «إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء»، طـ دار القلم العربي، حلب؛
– سالنامة ولاية حلب؛
– السيد مصطفى بن عبد الله بن محمد الحلبي الشافعي القادري الكيلاني الشهير بالأوبري الآباري، «لؤلوي المنتخب في ذكر أشراف العرب»، وهو كتاب مهم ما زال مخطوطاً في مكتبة الجامعة الأمريكية ببيروت، ويقع في جزئين عرض في أولهما لأنساب السادة الأشراف العرب، بينما تناول في ثانيهما أنساب السادة الأشراف في حلب واستعرض فيه نسب أسرته، وفرغ من جمعه وتأليفه سنة 1325هـ/ 1907م؛
– Kâzım Öztürk, Türk parlamento tarihi, Volume 5, Parts 1-2, Türkiye Büyük Millet Meclisi Vakfı, 1993؛
– الصورة من محفوظات مجلس الأمة التركي الكبير [Türkiye Büyük Millet Meclisi (TBMM)].
اقرأ :
للإطلاع على تسلسل أحداث التاريخ السوري المعاصر بحسب الأيام
انظر أيضاً :
أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات