ولد سعد الله بن عبد القادر بن لطفي الجابري في حي السويقة بحلب عام 1894 من أم شركسية الأصل تسمى “حسنى ملك”، وهي ثالث زوجات عبد القادر:
نشأ وترعرع في بيئة محافظة إذ كان والده الحاج عبد القادر لطفي الجابري كان مفتياً في حلب
عاش زاهداً ولم يتزوج.
الأشقاء:
له ثمانية أشقاء وتسع شقيقات:
من زوجة أبيه الأولى نفيسة سعيد الجابري له: أحمد، نافع، ضياء، رابعة، عائشة،
من زوجة أبيه الثانية فاطمة بنت علي الجابري له: عبد المجيد، مراد، لطف الله، صديقة، بهية، بديعة.
من أمه الزوجة الثالثة لأبيه حسنى ملك، له: فاخر، إحسان، فاخرة، أنيسة، مطيعة، ناجحة.
الدراسة:
درس في المدرسة الرشدية الثانوية في حلب، ثم استقدمه أخاه إحسان الجابري إلى العاصمة الآستانة لإكمال دراسته في في الكلية الملكية السلطانية في اسطنبول لدراسة الحقوق.
الجمعية الفتاة
في عام 1912 وعندما بلغ سن الثامن عشر من عمره وفي استنبول انضم إلى الجمعية العربية الفتاة، وأقسم اليمين على العمل من أجل استقلال البلاد العربية، ونيل استقلالها إذ أحسن بمظلومية العرب إبان العهد العثماني.
الحرب:
في عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الأولى، وجند سعد في الجيش العثماني، وعين مراقباً على الأرزاق في بلدة أرض روم.
قضى الجابري مدة الحرب العالمية الأولى مجنّداً في الجيش العثماني، وعُيِّن مراقب أرزاق الجيش وقوافله في بلدة (أرض روم).
العودة إلى حلب:
وعاد بعد الحرب إلى حلب، وجدّد اتصاله بمن كان معه في الكلية الملكية السلطانية، ومنهم شكري القوتلي وعدد من الوطنيين.
عمل سعد الله على مساندة ثورة هنانو ودعمها بين سكان مدينة حلب والمدن القريبة منها.
العهد الفيصلي:
اختير ليكون عضواً من أعضاء المؤتمر السوري العام.
في حزب الشعب:
انضم الجابري إلى حزب الشعب عام 1924 عندما كان شقيقه إحسان رئيساً لمكتب الحزب في حلب.
الاعتقال:
اعتقل سعد الله مرة مع بعض كبار الوطنيين ومنهم هاشم الأتاسي وفارس الخوري وآخرون، ومرة منفرداً في أرواد ولبنان والحسكة في المدة بين 1926 و1928، حين مالت فرنسة إلى المهادنة ووافقت على إقامة حكم دستوري في سورية، وأطلقت المعتقلين وخفَّفت القيود.
انتخب سعد وهنانو عضوين في المجلس التأسيسي لعام 1928.
شارك في تشرين الثاني 1932 مع هاشم الأتاسي وهنانو وشكري القوتلي وفارس الخوري وجميل مردم بك وعبد الرحمن الكيالي في تأسيس الكتلة الوطنية لتكون هيئة سياسية لقيادة النضال الوطني، شغل سعد الله فيها منصب نائب الرئيس.
اعتقال الجابري عام 1934:
في شهر نيسان تقرر أن يقوم محمد علي العابد رئيس الجمهورية والشيخ تاج الدين الحسني رئيس الوزارة بزيارة إلى حلب.
واشترك سعد الدين الجابري في حملة مقاطعة زيارة الرئيس محمد علي العابد والشيخ تاج الدين الحسني إلى حلب في التاسع عشر من أيار عام 1934م، وألقى الجابري خطبة وطنية آثارت الأهالي ضد الضيوف، اتهم الحكومة فيها بموالاة فرنسا، ووصف فيها الرئيس العابد والشيخ تاج وأعضاء الحكومة بالخونة.
ونتيجة لموقفه هذا اعتقل مع 70 شخصاً، وجرت محاكمته في التاسع والعشرين من أيار عم 1934، وبعد المحاكمة الصورية صدر الحكم عليه بالسجن لمدة 8 أشهر وغرامة 50 ليرة سورية، بتهمة الاخلال بالأمن والتجاوز على النظام والتحريض على العصيان والقيام بتجمهر في مكان غير مرخص.
أفرج عنه في الثامن عشر من تشرين الثاني عام 1934 بعد تخفيض فترة الحكم.
زعيم الشمال:
غدا سعد الله بعد موت هنانو في تشرين الأول 1935 زعيم الشمال السوري.
المفاوضات:
شارك في وفد المفاوضات الذي سافر الى باريس .
سمي وزيراً للداخلية في اواخر الاربعينيات.
بعد اغتيال عبد الرحمن الشهبندر، لجأ سعد الله مع قادة الكتلة الوطنية إلى العراق وعاد سعد وصحبه من العراق بعد تبدل الأوضاع في سورية.
تشكيل الحكومة الأولى:
شكل سعد الله الجابري بعد انتخاب الرئيس شكري القوتلي رئيساً،
في جلسة مجلس النواب الأولى في التاسع عشر من آب 1943م، انتخب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية، وفارس الخوري رئيساً لمجلس النواب، وكلف سعد الله الجابري بتشكيل الوزارة لأول مرة في 19 آب عام 1943م،
وضمت كلاً من:
سعد الله الجابري | رئيساً |
جميل مردم بك | الخارجية |
لطفي الحفار | الداخلية |
عبد الرحمن كيالي | العدل |
خالد العظم | المالية |
نصوح البخاري | المعارف والدفاع |
مظهر رسلان | التموين والأشغال والإعاشة |
توفيق شامية | الاقتصاد الوطني |
أسهم خلال ترأسه للحكومة في وضع بروتوكول الإسكندرية 7 تشرين الأول 1944 المؤسِّس لجامعة الدول العربية.
استمرت الوزارة حتى الرابع عشر من تشرين الأول عام 1944م
رئيساً لمجلس النواب:
استمرت الوزارة حتى الرابع عشر من تشرين الأول عام 1944م ، وخلفتها وزارة الخوري، وصار سعد رئيساً لمجلس النواب مطلع عام 1945.
الوزارة الثانية:
ثم شكل سعد الله الجابري الحكومة للمرة الثانية في عام 1945 واستمرت حتى عام 1946م.
تشكلت في الثلاثين من أيلول عام 1945 واستمرت حتى الخامس والعشرين من نيسان عام 1946
وضمت كلاً من :
سعد الله الجابري | رئيساً للحكومة ووزيراً للخارجية والدفاع الوطني |
لطفي الحفار | وزيراً للداخلية |
نعيم الأنطاكي | وزيراً للمالية ووكالة الأشغال العامة |
صبري العسلي | وزيراً للعدلية ووكالة المعارف |
حسن جبارة | وزيراً للاقتصاد الوطني ووكالة الإعاشة والتموين |
وفي 1 كانون الأول 1945 عين: فتح الله صقال وزيراً للأشغال العامة.
الوزارة الثالثة:
شكل سعد الله الجابري الحكومة للمرة الثالثة في عام 1946م.
حكومة سعد الله الجابري الثالثة تشكلت في السادس والعشرين من نيسان عام 1946م، واستمرت حتى السابع والعشرين من كانون الأول 1946م.
وكانت على الشكل التالي:
سعد الله الجابري | رئيساً للحكومة ووزيراً للخارجية |
خالد العظم | وزيراً للعدلية والاقتصاد الوطني |
نبيه العظمة | وزيراً للدفاع الوطني |
صبري العسلي | وزيراً للداخلية |
أحمد الشرباتي | وزيراً للمعارف |
ميخائيل اليان | وزيراً للأشغال العامة |
أدمون الحمصي | وزيراً للمالية |
تزامن تشكيل الحكومة مع زيارة بعثة تجارية بريطانية كبيرة إلى سورية.
المرض:
انتابه مرض لما كان في مصر قبل عدة شهور من وفاته، وأدخل بسبب إلى مستشفى الملك فؤاد في الإسكندرية، وظل يتلقى العلاج حتى عودته إلى سورية.
بعد عودته إلى حلب ساءت حالته، وكان من المخطط أن يغادر إلى أميركا لمواصلة العلاج.
بدأ المرض يستحكم في جسم الجابري فاستقال وهو مريض في مشفى الإسكندرية في 20 كانون الأول 1946.
عاد إلى سورية وانزوى في قرية (تريدم) قرب حلب.
الوفاة:
بعد ظهر يوم الجمعة العشرين من حزيران عام 1947 أذاعت محطة دمشق بيان رسمي للحكومة يحمل نبأ وفاة سعد الله الجابري، ثم نقلت النعي محطات الإذاعة العربية والأجنبية.
كما ألغت الإذاعة برامجها واقتصر البث على تلاوة القرآن الكريم.
نص نعى الحكومة السورية :
(تنعي الحكومة السورية بحزن عميق إلى الشعب السوري، وإلى الأفطارالعربية الشقيقة المعفور له السيد سعد الله الجابري رئيس مجلس النواب، رئيبس الوزراء السابق الذي كان علماً من أعلام الجهاد في سبيل استقلال البلاد، وركناً من أركان العروبة، طواه الموت في الساعة العاشرة من صباح الجمعة في 2 شعبان 1366 و 20 حزيران 1947 إثر مرض طويل، فلقي وجه ربه راضياً مرضياً، وسيشيع جثمان الفقيد الكبير في مأتم وطني الساعة الرابعة والنصف بعد ظهر يوم السبت 3 شعبان 1366 و 21 حزيران 1947.
وقد قررت الحكومة الحداد يوم الدفن في جميع البلاد السورية، وأن الحكومة السورية التي تشترك والأمة في المصاب الذي حل بالبلاد تتضرع إلى الله أن يتغمد الراحل العزيز برحمته ورضوانه).
الجنازة:
اشتركت في مأتم وجنازة سعد الله الجابري وفود من مختلف المدن في سورية وكذلك من دول عربية، منها:
وفد دمشق:
ضم الوفد عدد من الوزراء منهم: (لطفي الحفار، صبري العسلي، نعيم أنطاكي، إحسان الشريف، نبيه العظمة وعدد من الصحفيين.
وفد حمص:
كان برئاسة الرئيس هاشم الأتاسي وضم كلاً من: مظهر رسلان، سليمان المعصراني وعبد الله فركوح.
وفد حماة:
ضم كلاً من فريد وغالب العظم، نجيب البرازي، أكرم الحوراني، رئيف الملقي وخضر الشيشكلي.
وفد المعرة:
ضم كلاً من حكمت وطالب الحراكي بالإضافة إلى عدد من عائلتهم.
وفد دير الزور:
كان برئاسة الوزير محمد العايش.
وفد اللاذقية:
كان على رأس الوفد عبد القادر شريتح، وعدنان الأزهري.
وفد طرطوس:
ضم رياض عبد الرزاق، ومن تلكلخ زعماء الدنادشة، ووفود أخرى من أرواد.
وفد بيروت:
يتقدمه رياض الصلح، مجيد رسلان، هنري فرعون، حميد فرنجية وآدمون رباط، وعدد من النواب.
وفد مصر:
وكان قوامه عمر فتحي باشا كبير الياوران وأربعة من كبار الضباط وعبد الرحمن حقي بك ووزير مصر المفوض.
وفد السعودية:
اشتركت المفوضية السعودية في دمشق وكان على رأس الوفد السفير السعودي
وصل الرئيس القوتلي إلى مطار حلب في الساعة الواحدة والنصف يصحبه رئيس الوزراء والوزراء، وفي الساعة الواخدة أخذت وحدات الجيش وفصائل الدرك، والشركة والكشاف، تحتل أماكنها حسب البرنامج لتنظيم الموكب، كما أخذت الهيئات الشعبية تأخذ الأماكن المعدة لها.
في الساعة الرابعة صلي على الجثمان في المسجد الأموي في حلب ثم نقل إلى المستشفى الوطني في حلب، حيث بدأت جنازة الجابري، وحمل النعش على عربة مدفع بعد أن لف بالعلم السوري تحيط به كوكبة من الجند منكس البنادق.
سارت الجنازة تتقدمها موسيقى الدرك والجيش تصدح بالأنغام المحزنة، وقد بلغ طول موكب الجنازة مالا يقلعن كيلو متر، وكانت آلاف الجماهير مصطفى على جانبي الطرق التي ضاقت بهم على سعتها، وقد دفن جئمان الجابري إلى جانب ضريح إبراهيم هنانو.
رثاء شكري القوتلي:
(يارفيق الجهاد، وفقيد البلاد، ثلاثون عاماً ونيف، وأنت لا تعرف هوادة في جهاد، وعمل حتى تغلب الرجلالعام في شخصه على كل ناحية من نواحي الإنسان، فأصبحت وكأنك خرجت عن طبيعة المرء الذي يحيا لنفسه كما يحيا لبلده، وجعلت شخصك “دهما” ؟ على الحياة العامة لا تفكر إلا في أمر عام ولا تعمل إلا للوطن والدولة.
لقد الفتنا الدراسة وجمعتنا السياسة منذ سبع وثلاثين سنة، فلم نلمس يوماً فيك إلا الإخلاص المجرد، والتضحية التي لا تطلب جزاء او شكوراً.
عرفتك أليف الدرس تفكر وتعمل لبلادك وقومك، ثم التقينا عقيب الحرب الأولى رفيقي جهاد فوحدت بيننا عدا الفكرة القومية المشتركة المنافي والسجون والعمل المستمر المتواصل فلم تسكن لك حركة، ولم يفتر لك نشاط، ولم يخفت لك صوت.
قضى رفيقك بالأمس وجارك اليوم الزعيم هنانو في إبان معركة الاستقلال فحملت بعده في الشمال راية الزعامة وسرت بها إلى منازل العز والكرامة.
وفي مستهل هذا العهد جمعنا الجهاد السياسي فكنت رفيق المسؤولية، وشريك العمل الاستقلالي من وضع الأسس الأولى لصرح الاستقلال وإقامة أركان جامعة الدول العربية، والمشاركة البارزة في استكمال سيادة الأمة لتحقيق الجلاء.
ولما انتقلت البلاد إلى مرحلة الإنشاء ظللت دعامة من دعائمه، وبقيت تواصل الجهاد لا تعرف للراحة معنى بناء الهيكل البشري المرهق بما تحمله النفس العالية من أعباء فألح عليه المرض العضال ولكنه لم ينل حتى الساعة الأخيرة من جلدك وصفاء نفسك وقوة إيمانك بالله.
لقد كنت في أواخر حياتك الغالية تحث السير وتستعجل الأيام لإنجاز الرسالة التحريرية التي عاهدت أخواتك الله على أدائها كأنك أحسست بدنو الأجل فكنت حريصاً أن تشهد بنفسك ثمار ما شاركت فيه من حسن بلاء وطويل جهاد.
فالحمد لله الذي بلغك أمانيك التي هي أماني الأمة جمعاء، تنعم الآن بجوار ربك راضي النفس مطمئناً مرتاحاً لما ناله وطنك بفضل جهاد المخلصين وأنت فيهم من السباقين من عزة وسلطان.
سلام عليك في عليين خالداً بين الخالدين ورحمك الله أيهاد الرفيق وجزاك الله عنا خير البلاد).
حفل التأبين
في الخامس من نيسان عام 1948 أقيم حفل تأبين لـ سعد الله الجابري على مدرج جامعة دمشق.
وجاء هذا الحفل قبيل أيام عن موعد اعادة انتخاب شكري القوتلي رئيساً.
شارك في الحفل عدد غفير من الفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وألقى الرئيس شكري القوتلي كلمة في الحفل جاء فيها: (عرفت سعداً قبل ثلث قرن طالباً فكان مثال التلميذ النجيب، والرفيق الأمين، والصديق الوفي كشف نفسه عن المواهب والأخلاق التي برزت فيه إذ أصبح رجل دولة من اباء وشمم وإقدام).
كما ألقى السادة : رياض الصلح الرئيس اللبناني، الرئيس هاشم الأتاسي، محمد العايش نائب رئيس المجلس النيابي، بهيج تقي الدين عضو مجلس النواب اللبناني، حميد فرنجية ، بطريريك الروم الأرثوذكس وآخرون كلمات في حفل التأبين.
كُتب وقيل عنه:
كتب يوسف العيسى صاحب صحيفة ألف باء:
كان فقيد سوريا سعد الله الجابري رحمه الله نسيجاً وحده في معرفة أصول الحكم، وفي امتلاك المؤهلات له، ولكن الشعب السوري كان يتعجل الحرية، فلما ملكها استهان بأهم فروعها، وأعني إطاعة النظام، وتهيب الحكام، الأمرين اللذين كان سعد الله الجابري يراهما أقدس المقدسات في إدارة الشعوب، ولهذا توهم الناس أنه قاسى في حكمه صلب العود في رأيه، إنما الحقيقة أنه كان يملك مناقب الحكم الحقيقية في عالم الديمقراطية، ولكن الديمقراطية مازالت ممزوجة بشيئ من الفوضى عندنا).
قال عنه معروف الدواليبي:
كان سعد الله الجابري ضابطاً وشارك في الحرب العالمية الأولى أيام الحكم العثماني، وبوجه عام المتعلمون في ذلك التاريخ كلهم كانوا ضباطاً. والذي أبرز سعد الله الجابري عمله في الكتلة الوطنية، ففيها برز شخصية سياسية كبيرة، لا يهادن الأجنبي، ولا يجامله ولو توقع منه أكبر الأخطار. وأنفق ثروته على العمل الوطني، وكان من الأغنياء، وأصبح بعد ذلك عاله في نفقاته السياسية على اخوته وعائلته.
وكان في منتهى الإخلاص لإبراهيم هنانو ثم لهاشم الأتاسي عندما تزعم الحركة الوطنية في رئاسة الكتلة الوطنية.
وكان مثالاً للانتظام والطواعية مع الشخصيات المقدمة عليه من أصحاب المكانة الكبيرة في تاريخ الحركة الوطنية كإبراهيم هنانو وهاشم الأتاسي، فلا تكاد تحس له وجوداً أمامهم، مع أن مثله خليق أن يبرز ويقف معهم، ولكنه كان متواضعاً ونخلصاً ومتفانياً أمام القيادة التي يراها أيضاً مخلصة متفانية. والذي عرفته ووقفت عليه بنفسي أنه كان كالصفحة النقية يظهر عليها أقل مما يعكر الحياة السياسية، ويرفضه ويثور عليه.
وأستطيع القول: إن دوره في الكتلة الوطنية كان دور الضامن لاستقامة العمل السياسي وللصمود وللصبر وللجهاد.
وكثيراً ما كانت تتوقف المحادثات فيما بين رجال الكتلة على رأي سعد الله الجابري، فإذا كانت القضية من القضايا التي تختلف فيها الأراء، فإن سعد الله هو المرجع، ورأيه هو الأقوى. وما كان يتخوف من رأيه مهما كان خطيراً على النفس، وكان لا يتهيب المخاطر ويقدم عليها.
من كلماته:
– من كلمة سعد الله الجابري في الجلسة الخامسة في اجتماع الجامعة العربية الذي جرى في السادس والعشرين من تشرين الثاني عام 1946:
(نحن حددنا سياستنا قبل كل بلد، فقد كنا أيام الاحتلال نطالب بأجزاء كثيرة من لبنان كطرابلس وغيرها، ولكنا كنا نرجو من وراء ذلك نتيجة واحدة هي الاتحاد الوقوف في وجه الأجنبي منعاً لاستغلال هذه البلاد.
أما وقد استقل لبنان ولم يبق فيه أجنبي واحد فقط أصبحنا لا نسأل عن الأراضي ولا وضعها أو ضيقها، بل على العكس تنازلنا عن كل هذا، وذهبنا أنا وزميلي جميل مردم بك سنة 1943 واعترفنا للبنان رسمياً بحدوده الحاضرة واستقلاله استقلالاً تاماً، وزال الاختلاف بيننا تماماً، وأصبحت اليوم مصالحنا وثيقة لدرجة أن ليست بيننا حدود ولا جوازات ولا تأشيرات، وهناك كثير من الموظفين السوريين يعملون في لبنان والعكس بالعكس، فأتمنى أن يكون مثل هذا أول ما ينظره مجلس الجامعة، وسورية مستعدة لأن تلقى كل هذه الحواجز من الآن أمام الدول العربية، وأن تفتح لها الأبواب).
– (إن كل قضية عربية عامة تولد في دمشق ومن الشام تنتشر إلى سائر الأصقاع).
أقيم له تمثل في ساحة حملت اسمه في حلب:
اقرأ:
مرسوم تسمية سعد الله الجابري رئيساً لمجلس الوزراء عام 1943
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة المقطم- القاهرة، العدد 18111 الصادر في يوم السبت 21 حزيران 1947
(2). صحيفة ألف باء - دمشق، العدد 7574 الصادر يوم الأحد 22 حزيران 1947
(3). صحيفة ألف باء - دمشق، العدد 7574 الصادر يوم الأحد 22 حزيران 1947
(4). صحيفة ألف باء - دمشق، العدد 8731 الصادر يوم الثلاثاء السادس من نيسان عام 1948
(5). الجندي (أحمد)، ذكرى سعد الله الجابري، دار طلاس، 51
(6). صحيفة ألف باء - دمشق، العدد 7547 الصادر يوم الأحد الثاني والعشرين من حزيران عام 1947
(7). مذكرات معروف الدواليبي، إعداد عبد القدوس أبو صالح، تحرير محمد علي الهاشمي، مكتبة العبيكان، الطبعة الأولى، الرياض عام 2005م، صـ 127.
(8). بطي (رفائيل)، سعد الله الجابري، مجلة الثقافة، العدد 445 الصادر في 8 تموز 1947
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة المقطم- القاهرة، العدد 18111 الصادر في يوم السبت 21 حزيران 1947
(2). صحيفة ألف باء - دمشق، العدد 7574 الصادر يوم الأحد 22 حزيران 1947
(3). صحيفة ألف باء - دمشق، العدد 7574 الصادر يوم الأحد 22 حزيران 1947
(4). صحيفة ألف باء - دمشق، العدد 8731 الصادر يوم الثلاثاء السادس من نيسان عام 1948
(5). الجندي (أحمد)، ذكرى سعد الله الجابري، دار طلاس، 51
(6). صحيفة ألف باء - دمشق، العدد 7547 الصادر يوم الأحد الثاني والعشرين من حزيران عام 1947
(7). مذكرات معروف الدواليبي، إعداد عبد القدوس أبو صالح، تحرير محمد علي الهاشمي، مكتبة العبيكان، الطبعة الأولى، الرياض عام 2005م، صـ 127.
(8). بطي (رفائيل)، سعد الله الجابري، مجلة الثقافة، العدد 445 الصادر في 8 تموز 1947