عمرو الملاح – التاريخ السوري المعاصر
صورة الرسالة التي وجهها الجنرال مكسيم فيغان المفوض السامي الفرنسي ببيروت إلى مرعي باشا الملاح حاكم دولة حلب العام بتاريخ 4 شباط/ فبراير من العام 1924 بشأن “سنجق الاسكندرونة” التابع لدولة حلب، الذي كان يضم ميناء بحرياً ذا أهمية اقتصادية بالغة لحلب.
وتتضمن رسالة الجنرال فيغان هذه رداً على “التقرير” الذي كان قد أرسله الملاح بتاريخ 26 كانون الثاني/ يناير من العام 1924 بشأن “الاستدعاء المقدم من أعيان ومخاتير سنجق الاسكندرونة”.. ويستشف من مضمون الرسالة أن تقرير الملاح الآنف الذكر كان يتضمن مطالبته بألا يفك ارتباط سنجق الاسكندرونة عن دولة حلب..
كما تتضمن الرسالة الموجهة للملاح نفي الجنرال فيغان “للإشاعات التي دارت بشأن فصله عن دولة حلب”، مبيناً له أن “لا أصل لها البتة”. كما يطمئنه فيها إلى أنه “لا يوجد في نوايا الدولة المنتدبة ولا في أعمالها ولا عند ممثليها ما يشتم منه إحداث أي تغيير في حال سنجق الاسكندرونة”.
ولا ريب أن الدافع وراء مطالبة الملاح بألا يُفك ارتباط سنجق الاسكندرونة عن دولة حلب هو استشعاره تضاؤل اقتصاديات حلب في ظل الانتداب وتراجعها بفعل سلخ لواءي أورفة وعينتاب اللذين كانا تابعين لولاية حلب العثمانية وضمهما لتركيا بموجب “اتفاقية أنقرة الأولى” بين فرنسا وتركيا للعام 1921، وتعيين الحدود الجديدة مع المنطقة الخاضعة للانتداب البريطاني ولاسيما في العراق. مما أدى إلى إلحاق الضرر بتجارة المسافات البعيدة التاريخية لحلب عقب قيام الحدود الجمركية والسياسية “المصطنعة” التي رسمتها فرنسا وبريطانيا إثر الانهيار العثماني، وعزل حلب عن رئاتها التجارية الحقيقية في الأناضول والعراق.
وقد أوعز مرعي باشا الملاح حاكم دولة حلب آنذاك بنشر هذه الرسالة في جريدة حلب الرسمية ليطلع الرأي العام عليها.
====================================
المصدر: حلب، الجريدة الرسمية، العدد (326)،21 شباط 1924.
اقرأ :