أحداث
زيارة خالد العظم إلى أميركا وفرنسا وبريطانيا عام 1955م
زيارة خالد العظم إلى أميركا وفرنسا وبريطانيا عام 1955م
جاءت زيارة العظم إلى نيويورك بناء على دعوة الأمم المتحدة لأعضائها إلى الاجتماع في العشرين من حزيران عام 1955 في ذكرى ميلاد المنظمة.
زيارة فرنسا:
غادر خالد العظم دمشق صباح يوم التاسع من حزيران متوجهاً إلى بيروت فاستنبول، ثم ميونيخ ثم باريس.
رفقه فيها توفيق نظام الدين رئيس الأركان، والزعيم صوايا، وغيرهما من الضباط، وموفق القدسي سكرتير وزير الخارجية الخاص.
زار باريس في طريق الذهاب، واستقبله في مطار باريس أسعد المحاسني السفير السوري في باريس مع عدد من السفراء العرب بينهم السفير السعودي، كما استقبله الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية.
وصرح العظم في مطار باريس عن رغبة سورية في الحفاظ على علاقاتها الحسنة مع فرنسا.
وفي اليوم التالي قابل وكيل وزير الدفاع، وبحث معه أمر صفقة الأسلحة، فأبدى استعداد الحكومة الفرنسية لانجازها بسرعة، واعدادها للتوقيع عند طريق عودته من نيويورك.
كما قابل العظم الرئيس الفرنسي وزار رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ثم وزير الخارجية المسيو رينيه.
غادر فرنسا في يوم السابع عشر من حزيران إلى نيويورك.
زيارة الولايات المتحدة الأميركية:
وصل الى نيويورك وألقى كلمة فيها كما زار لوس انجلوس.
زيارة لندن:
وصل خالد العظم وزير الخارجية إلى لندن في السادس من تموز عام 1955م
وصل خالد العظم وزير الخارجية السورية إلى العاصمة البريطانية لندن صباح السادس من تموز عام 1955م قادماً من نيويورك بعد أن حضر الاحتفالات التي أقيمت في سان فرانسيسكو بمناسبة مرور الذكرى العاشرة لإنشاء الأمم المتحدة.
واقامت الحكومة البريطانية بمناسبة زيارته مأدبة غذاء تكريماً له.
عقد العظم محادثات خاصة مع المستر هارولد ماكميلان وزير الخارجية البريطانية بعد تناول طعام الغذاء. حضر المأدبة التي أقيمت في لانكاستر هاوس المستر انطوني ناتنغ وزير الدولة في وزارة الخارجية.
وذكرت مصادر إعلامية في لندن أن المستر ماكميلان أطلع خالد العظم في الاجتماع الذي عقد بينهما في وزارة الخارجية على موقف بريطانيا من مشروع الدفاع عن الشرق الأوسط، وهو المشروع الذي نشأ عن الحلف التركي – العراقي البريطاني الذي انضمت الباكستان إليه.
وكان من المقرر أن يعقد العظم محادثاته مع المستر انطوني ناتنغ وزير الدولة في وزارة الخارجية، ولكن المحادثات جرت مع الوزير الأصيل ماكميلان.
علق المراقبون نوعاً من الأهمية على المحادثات التي جرت بين وزير الخارجية البريطانية والسورية وخصوصاً بعد مشاركة المسيو كلود ليبل المستشار في السفارة الفرنسية في مأدبة الغذاء، كما حضرها كل من الدكتور أديب الداوودي القائم بأعمال السفارة السورية في لندن، والمستر روبرت نيرتون السكرتير البرلماني لوزارة الخارجية، والمستر مايكل روز رئيس الدائرة الشرقية في وزارة الخارجية.
ونقلت الصحف عن مصدر بريطاني أن وزير الخارجية البريطاني لم يصر لدى زميله السورية على ضرورة انضمام سورية إلى جهاز الدفاع المرتكز على الميثاق التركي – العراقي.
وأضاف المصدر ذاته غير أن المستر ماكميلان قد أبلغ السيد خالد العظم وجهة نظر الحكومة البريطانية حول الميثاق السوري – المصري، كما أنه لم يغفل عن التنويه له بأن بريطانيا تأسف لأن يحمل هذا الميثاق طابعاً انعزالياً ويرمي إلى استبعاد الدول غير الأعضاء في الجامعة العربية في الدفاع عن منقطة الشرق الأوسط.
أما النتيجة التي يمكن السيد العظم أن يستخلصها من هذه المحادثة فهي أن بريطانيا تريد من سورية ان تنضم بدورها إلى الميثاق التركي – العراقي، ولكن بدون تسليط أي ضغط بين جانب الحكومة البريطانية على الحكومة السورية لتحقيق ذلك.
الحوراني زيارة العظم:
ذكر أكرم الحوراني في مذكراته : (عندما أحسن خالد العظم بالمقاومة الضارية من قبل جميع الحكومات العربية والدول الكبرى ضد فوزه بمعركة الرئاسة، اتخذ من رحلته إلى سان فرنسيسكو مناسبة لتعريجه على بريطانيا وفرنسا وللاتصال المباشر بأقطاب الدول الغربية الكبرى ليشرح لهم مبررات تبنيه للسياسة التي تنتهجها سورية.
وتحدذ الحوراني عن انطباعه بعد مقابلة العظم بعيد عودته من بريطانيا فكتب: (شعرت من أحاديث خالد العظم بأنه كان يتستر على فشله لأنه قوبل بجفاء لا مزيد عليه من بريطانيا وأميركا، وأن المستر دلس رفض استقباله فقنع بالاجتماع مع المستر “الن” مساعد وزير الخارجية في أحد المطاعم).
وأضاف: (لقد خيل لخالد العظم بعد رحلته بأن بريطانيا والعراق وحدهما سيكونان خصمه في معركة الرئاسة، فرأيت من المفيد مصارحته وأكدت له أن مصر والسعودية أيضاً سيكونان بجانب العمل لإنجاح القوتلي لأنهما يأملان في عقد الميثاق العربي بواسطته، وبالشكل الذي يحقق أهدافهما).
المراجع والهوامش:
(1). العظم (خالد)، مذكرات خالد العظم، الجزء الثاني، صـ 438
(2). صحيفة بردى - دمشق، العدد 1811 الصادر في يوم الجمعة الثامن من تموز عام 1955م
(3). الحوراني (أكرم)، مذكرات أكرم الحوراني، الجزء الثالث، صـ 1894
المراجع والهوامش:
(1). العظم (خالد)، مذكرات خالد العظم، الجزء الثاني، صـ 438
(2). صحيفة بردى - دمشق، العدد 1811 الصادر في يوم الجمعة الثامن من تموز عام 1955م
(3). الحوراني (أكرم)، مذكرات أكرم الحوراني، الجزء الثالث، صـ 1894
