بيان سلطان الأطرش حول تعطيل الجمعية التأسيسية عام 1930م

عطلت السلطات الفرنسية الجمعية التأسيسية في سورية، وإثر ذلك أصدر سلطان الأطرش من منفاه في وادي السرحان بياناً دعا فيه إلى توحيد العمل واستنكر هذه السياسات.

نص البيان:

(إن دهشة المجاهدين كانت عظيمة من أقدام الدولة الأفرنسية على تعطيل الجمعية التأسيسية قبل إتمامها المهمة التي أولتها الأمة شرف القيام بها، لتفردها بوضع هذه الدساتير الأربعة الجديدة التي تثبت صراحة عدم احترامها إرادة الشعب السوري الذي بذل كل وسيلة سلمية يمكن بذلها في سبيل إقرار السلام في سوريا، والذي صبر على هذا الإضطهاد المستمر لحقوقه حتى نفد منه الصبر، وقد كان قبل نشر هذه الدساتير التي هي صك استعماري قاس يسجل استعباد سوريا مفككة العرى ممزقة الأوصال إلى الأبد، بعلل النفس بأن الحل الذي ستقدم عليه فرنسا سوف لا يكون في غير مصلحة سورية بعد أن اقتنع مندوبوها بأحقية مطالب السوريين، وتأكدوا بأن لا مناص من إعطائهم تلك الحقوق كاملة ليتسنى بذلك إقرار السلام في سورية ويمكن للسوريين السير ببلادهم في طريق الرقي والعمران حتى تصل إلى الرتبة التي تطمح إليها بين بقية الأمم المتمدنة، غير أن نشر هذه الدساتير المبتورة قضى على آخر أمل في النفوس.

فبأسم المجاهدين المقيمين في الصحراء والمنتشرين في أنحاء الأرض لا يسعنا إزاء هذا التحدي لإرادة الأمة بتعطيل مجلسها التأسيسي، وإلزامها بدساتير لا رأي لها فيها، إلا أن نستنكر ما أقدم عليه المحتلون من خطأ وخطل في شجب آمال كاملة مجددين للجميع عهدنا المقدس الذي عاهدنا الله والبلاد عليه، وهو أن نستمر في جهادنا المشروع حتى تنال البلاد حقوقها كاملة، والله ولينا وعليه فليتوكل المتوكلون.

ومما يدخل السرور إلى نفوسنا، ويجعل قلوبنا مطمئنة ما نراه في صفوف الأمة من الأقدام على التكاتف وتوحيد جبهة العمل فإن الأمة المتمزقة الكلمة لا كلمة لها.

فإلى الاتحاد أيتها الأمة المجيدة، وإلى الجهاد القومي المنتج يا أبها الأحرار العاملون”.

الحديثة – وادي السرحان

في 5 تموز 1930

قائد الثورة السورية العام

“سلطان الأطرش”