التراث اللامادي
كيد النساء غلب كيد الرجال .. من الحكايات الشعبية الشامية
كيد النساء غلب كيد الرجال .. من الحكايات الشعبية الشامية
من حكايات حي الصالحية
توثيق الباحث نزار الأسود
كان في قديم الزمان تاجر، قد كتب على واجهة محله “كيد الرجال غلب كيد النساء” فمرت امرأة ذكية أمام متجره. وقرأت ما كتب، فغضبت، وصممت على أمر ما..! ثم دخلت إلى المتجر، وقالت له: أعطني من هذا القماش، ومن ذاك، حتى اشترت ما اشترت، ودفعت للتاجر ما طلب من مال، ثم انصرفت، والتاجر معجب بذوقها، وجمالها.
وفي اليوم التالي جاءت إلى المتجر، حيث اشترت أكثر من اليوم الأول، وأعجب بها التاجر أكثر، فمشى وراءها حتى عرف أين بيتها.
وفي اليوم الثالث، جهز التاجر نفسه، وقرر أن يخطب الفتاة، فلما خرج من المتجر رأى المرأة أمامه. فقالت له: إلى أين أنت ذاهب؟
فقال لها: صراحة إني ذاهب لأخطبك وأطلبك من أبيك، وأتزوجك على سنة الله ورسوله. فحذرته المرأة قائلة: إن أردت أن تخطبني حقاً، فسوف يقول لك أبي وأمي: ابنتي عمياء، جدباء، كسيح، فقال لها: لا عليك.!
فأشارت بيدها: أن اتبعني لأدلك على بيت أبي.. ثم مشت حتى دخلت بيت جيرانها. حيث الفتاة التي وصفتها له.
دخل التاجر بيت الجيران، وقال: أريد أن أخطب ابنتكم، لقد جئتكم راغباً، فلا تردوني خائباً. فعدد له الأب عيوب ابنته. وكلما أغفل عيباً أتمت الأم كلامه، وأوضحت صفات ابنتها. والتاجر يقول: نعم، نعم؟ لقد قبلت، ولكم ما تطلبون من مهر.. فحدد موعد العرس، وكُتب الكتاب، وأعلن الجواب..!
وفي ليلة العرس، رفع العريس الغطاء عن عروسه، فوجدها كما وصفتها له المرأة بلا زيادة ولا نقصان، فتميز من الغيظ، وأدرك سر المرأة وكيدها، ثم علق عروسه في السقف وهرب.
وفي صباح اليوم التالي، انتظرت الأم ابنتها فلم تستيقظ وأذن الظهر ثم العصر فطرقت الباب فسمعت أنين ابنتها، ففتحت الباب وعرفت ما جرى.
وفي اليوم التالي، جاءت المرأة إلى المتجر، وكأن شيئاً لم يكن، فدخلت وسلمت، واشترت من القماش.. واشترت! والتاجر غاضب لا يكلمها، بل ينظر إليها نظرة حنق، ويحدق تحديقاً غريباً، ثم كتب في صدر دكانه “كيد النساء غلب كيد الرجال” فضحكت وقالت له: الآن أتزوجك. فتزوجها وعاش عيشة سعيدة.
وتوتة توتة خلصت الحتوتة
انظر:
