وثائق سوريا
بيان استنكار تدخلات حافظ الأسد في شؤون حزب البعث عام 1969
أصدرت ستة منظمات شعبية واتحادات بياناً في الرابع من آذار 1969، أي بعد بومين من إعلان انتحار عبد الكريم الجندي، استنكرت فيه ما أسمته ب “التدخل العسكري في شؤون قيادة البعث”.
وذكرت مصادر إعلامية أن البيان الموجهه إلى القيادة القطرية لحزب البعث، وإلى وزير الدفاع حافظ الأسد، هو من إعداد أنصار صلاح جديد الأمين العام المساعد لحزب البعث في سورية.
حمل البيان توقيع المسؤولين عن المكاتب التنفيذية “اتحاد عام الفلاحين”، والإتحاد العام النسلئي”،و “نقابة المعلمين”، والإتحاد العام لنقابات العمال”،و “الاتحاد الوطني لطلبة سورية”، واللجنة المركزية لاتحاد شبيبة الثورة”.
وذكرت صحيفة الأنوار : أن التنظيم الأخير، أي، ” اتحاد شبيبة الثورة”، يظهر علناً لأول مرة، ويعتقد أنه أحد التنظيمات السرية التي أنشأها صلاح جديد لمواجهة الظروف الحرجة.
وأضافت الصحيفة أن البيان يؤكد سيطرة جناح صلاح جديد- الأتاسي على التنظيمات المدنية في البعث.
نص البيان:
(لم تعد الرؤية الثورية تنقص المناضلين في وطننا العربي، فالتجارب القاسية، والبناء الحقيقي المنظم لقطاعات واسعة من الجماهير العربية في هذا القطر السوري ، الذي يتفاعل بوعي مع حزب الجماهير الطليعي، البعث العربي الاشتراكي، يشارك بمسؤولية متعاظمة في بناء التجربة الثورية القائمة. قد أسقط كل الحجب والرايات المزيفة التي عمدت لإقصاء الجماهير الواسعة عن فرض المشاركة الدائمة في مواجهة التحديات المطروحة أمام بقائها كشعب، واستمرارها كاملة تسهم في صنع التاريخ.
لسنا بحاجة للتأكد على الأهمية القصوى لبقاء الأنظمة التقدمية العربية في معركة يتسع مداها للوطن العربي بأسره، وقد دخلت السنوات التي انقضت من عمر الثورة على المعنى العربي بأسره، وقد دللت السنوات التي انقضت من عمر الثورة على المعنى العميق لقيادة الحزب الطليعي لهذه المرحلة، وأكدت من خلال التجرية على الخروج على مؤسسات الحزب الشرعية. قد كان وباستمرار يشكل تهديداً لقضية الثورة العربية، وطعناً لكل الانجازات الحضارية التي بنتها الأجيال العربية بكل ما أتيح لها أن تقدمه من عناء وتضحية.
إن المنظمات الشعبية تلح على ترسيخ وتطوير صورة الحكم الراهنة. وتعتبر التراجع عن الانجازات التي بناها الحزب والمنظمات الشعبية على مستوى العمل الجماهيري والواقع الإجتماعي هو بداية لنكسة أليمة تخدم قوى الثورة المضادة في هجمتها الشرس.
ولا نظن أن أحداً يخالفنا الرأي بأن المهمة الرئيسية لجيشنا الباسل في هذه المعركة هي توفير المزيد من الاستعداد وخوض المعارك المتلاحقة لتحرير الأرض المغتصبة، ودعم العمل الفدائي الذي نشهد تصاعده كأمل عريض لبداية حرب تحريرية شعبية واسعة.
ويهم المنظمات الشعبية أن تؤكد لكل الذين يسقطون من حسابهم قيمة وقدرة الجماهير المنظمة على أن تحول فوهات البنادق من مواجهة العدو الصهيوني إلى مواجهة الجماهير ومؤسساتها الديمقراطية وحزبها القائد ، سيتعامل بسائر أنماط المواجهة الممكنة ولإجهاض الانقلابات العسكرية ، حيث يتسنى لهذه الجماهير الاستمرار في بناء مؤسسات الثورة بتصميم المناضلين.
السيد وزير الدفاع،
نحن ممثلي المنظمات الشعبية لا يسعنا إلا أن نستنكر جميع الإجراءات غير الشرعية التي تمت من تدخل عسكري في شؤون قيادات الحزب ومؤسسات الحكم والمنظمات الشعبية. وأن نؤكد على أن جميع جهود المناضلين والثوار، سواء عددهم وبنادقهم. ستصنع الانتصار، الانتصار الكبير على أرض الأمة المهددة بوجودها وبقائها).
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة الأنوار- بيروت، العدد 2999,الصادر في يوم الأربعاء 5 آذار 1969
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة الأنوار- بيروت، العدد 2999,الصادر في يوم الأربعاء 5 آذار 1969
