الحركات والأحزاب السياسية
الحزب العربي الاشتراكي
تشكل الحزب العربي الاشتراكي وأعلن عنه في التاسع عشر من كانون الثاني عام 1949م،
شكله أكرم الحوراني.
الحزب العربي الاشتراكي .. أول حزب زراعي في تاريخ سورية
كتب حنا بطاطو في كتابه (فلاحو سورية) عن الحزب العربي الاشتراكي ما يلي:
(مهد الحزب العربي الاشتراكي الدرب أمام تركيز الاهتمام على الفلاحين، وتأكيد الأهمية الحاسمة لمشكلتهم في حياة المجتمع ككل.
واتخذ أيضا خطوات حاسمة في تحرير أعداد كبيرة من أفقر فئاتهم في وسط سورية من الإحساس المخدر بالجبرية الموروث من الأفكار الصوفية القديمة، وتحويلهم من كتلة سائبة مفككة إلى طبقة متماسكة نسبياً ذات أهداف واعية ومحددة إلى هذه الدرجة أو تلك).
وفوق ذلك، وضع هذا الحزب حداً لعزلتهم عن التيار السائد في الحياة السياسية السورية، وشق الطريق، مادياً ونفسياً، أمام التغييرات العميقة في ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية التي أجراها نظام البعث.
كان صعود الاشتراكيين العرب ونجاحهم في استقطاب الفلاحين إلى العمل نتاج نضوج عمليات موضوعية تطورت خلال فترة زمنية طويلة، وتزامنت على نحو موائم، فضلاً عن كونه نتاج عوامل ذاتية.
ظهرت الحركة التي أخذت في الأول من آذار 1950 رسمياً اسم الحزب العربي الاشتراكي، بوصفها تياراً فكرياً، في عام 1939، وكان تعبيرها التنظيمي الأول حزب الشباب، لكنها لم تتوجه بحزم نحو الفلاحين حتى عام 1943م، عندما تبنت شعارها المركزي “هاتو القفة والكريك لنعش الأغا والبيك”.
كتب وقيل عن الحزب:
برنارد لويس:
يذكر المؤرخ برنارد لويس أن نجاح حزب العمال البريطاني في الانتخابات عام 1945 جعل الناس في الشرق الأوسط يعتقدون أن الاشتراكية شيئ جيد، وأنها العلاج للمشاكل الاقتصادية في الشرق.
فظهرت مجموعة من الأحزاب الاشتراكية وكان أهمها، في رايه، الحزب العربي الاشتراكي الذي أسسه أكرم الحوراني عام 1950م، ثم اندمج مع حزب البعث العربي، وسمي “حزب البعث العربي الاشتراكي”.
وصف لويس هذا الحزب الجديد فقال: “مرج هذا الحزب فكرة اشتراكية بفكرة قومية غامضة”.
المراجع والهوامش:
(1). صحيفة الأخبار - دمشق، العدد 29-2806 الصادر يوم الاثنين التاسع عشر من كانون الأول عام 1949
(2). بطاطو (حنا)، فلاحو سورية، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ترجمة عبد الله فاضل، الطبعة الأولى، بيروت عام 2014، ص 245، استنادا إلى : (مقابلة مع أكرم الحوراني رئيس الحزب العربي الاشتراكي في دمشق 18 تموز 1958م، وبيروت 28 شباط 1970م، وباريس في 15 أيار 1985م، ومع شريف الراس، العضو البارز في الحزب في دمشق في 16 تموز 1958).
(3). المنجد (صلاح الدين)، بحث علمي في أسباب هزيمة 5 حزيران، دار الكتاب الجديد، الطبعة الثانية شباط عام 1968م، صـ 47
