زيارة مساعد رئيس الأركان الأميركي دمشق عام 1954

زيارة مساعد رئيس الأركان الأميركي دمشق عام 1954

زار الجنرال ترودود مساعد رئيس الأركان العامة للجيش الأميركي دمشق يوم الأحد التاسع من أيار عام 1954 قادماً من شرق الاردن.

استقبل الجنرال الأميركي بحسب البرنامج الذي وضع لزيارته.

وقام فور وصوله إلى دمشق بزيارة القصر الجمهوري، وسجل اسمه في سجل التشريفات، ثم زار وزيري الخارجية والدفاع الوطني.

وقد سأل صحفيون رئيس الوزراء عن مهمة الجنرال ترودد في دمشق فقال: ليست هناك مهمة رسمية له، ولما سأله صحفي عن أسباب قدومه إذن، أجاب : (أسالوه عن مهمته).

غادر الجنرال ومرافقوه دمشق صباح يوم الاثنين العاشر من أيار إلى بيروت على طائرتهم الخاصة بعد أن أجرى الجنرال عدة اتصالات مع المسؤولين السوريين، وقد ودع في المطار كما استقبل بالحفاوة.

وذكرت الصحف أن الجنرال ترودد أعرب لوزير الخارجية ووزير الدفاع الوطني خلال زيارته لهما عن استعداد حكومة الولايات المتحدة الأميركية لتزويد سورية بالأسلحة والمعدات الحربية لقاء شروط خاصة ترتبط بها سورية.

وأضافت المصادر أن الوزيرين السوريين أبلغا الجنرال أن الحكومة الحالية هي حكومة مؤقتة انتقالية، وقد تضمن بيانها الوزاري عن استئناف الحياة الدستورية في البلاد عهداً بأن لا تعقد الحكومة الحاضرة الحالية أي اتفاق مع أية حكومة وأن لا ترتبط بأي التزامات مهما كان نوعها، ولهذا فإن من المتعذر على هذه الحكومة أن تلبي الرغبة التي أشار إليها لأن البث بمثل هذه القضايا الدقيقة المتعلقة بسياسة البلاد الخارجية من اختصاص الحكومة التي ستنبثق عن الانتخابات النيابية القادمة.

وذكرت الصحف أن الجنرال ترودو غادر دمشق كما قدمها دون أن يحظى بأي تعهد أو التزام من قبل الحكومة الحالية.

وذكرت مصادر سياسية أن الحكومة الأميركية ربما عاودت مثل هذه الاتصالات بعد أن تنتهي الانتخابات العامة في سورية والتي يرجح أن تجري خلال فترة قريبة.