قضايا
مؤتمر حمص – تموز 1953
المؤتمر الوطني في حمص – حزيران 1953م:
واجه الشيشكلي معارضة من بعض الأحزاب والقوى السياسية في سورية التي عقد بعضها مؤتمراً وطنياً في الرابع من تموز عام 1953 حمص، اشترك فيه حزب الشعب، وحزب البعث، وممثلين من جماعة الإخوان المسلمين.
عقد المؤتمر قبيل أسبوع من موعد الانتخابات في الرابع من تموز، وافتتح المؤتمر الرئيس هاشم الأتاسي، الذي ألقى كلمة رحب فيها بالضيوف، وقال: (إن هذه الأوضاع أذهلت الشعب أول وهلة وأسلمته إلى الهواجس والمخاوف وقد أراد المسؤول عنها أن يلبسها ثوب المشروعية، وأن يحمل البلاد على أن تبرئ ذمته من جميع أعماله وتصرفاته، وتقر له دستوراً يجمع بين يديه من السلطات ما لم يشهد العالم المتمدن أن اجتمع مثلها لحاكم، وحيال هذا الواقع كان طبيعياً أن تتنادوا للاجتماع والتشاور، ولا بأس بظروف الدهر اذا كانت تلقي الدروس والعبر وتكسب التجارب وتجمع القلوب، وتؤلف بين الجهود في سبيل اسعاد الوطن).
ثم تلي في المؤتمر كتاب سلطان باشا الاطرش الذي حمله وفد السويداء وجاء فيه: (لقد جاءت المذكرة الصادرة في العشرين من حزيران 1953 والتي نسميها بحق مذكرة البلاد معبرة عما تكنه طوايا كل فرد من أفراد الشعب، وكنا نود أن تجد هذه المذكرة نتيجة مباشرة سريعة عند متولي السلطة الحالية فيراعوا الحالة المؤسفة التي آلت إليها حال البلاد وليقفوا عند هذا الحد من الأعمال غير الدستورية والتصرفات غير المشروعة).
كما جاء في الكتاب أيضا: (إننا ننتدب اخا الجهاد أبا أحمد يوسف العيسمي وأبا يوسف حسين مرشد وفضل الله جربوع لينوبوا عنا بابداء وجهة نظرنا، وإننا نبارك هذا المؤتمر راجين أن يوفق الاخوان في تحقيق أماني البلاد وإعادة الحريات والحياة الدستورية الصحيحة).
وقد اقترح الرئيس هاشم الأتاسي في المؤتمر وبعد المداولة تأليف لجنة لدرس مشروع بيان يصدر باسم المؤتمر الوطني، فتألفت اللجنة من السادة: (إحسان الجابري، رشدي الكيخيا، بدوي الجبل، حسني البرازي، جلال السيد، محمد المبارك، منير العجلاني، شاكر العاص، نديم الموصلي، فيضي الأتاسي).
وأصدر المؤتمر البيان الذي جاء فيه: (إن دساتير الأمم هي ثمرة جهادها ونضالها وسجل حرياتها وكراماتها، وعنوان ذخائرها ومفاخرها، والدساتير الحرة يكون ميلادها في جو حر طليق وأما تلك التي تدبر في ظلام الدواووين وفي جو خانق من الحكم البوليسي والارهاب فلن تكون الا سجل الرق وسفر العبودية لأمة كريمة عرفت قيمة الحرية وعرفت الدنيا عنها تمسكها بها).
ووقع على البيان المؤتمرون، وكلهم من أقطاب الحزب الوطني والشعب والمستقلين المعروفين بتأييدهم لمشروع الاتحاد مع العراق، ومن أعضاء المجلس السابق الذي حله الشيشكلي. كما وقع البيان باسم حزب البعث: خليل كلاس، محمد عطورة من حماة، ومن حمص منير عامودي، فوزي الصفوة، وجلال السيد عن دير الزور، وعبد الفتاح الزلط عن حلب، وعبد الرحمن المارديني ومدحت البيطار عن دمشق.
المراجع والهوامش:
(1). الحوراني (أكرم)، المذكرات، الجزء الثاني، صـ 1575
المراجع والهوامش:
(1). الحوراني (أكرم)، المذكرات، الجزء الثاني، صـ 1575