البيان العسكري السادس لـ إنقلاب حسني الزعيم عام 1949م.
ابتداء من صباح اليوم 30 آذار 949 استلمت القيادة العامة للجيش والقوى المسلحة زمام الحكم في البلاد مؤقتاً رغبة منها في تهيئة البلاد لحكم ديمقراطي صحيح، وإنقاذ البلاد من الفوضى التي غرقت فيها، والتي باتت تهدد استقلالها تهديداً خطيراً.
والقيادة لا ترغب من وراء هذا العمل إلا صيانة الدولة من الانهيار وإنقاذ الجيش السوري الباسل من محاولة العبث والتهديم التي تعرض لها في المدة الأخيرة، فالجيش السوري الذي ضحى بزهرة شبابه وسفك دماء الخلص من أبنائه في سبيل حماية حدود البلاد ورد الأعداء عنها، والذي لم يتوان عن أي تضحية واستطاع أن يسجل انتصارات رائعة رغم ما كان عليه من إمكانيات محدودة لا يمكن أن يقبل بأي شكل من الأشكال أن يتعرض إلى المعاملة السيئة التي كان يلقاها.
وقد تمت عملية استلام الحكم اليوم في سائر أرجاء البلاد دون أي حادث والسكينة والهدوء مستتبان في كل مكان والعمل جار الآن على تأليف حكومة دستورية نيابية تتولى مقاليد الأمور وقد قامت قوات الجيش منذ الصباح الباكر من هذا اليوم بتأمين الخبز والمواد الغذائية للأهلين، وحذرت أصحاب الأفران والباعة من الاحتكار والتلاعب وإلا فإنهم يتعرضون لأقصى العقوبات.
والقيادة العامة تؤكد مرة أخرى أن حركتها الوطنية التي قامت بها هي حركة داخلية بحتة، وأن الجيش السوري مستعد لحماية الحدود ودرء كل إعتداء مهما كان مصدره، وأن استيلاءها على الحكم هو بصورة مؤقتة وستسلم مقاليد الحكم إلى أول وزارة دستورية يتم تأليفها.
30.03.1949
القيادة العامة للجيش والقوى المسلحة
