مقالات
عدنان جمعة الأحمد: القرن العشرين هو قرن موت اللهجات في عموم بلاد الشام
عدنان جمعة الأحمد – التاريخ السوري المعاصر
يرى مؤسس حكايات من حلب المرحوم جمعة الأحمد (1917- 2001) ان القرن العشرين هو قرن موت اللهجات في عموم بلاد الشام وذلك في مقالته عن تطور اللهجات في حلب التي نشرها في مجلة التمدن الدمشقية عام 1944.
” قبل عام 1838 كانت حلب تتحدث لهجة قريبة من الفصحى حيث تلفظ الاحرف اللثوية فتعض على الذال وتلفظ الثاء والقاف بشكل واضح ولكن يدخلها نوع من التعريض والتضخيم المتأثر بالتركية و بالاضافة الى العربية كان الناس يجيدون التركية وهي لغة التعليم واللغة الرسمية للبلاد ذلك الوقت.
وما حصل عام 1838 هو معاهدة كوتاهية التي حجمت النفوذ العثماني على بلاد الشام مستخدمة قوة ابراهيم باشا ضد العثمانيبن، والعجيب أن بريطانيا وفرنسا فرضت اللغة العربية في بلاد الشام كلغة للتعليم وذلك لمواجهة نفوذ اللغة التركية.
وبعد هذه المعاهدة صارت المدارس التبشيرية تطبع بكثرة الكتب باللغة العربية ونشأت اللهجة المعروفة حالياً في حلب انطلاقاً من المدرسة الشيبانية (الفرانسيسكان) في حي الجلوم، ومنها تخرج مدرسون جدد للغة العربية وحصل إحياء لها بعد ان كادت تضمحل.
ويمكنك أن تعرف مدى تأثير هذه المدرارس اذا زرت غازي عينتاب أو كلس فإنك ستجد أن العربية تضمحل فيها وتحل التركية، وذلك لعدم وجود مثل هذه المدارس في تلك البلاد.
حرف القاف استمر في المدارس الشرعية مثل الخسرفية والشعبانية، حيث أن لهجة المدرسين هي ذاتها قبل عام 1838.
والمدارس العامة اتخذت ذات أسلوب المدارس التبشيرية وانتشرت فيها اللهجة الحلبية المعروفة، في حين تراجعت المدارس الشرعية.
في ريف حلب الغربي (الأتارب – الدانا -سرمدا) بقيت اللهجة الحلبية القديمة لعدم تأثر الناس هناك بالتطورات الحاصلة في حلب، ويتشابه معه ريف حلب الشمالي (مارع – تلرفعت – اعزاز).
في الريف الشرقي (منبج) اللهجة سريعة جداً ويكاد أهالي حلب لايفمونها على الرغم من أنها عربية وبخاصة لهجة النسوة، لكنها باتت تميل للبطئ بعد دخول الراديو وصارت تميل الى اللهجة العراقية البطيئة والواضحة، فصارت لهجتها أقرب الى لهجة شبه جزيرة العرب منها الى الشام.
الكثير من الكلمات في لهجة حلب تنتمي للآرامية وبعدها التركية وبعدها الكوردية، إلا ان أغلب الكلمات عربية وكذلك تركيب الجملة وبناؤها عربي.
اذا تطورت الاتصالات بين المدن فإن اللهجة ستضمحل وتصبح لهجة موحدة يوما ما” في هذا المقال شرح المرحوم جمعة الاحمد اللهجة الحلبية وتطورها ولقد عاش حتى زمن ظهور الدش والستالايت وبداية الانترنت وصار اغلب الناس يتحدثون لهجة مفهومة للجميع تماماً مثلما توقع عام 1944.
انظر:
انظر ايضاً محافظة حلب:
أولاً- الخدمات والإدارة البلدية في حلب
البلديات ومجالس الإدارة في محافظة حلب
المؤسسات والإدارات الحكومية في محافظة حلب
المؤسسات التعليمية في محافظة حلب
ثانياً – الحياة الاجتماعية:
الجمعيات الأهلية والمدنية في محافظة حلب
الطوائف والمؤسسات الدينية في محافظة حلب
ثالثا – الحياة الاقتصادية:
رابعاً – الحياة السياسية:
المؤتمرات والإجتماعات في محافظة حلب
الحركات والأحزاب السياسية في محافظة حلب
أعضاء مجلس النواب – الشعب في محافظة حلب
المحاكم والنظام القضائي في محافظة حلب
الحراك المدني والشعبي في محافظة حلب
الزيارات والوفود إلى محافظة حلب
خامساً – الثقافة والفنون
المتحف الرقمي