You dont have javascript enabled! Please enable it!
وثائق سوريا

كلمة البطريرك هزيم في تأبين وديع صيداوي عام 1989

كلمة البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوكس  في تأبين وديع صيداوي الذي أقيم في الكاتدرائية المريمية بدمشق في الخامس من آذار عام 1989م,

نص الكلمة:

(ورد في الكتاب المقدس القول المأثور: “في البجء كان الكلمة.. الكلمة هنا الله، والله وجود، كلمته أيضا وجود لذلك فالكلمة يصير متجسداً متى شاء).

إن ديانتنا هي ديانة الكلمة الحية المتجسدة والإلهام الإلهي بكامله آت من خلال الكلمة والله يتكلم.

الناس يتكلمون بالبنادث والمدافع والنار والله يتكلم بالمحبة والحقيقة والجمال.

ليس بين الله وكلمته فجوة لأنه هي ولأنها هو ولذلك فكلمة الله تقود إلى الحق، وتعلن عن الحق، وتصف الحق. فهي صادقة، وهي حقيقية وبين الإنسان وكلمته قد تحصل فجوة عظيمة فلا يصبح له بل تعدو طنين نحاس أو رنين صنوج، أي أنها تغدو والحقيقة ضدين لا يجتمعان.

ونحن اليوم نعاني من الكلمة لم تعد تشير إلى الحقيقة ولا تعلنها ولا تصفها، الكلمة أصبحت أداة للتضليل بدل أن تكون أداة للهداية.

ولكي تكون الكلمة صادقة يجب أن يسخرها الإنسان للصدق لأنها هي التي توصل ما بين إنسان وإنسان، وهي حق الإنسان على أخيه الإنسان ولا يجوز أن يدب فيها الفساد والغش.

من هنا إن الأمانة في التعامل مع الكلمة فضيلة تزداد الحاجة إليها كل يوم خصوصاً وأن الكلمة اليوم أصبحت مرهونة لألف غاية وغاية.

هذا يجعني اليوم – في وداع الراقد بالرب- وديع صيداوي أن أنوه بفضيلة لازمته في تعطيه التعامل بالكلمة خلال أربعين سنة.

هذا أيضاً ما يجعني أشعر بالخسارة إذ أننا في أمس الحاجة إلى من يحترم إنساننا الحاضر بحيث يلزم ذاته في قول الحقيقة له. فكم من الناس من يبني معلوماته، وبالتالي أحكامه على الواقع من خلال خبر مزيف أو قول مضلل.

نعم إننا في أمس الحاجة إلى إعادة الربط بين الكلمة ومضمونها بين ظاهرها وباطنها لئلا ينمو فيما بيننا قول باطل وأدب مزيف فالحقيفة حقيقة وإن كانت جارحة.

للراقد بالرب أقول: “كنت أميناً في قليل.. ادخل إلى فرح الرب”. ولآله الأعزاء أقول: تعزيتكم بالرب، بأن المرحوم وديع كان هو ذاته).

 

المراجع والهوامش:

(1). صحيفة الثقافة - دمشق، العدد 6 الصادر في الأول من تموز عام 1989م.



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى