You dont have javascript enabled! Please enable it!
قضايا

حادثة خربة غزالة ومقتل رئيس الحكومة

حادثة خربة غزالة ومقتل رئيس الحكومة

انسحاب القوات البريطانية من حوران:

تزامن دخول القوات الفرنسية إلى دمشق في الخامس والعشرين من تموز عام 1920 مع انسحاب فرقة عسكرية هندية بريطانية كانت في درعا وملحقاتها بقيادة الميجر سمرست البريطاني إلى لواء الكرك، مما شجع القوات الفرنسية على المضي في فرض سيطرتهم على حوران.

ولما نشبت الحرب في ميسلون ودخلت القوات الفرنسية دمشق واكرهت قيادة الملك فيصل على مغادرة سورية بالقطار إلى حيفا أو معان بطريق درعا، توقف قطار فيصل مع حاشيته اربعة أيام أحاط به خلالها أهل حوران فأجلوه وأكرموا وفادته وبادلوه العواطف، فألهب بحديثه المثير نخوتهم الوطنية، ونقمتهم على الفرنسيين المحتلين، ناقضي العهود  وكل من مالآهم من السوريين، فعزموا على الثأر للملك فيصل.

ويذكر أدهم الجندي أنه عند خروج الملك فيصل من دمشق اتخذ درعا مقراً لخط الدفاع الثاني، واتفق مع الشيخ إسماعيل الحريري زعمان آخرين من حوران ووجوه المنطقة على تهيئة الأوضاع لمقاومة الفرنسيين والدفاع عن حوران(1).

أسباب تشكيل الوفد الحكومي:

عدّت العديد من المصادر أن سبب تشكيل الوفد يعود إلى إقناع الأهالي في حوران في دفع الغرامة المالية التي فرضتها السلطات الفرنسية على مختلف المدن في سورية، إلا أنه ربما يكون سبباً وليس السبب الأبرز لأن معظم المدن الكبرى مثل حلب وحمص عارضت في بداية الأمر وامتنعت عن دفع الغرامة لأنها رأت أن دمشق وأهلها من يجب أن يتحمل أعباء دفع الغرامة، ومما يضعف هذا الاحتمال في أن يكون سبباً للحادثة عدم مشاركة فارس الخوري الذي كان وزيراً للمالية في حكومة الدروبي في الوفد.

يقول فارس الخوري: (“كانت البلاد مضطربة وازداد هيجان الناس وسادت النقمة في منطقة حوران، فطلب الفرنسيون من الوزارة أن تتوجه إلى حوران لتهدئة الأحوال. وفي ذلك الحين كان الحورانيون الذين ساءهم إخراج ملك البلاد بالشكل الذي أخرج فيه ينوون الالتحاق بالأردن الذي لم يكن تقرر كيانه بعد، ويدعون لذلك بقوة وعنف، والإنكليز يشجعونهم على ذلك. فطلب الفرنسيون إلى الرئيس علاء الدين الدروبي أن يتوجه ووزراؤه إلى حوران لتهدئة الأحوال ولإقناع الأهالي بالبقاء ضمن الأسرة السورية)(3).

بالإضافة إلى هذا السبب توجد أسباب أخرى ذكرت في عدة مصادر، منها:

1- إجتماع إربد:

اجتمع وجهاء حوران وعقدوا إجتماعاً كبيراً لهم في إربد مركز قضاء عجلون اتفقوا فيه على مقاومة السلطات الفرنسية وقرروا فيه العمل بجميع السبل لفك حوران عن سورية وإلحاقها بمنطقة النفوذ البريطاني.

كما قرروا في الإجتماع مهاجمة دمشق والانتقام من الفرنسيين ومن أعوانهم من السوريين ثاراً للملك فيصل وللعروبة.

أرسل أبو الخير الجندي متصرف حوران برقية إلى رئيس الوزراء يعلمهم بالتطورات وعلى ما أجمع عليه وجهاء حوران في إجتماع إربد.

واقترح متصرف حوران أن يحضر من العاصمة وفد من علمائها برئاسة أحد الوزراء إلى درعا للإجتماع مع وجهاء وشيوخ حوران، والتحدث معهم لإقناعهم بأفضليه بقائهم جزءاً لا يتجزأ عن أمهم سورية.

 في صباح يوم الخميس الثامن عشر من آب عقد مجلس الوزراء برئاسة علاء الدين الدروبي، الذي تلى بنفسه مضمون برقية متصرف حوران أبو الخير الجندي(4).

2- الإعتداء على عربة الخيول الفرنسية:

ذهبت بعض المصادر إلى أن سبب إرسال الوفد الحكومي إلى درعا يعود إلى الإعتداء الذي حصل في درعا على عربة خيول السلطات الفرنسية، عندما وصلت إلى درعا قادمة من دمشق(5).

كما أوردت مصادر أخرى أن الوفد وصل إلى درعا للإجتماع مع الوجهاء، وتقديم النصح لهم، لقبول الانتداب واستمالتهم والتوفيق بينهم وبين سلطات الانتداب(6).

3- الطمع بالذهب الذي يحمله الوفد:

ذكر أدهم الجندي أن من أسباب الحادثة هي الدعاية التي انتشرت بين الحوارنة بأن الوفد الوزاري كان يحمل معه كمية من الذهب لتوزيعه على شيوخ ووجهاء حوران، وأن الوجيه أحمد القضماني كان تجول في قرى درعا وحوران المجاورة للقريته، وأشاع ذلك، وقد اشتهر هذا الوجيه بمعسول أحاديثه، فسارت دعايته بين الحوارنة كالهشيم(7).

“كانت البلاد مضطربة وازداد هيجان الناس وسادت النقمة في منطقة حوران، فطلب الفرنسيون من الوزارة أن تتوجه إلى حوران لتهدئة الأحوال.

وفي ذلك الحين كان الحورانيون الذين ساءهم إخراج ملك البلاد بالشكل الذي أخرج فيه ينوون الالتحاق بالأردن الذي لم يكن تقرر كيانه بعد، ويدعون لذلك بقوة وعنف، والإنكليز يشجعونهم على ذلك.

فطلب الفرنسيون إلى الرئيس علاء الدين الدروبي أن يتوجه ووزراؤه إلى حوران لتهدئة الأحوال ولإقناع الأهالي بالبقاء ضمن الأسرة السورية.

تشكيل الوفد الحكومي:

رافق الوزراء على اقتراح المتصرف أبو الخير الجندي في إرسال وفد حكومي إلى حوران، وأظهر رئيس الوزراء الدروبي استعداه ليكون على رأس هذا الوفد، هو ووزير الداخلية، وعبد الرحمن اليوسف باشا رئيس مجلس الشورى، ونظراً لنفوذه الكبير في حوران.

غادر الوفد الحكومي دمشق يوم الجمعة الحادي والعشرين من آب عام 1920 بقطار إلى حوران.

ضم الوفد كلاً من:

علاء الدين الدروبي رئيس الوزارة.

عبد الرحمن اليوسف رئيس مجلس الشورى

عطا الأيوبي وزير الداخلية

الشيخ عبد القادر الخطيب

الشيخ عبد الجليل الدرة

أحمد الخاني مرافق رئيس الحكومة

منير بدرخان

إلى جانب مفرزة قليلة العدد من شرطة الأمن العام(8).

متصرف حوران وتحذير الوفد من الزيارة

ولما وصل خير مغادرة الوفد إلى متصرف حوران أبو الخير الجندي أبرق إللى وزير الداخلية يعلمه بأن الشعب في هياج، وأن الوضع الراهن يستوجب تأجيل الزيارة ريثما تهدأ الحالة، ولما علم بإصرار وزير الداخلية على المجيئ عززها ببرقية ثانية أوضح فيهاا خطورة الحال وضرورة العدول عن الزيارة مؤقتاً.

وصلت برقية أبو الخير الجندي الأولى إلى وزير الداخلية بينما الثانية لأمر ما تأخر تسليمها دقائق معدودة كان خلالها الوفد قد غادر دمشق(9).

في محطة خبب

غادر الوفد العاصمة دمشق ولما وصل الوفد بالقطار إلى محطة خبب، تقدم أحد وجهاء القرية مصافحاً صديقه عبد الرحمن باشا اليوسف وأخبره بخطورة المقررات التي خرج بها المجتمعون في إربد، ونصحه هذا الوجيه بالعدول وأخوانه عن مواصلة السفر، إلا أن اليوسف لم يأخذ بالنصيحة لاعتقاده وإيمانه بنفوذه على الحورانة.

في خربة غزالة:

تحرك القطار حتى خربة غزالة، حيث كان الحشد عظيماً مسلحاً بمختلف أنواع الأسلحة. ولما تقدم أحد الحورانيين المجهزين بالسلاح من باب أول غرفة من غرف القطار، صادف فيه أحد الجند، فظنوا فيه سوءاً وقتله أحدهم بطلقة نارية، فقابل ذوو القاتل بالمثل وتبولدت الطلقات من الفريقين، قتل بها الجنود الثلاثة وبعض المهاجمين.

فشبت نار الثورة والحماس في نفوس الأهلين وأخذوا يفتشون عن أركان الوفد الذين نزلوا في الصالون الملحق بالقطار. فذهب عبد الرحمن باشا إلى منزل مدير المحطة، الكائن في الطابق العلوي من مكتبه، وبينما كان الرئيس الدروبي يتبعه أصيب برصاصة ألقته أرضاً جثة هامدة، وتمكن أحد تجار دمشق، الموجود في المحطة، من الوصول إلى الوزير الأيوبي، وأخذه بيده وسار به إلى بيته حيث خبأه مدة من الزمن.

ولما علمت الجموع بمكان التجاء عبد الرحمن اليوسف صعدوا إليه وهاجموه بعنف، وأنزلوه إلى الطابق السفلي تحت الضرب واللكم ولم يكتفوا بقتله، بل قاموا بأفظع ضروب التنكيل به، قبل وبعد أن فارق الحياة(10).

رواية صحيفة لسان الحال:

أما صحيفة لسان الحال فروى مراسلها الحادثة على الشكل التالي: (حال وصول الوفد إلى خربة غزالة قابلهم بعض العربان وأسمعوهم كلاماً أليماً، فرد عليهم المرحوم عبد الرحمن اليوسف، وأنبهم على ما فاهوا به، فكان أن أحدهم اندفع عليه، وانزله من عربة القطار، ورماه إلى الأرض وأطلق عليه آخر عياراً نارياً في رأسه كان القاضي عليه.

ثم أقبل نحو 200 فارس بالسلاح الكامل وابتدأوا بإطلاق الرصاص على الوفد السلمي. أما عطا الأيوبي فقد استجار كما سبق فأجاروه وتولى أحد الزعماء حمايته ومنها توجه إلى حيفا)(11).

إلى درعا:

لم يكن في المحطة قوة عسكرية أو درك أو شرطة، ولم يخطر ببال أحد المسؤولين أن جموع الحورانيين تحتشد سراً بالقرب من محطة خربة غزالة والقليلة الأهمية، ولما لم يجد مدير المحطة وغيره من بعد الحادث فائدة لتوقف القطار، تحرك باتجاه درعا مسرعاً بكل طاقته.

في درعا لما وصل القطار إلى محطة درعا، لم تكن أقل هياجاً من حشد قرية غزالة فعلت الأصوات أن أنزلوا الشخي عبد القادر الخطيب، ولكن الشيخ الفطن والحذر لم يكن ظاهر الآثر وبفضل تستره بين المسافرين إلى حيفا، وحين لمح مهاجموا القطار الشيخ عبد الجليل الدره، ظنوه الشيخ عبد القادر الخطيب وصاحوا به”ويحكم! أنا الشيخ عبد الجليل الدره، معلم أبنائكم عدة سنين في درعا وغيرها من قرى حوران، أتسبوني الآن؟ سامحكم الله: أين أولادكم تلامذتي ليعرفوكم بي؟”

ولما اقتنع المهاجمون بصحة هويته سكنت ثائرتهم وخف روع ضيوف القطار، وتحرك القطار باتجاه حيفا، بينما قام المهاجمون بتخريب سكة الحديد، وقطعوا الاتصالات البرقية.

القوات الفرنسية:

ما أن وصلت أبناء الهجوم إلى القوات الفرنسية إلى أن خفت إلى مطاردة المهاجمين، ونشر الجنرال غوابيه منشوراً على أهالي حوران يعلمهم أن كل قرية تظهر أقل عداء للأفرنسيين تهدم برمتها، وأن كل حادث يقع يسأل عنه جميع أهالى القرى المجاورة.

عطل المهاجمون سكة الحديد وقطعوا المواصلات البرقية والهاتفية وعلى أثر ذلك جهزت السلطة الأفرنسية حملة عسكرية كبيرة لإخضاع حوران زحفت من دمشق في شهر آب، فكمن لها الحوارنة ولاقوها في الكسوة التي تبعد خمسة عشر  كيلو متراً عن دمشق من جهة الجنوب، فدارت معركة شديدة بين الطرفين انتهت بتغلب الحملة الأفرنسية على أولئك الثوار الذين أبيد منهم الكثير من جراء هول القنابل التي كانت تصلبهم بها الحامية.

وقد واصلت تقدمها نحو الأمام حيث اصطدمت مع الحوارنة في قرية “المسمية” واستطاعت أن تشق لنفسها طريقاً، وللمرة الثالثة عاد الثوار إلى قتالها ومهاجمتها في قرية غباغب.

وفي يوم 1 اكتوبر وصلت هذه الفرقة إلى درعا بعد أن اشتبكت مع الحوارنة في مواقع عديدة، فكانت الغلبة دائماً لهذه الحملة.

وسرعان ما أعلنت حوران خضوعها واستسلامها بعدما دمرت طائرات الأفرنسيين القرى المجاورة وأزهقت فيها نفوساً  كثيرة.

وهكذا فرضت السلطة على حوران الشروط الآتية فقبلتها مرغمة، وهي كما يلي:

1- إعادة الأشياء التي نهبت من القطار يوم 21 اغسطس.

2- دفع دية الوزراء المتقولين، وقدرها عشرة آلاف ليرة ذهباً عن كل و زير وسبعة آلاف ليرة ذهباً للضابط  الإيطالي و 2500 ليرة ذهباً لـ وحيد عبد الهادي، و 500 ليرة ذهباً عن كل جندي مقتول.

3- إعطاء الضمانات الكافية لعدم ارتكاب إعتداءات جديدة على الجيوش الأفرنسية في غدوها وترحالها.

4- دفع مئة ألف ليرة ذهبية غرامة حربية.

وقعت في حوران كثيراً من الحوادث المؤذية من قبل الأفرنسيين كاحراق البيوت والبيادر ونهبها وتدميرها.

ولما أطلعت لجنة الاتحاد السوري بمصر على هذه الأعمال المروعية المنافية للعدالة أرسلت يوم 23 أيلول 1920 الاحتجاج التالي إلى رؤساء حكومات الحلفاء ومجالسها النيابية، وصحفها المشهورة، ورئيس الولايات المتحدة ومجلس الشيوخ فيها، ووزعته على كبريات الصحف، وهذا نصه: ( ذهل السوريون لقراءة البلاغات الأفرنسية الصادرة في 27 اغسطس وأول سبتمر سنة 1920 المنبئة بتدمير الجيش الافرنسي تدميراً منظماً لمقاطعة حوران الزراعية وتخريب الطائرات للقرى وقتل النساء والأولاد دون ما شفقة أو رحمة.

نحن نستصرخ الأمم المتحدة، ومنها الأمة الأفرنسية التي هي ضد هذه الأعمال الوحشية والتي يقصر عنها الوصف وتورث الأحقاء بإطالة زمن القتال”.

في يوم العشرين من أيلول عام 1920 أعدم في دمشق ثلاثة من الحوارنة وههم: (عوض صلاح الدين المصري، حسين الحاج يوسف عيسى، زعل اليوسف)، بتهمة إغتيال الوزراء يوم خربة الغزالة(12).

موقف الجنرال غورو:

أرسل الجنرال غورو المندوب السامي للجمهورية الافرنسية في سورية وكيليكيا وقائد جيش الشرق العام برقية  إلى أعضاء حكومة دمشق وأسر علاء الدين الدروبي وعبد الرحمن باشا يوسف إثر حادثة خربة غزالة، جاء فيها: ( لقد ساءني أني فوجئت بمصرع علاء الدين بك الدروبي رئيس مجلس الوزراء، وعبد الرحمن بك اليوسف رئيس مجلس الشورى، وإني أعرب لأعضاء حكومة دمشق ولأسرتيهما الكريمتين عن عواطف التعزية الخالصة). وأضاف غورو في البرقية: (إني أواسي جميع الذين كانوا يحبونهما ويجلبون قدرهما من الأهلين والخلان، وأشارك في الأسف سائر من يعملون قدر الخدمات التي قاما بها للبلاد)(13).

وعندما زار الجنرال غورو دمشق للمرة الثانية في الخامس والعشرين من تشرين الأول عام 1920 حاول وفد وصل إلى دمشق قادماً من حوران لمقابلته، إلا أن الجنرال رفض استقبال الوفد الحوراني بينما استقبل الوفد الذي جاء من السويداء، وضم الوفد الحوراني وجهاء من حوران على رأسهم : (عبد الرحمن الرفاعي، سعد الدين المقداد، فاضل المحاميد، محمد الزعل، أحمد الرفاعي، زعل عبد الغني، مطلق المزيد، فارس الصالح، فارس الأحمد الزعبي)(14).

في العشرين من أيلول أعدمت السلطات الفرنسية ثلاثة أشخاص من الحوارنة ثبت اشتراكهم في مقتل الرئيسين الدروبي واليوسف. وفي الثالث والعشرين من الشهر المذكور أصدرت وزارة الداخلية بلاغاً جاء فيه:”أن حوادث حوران تعتبر منتهية وأن المشايخ والزعماء وقفوا على جميع الشروط التي طلب تنفيذها قائد الحملة الفرنسية”.

كما اتهمت السلطات الفرنسية بعض الوطنيين الذين التجأوا إلى حوران مثل رشيد طليع بتحريض البدو وبعض الدروز على الحكومتين البريطانية والفرنسية(15).

نجاة الضابط الفرنسي:

واستطاع المسيو بول غوتيه الضابط الفرنسي الذي رافق الوفد في القطار  النجاة. فعند الهجوم تولى أحد رجال الشرطة العربية واسمه عثمان القوتلي إنقاذه، فأنزل عنه قبعته، وبدل زينه حتى لا تعرف جنسيته، ونزل به من باب الصالون الثاني، وسارا على الأقدام حتى درعا، وهناك التجئا إلى أحد المطاعم واختفيا في غرفة من الغرف. وفي الصباح غادرا درعا سيراً على الأقدام إلى المزيريب ومنها إلى قرية أمطره فالرمثه بالحواره(16).

عودة الوزير الأيوبي

أما الوزير الأيوبي الذي بقى عدة أيام متخفياً عن الأعين، فقد تمكن من الوصول إلى حيفا بفضل أصدقائه الأوفياء، ثم جاء بعد أسبوعين بحراً إلى بيروت ومنها إلى دمشق، حيث استقبلت الحكومة والسلطة واحتفى به الناس(17).


الموقف من حادثة خربة غزالة ومقتل الوزراء وتطوراتها:

موقف أهالي حوران من الحادثة:

أرسل فريقاً منهم وفداً إلى حيفا لمفاوضة السلطات البريطانية وطلب معونتها في العتاد والمال للقيام بمقاومة الفرنسيين، كما طلبوا حماية بريطانيا.

رغم أن المندوب السامي في فلسطين صرح لوفد من حوران جاء لنفس الهدف أن إنكلترا لا تتدخل باللاد التي أقيمت فرنسا وصية عليها(18).

قدم الشيخ عبد المجيد الفيصل خضوعه إلى قائد الحملة الفرنسية الأفرنسية في حوران، وهو يحمل عريضة موقع عليها من كثير من رؤساء الثائرين يظهرون فيها طاعتهم.

وذكرت صحيفة لسان الحال أن الشيخ إسماعيل الحريري والشيخ إبراهيم وسعد الدين المقداد، وفاضل المحاميد، وطلال أبي سليمان قد أعلنوا خضوعهم التام.

وأصدرت سلطات فرنسا بياناً جاء فيه أن زعماء القرى الثائرة قدموا عريضى طالبن يها الخضوع التام، وقد استقبلهم قومندان الجيش الفرنسي في شيخ مسكين وسيرسلهم في آخر هذا الاسبوع إلى دمشق وهكذا انتهت مسألة حوران.

موقف الدروز في السويداء:

قدم إلى دمشق حضرة الشيخ محمود أبو فخر ومعه الشيخ صالح هلال والشيخ سبلي شيا وقد أوصلوا كتاباً من سليم الأطرش حاكم جبل الدروز إلى القائد الفرنسي في حوران “إبان استعدادات الدروز” للهجوم على حوران فاجابه القائد الفرنسي بوجوب الانتظار لأن الحورانيين بدأوا بالتسليم والطاعة.

وقد أبدى دروز حوران كثيراً من الشهامة لأنهم جهزوا جموعهم واحتلوا ثلاث قرى في حوران، وضيقوا الخناق على الحوارنة، ويقدر عدد  بعشرين ألف نسمة.

وقد زار هؤلاء الدروز الكرام، أي الوفد دمشق عصر أمس القومندان كاترو والقومندان ارلايوس وقدموا فيه ما قام به من الخدمات الجلى في سبيل الافرنسييين فانسر جداً سعادته واثنى عليه ثناء عطرا(19).


(1) الجندي (أدهم)، تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي، صـ 177

(2) صحيفة لسان الحال- بيروت، العدد 4718- 8138 ،

(3) مرويات فارس الخوري حول حادثة خربة غزالة عام 1920

(4) الحكيم (يوسف)، سورية والانتداب الفرنسي، صـ 34

(5) ذكرت صحيفة بريد اليوم أنه في يوم الثلاثاء السابع عشر من آب وصل قطار إلى درعا قادما من دمشق وكان يقطر عربة فيها خيول للسلطات الفرنسية. ولم يكد يقف القطار في درعا إلا وهجم عليه عدد غفير من الحوارنة المسلحين وهددوا موظفيه بالقتل إن لم يتخلوا عن عربة الخيول، وكان القطار بدون حماية، وخشي الموظفون من النتائج واضطروا لتنفيذ طلب المسلحين. وما كاد الخبر يصل إلى دمشق حتى أوفدت الحكومة رئيس النظار علاء الدين الدروبي على راس وفد حكومي لرد العربان عن أعمالهم الفوضوية ويسترجعوا الخيول. وما كاد الخبر يصل إلى دمشق حتى أوفدت الحكومة رئيس النظار علاء الدين الدروبي ليردوا العربان عن أعمالهم الفوضوية ويسترجعوا الخيول. انظر: صحيفة بريد اليوم- القدس، العدد 28 الصادر في الرابع والعشرين من آب عام 1920م.

(6) صحيفة مرآة الشرق- القدس، العدد 48 الصادر في يوم الأربعاء الخامس والعشرين من آب عام 1920م.

وصحيفة الأخبار- يافا، العدد 1045 الصادر في يوم الخميس السادس والعشرين من آب عام 1920م.

(7) الجندي (أدهم)، تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي، المصدر نفسه،صـ 177

(8) العياشي (غالب)، الإيضاحات السياسية وأسرار الإنتداب الإفرنسي في سوريا، صـ 195

(9) الجندي (أدهم)، تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي، المصدر نفسه صـ 177

(10) الحكيم (يوسف)، سورية والانتداب الفرنسي، صـ 35

(11) صحيفة لسان الحال- بيروت، العددد 470 – 8120 الصادر في يوم الخميس السادس والعشرين من آب عام 1920م.

(12) مرويات غالب العياشي حول حادثة خربة غزالة عام 1920

(13) نص تعزية الجنرال غورو بـ علاء الدين الدروبي واليوسف عام 1920

(14) صحيفة 1920 – الجنرال غورو في دمشق يرفض مقابلة وفد حوران عام 1920

(15) صحيفة لسان الحال- بيروت، العددد 471 – 8121 الصادر في يوم السبت الثامن والعشرين من آب عام 1920م.

(16) صحيفة لسان الحال- بيروت، العدد 476- 8126 الصادر يوم السبت الرابع من أيلول عام 1920م.

(17) الحكيم (يوسف)، سورية والانتداب الفرنسي، صـ 37

(18) صحيفة لسان الحال- بيروت، العددد 471 – 8121 الصادر في يوم السبت الثامن والعشرين من آب عام 1920م.

(19) صحيفة لسان الحال- بيروت، العدد 4717  الصادر يوم السبت الثامن عشر من أيول عام 1920م.


انظر:

مرويات فارس الخوري حول حادثة خربة غزالة عام 1920

مرويات غالب العياشي حول حادثة خربة غزالة عام 1920

صحيفة 1920 – الجنرال غورو في دمشق يرفض مقابلة وفد حوران عام 1920



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى