بدر الدين تلجبيني: تاريخ الفن التشكيلي في مدينة أعزاز

بدر الدين تلجبيني –  التاريخ السوري المعاصر

مرَّ على مدينة اعزاز فنانون من أبنائها مختلفوا الهوايات، منهم من رسم لوحات فنية، ومنهم سكب خطَّه الجميل على اللافتات واللوحات الإسمية، ومنهم من زيَّن برسومه أبواب حجيج بيت الله الحرام ، ومنهم من كان يصنع أشكالا خشبية ويبدع في الزخرفة والرسم على الزجاج.

ونذكر من هؤلاء الفنانين المبدعين :

1 ـ المرحوم الأستاذ أحمد الشوا ( أبو وليد ) :

الخمسينات والستينات كان يقوم بالتدريس في مدرسة ابن المقفع وكان من أصحاب الفضل في تعليم الأجيال ، كما وكان ايضاً من أهم الرسامين والخطاطين في المدينة ، فكان يكتب على اللافتات التي تستعمل في المناسبات والإحتفالات الرسمية ، ويرسم على أبواب حجاج بيت الله الحرام صورة الكعبة المشرَّفة محاطة بآيات قرانية ، فيكتب عبارات (حجاَ مبروراَ وسعياَ مشكوراَ وذنبا مغفورا وتجارة لن تبورا ) ، ويكتب بخط جميل أيضاً على الجدار الخارجي بحروف كبيرة عبارات (اهلاَوسهلاَ بزوار قبر الرسول ) و ( هنيئاَ لمن قد حاز حجاَ وعمرة وزار نبياَ شافعاَ مبرورا ) فترك آثاره الجميلة على الكثير من أبواب منازل مدينة أعزاز .

ولم نستطع للاسف الحصول على أي أثر فني للمرحوم تغمده الله برحمته .

2 ـ الأستاذ أحمد علي حنو :

درس في دار المعلمين بمدينة حلب واختصَّ في الرسم والموسيقا، درس في معهد الفنون الجميلة بحلب ورسم بريشته المبدعة الكثير من اللوحات الفنية الرائعة التي ظهر فيها ذوقه الفني ، وشارك بالعديد من المعارض الفنية في مدينة اعزاز وخارجها ففي عام 1976 اقام معرضين في المركز الثقافي العربي باعزاز فعرض حوالي الاربعين لوحة من انتاجه وأقام معرضا اخر في مدرسة ابن زيدون للبنات . وفي مجال التعليم مارس مهنة التدريس وكان موجها في ثانوية اعزاز ثم موجها تربويا في مدارس المنطقة.

وفي مجال الموسيقا اتقن العزف على آلتي العود والكمان بتميزٍ ومهارة ، إضافة الى امتلاكه صوتاً جميلاً تزينه الدراية بالمقامات الموسيقية ، وفي مرحلة التقاعد قام بافتتاح استديو للتصوير الفوتوغرافي كان يمضي فيه وقتا يتسلى به في ممارسة هوايته في التصوير .

فكان معلما ومبدعا في كل مجال . متعه الله بالصحة والعافية وجعله قدوة ومثالا للأجيال .

3 ـ المرحوم الاستاذ اياد جنيد بكار :

كان الأستاذ إياد ذو معشر جميل وابتسامة مضيئة وخلق رفيع ، يشهد له فيه كل من عاشره ، وكان لديه ريشات ثلاث ابدع فيها ، ريشةٌ علَّم بها الأجيال وأنار لهم درب المعرفة ، وريشةٌ رسم بها أجمل اللوحات الفنيَّة والمناظر الطبيعية ، وريشةٌ عزف بها في شبابه على آلة العود أجمل الألحان . تغمده الله برحمته واسكنه واسع الجنان.

4 ـ الفنان الأستاذ فوزي محمد حاجوله :

ولد في مدينة اعزاز عام 1949 ودرس فيها ، عشق الرسم منذ نعومة أظفاره فانتسب الى معهد ( فتحي محمد ) للفنون التشكيلية في مدينة حلب وحصل من هناك على الخبرة التي أكسبته ريشة مبدعة استقت مواضيعها من آلام وآمال المجتمع ، فكانت لوحاته زاخرةً بالمعاني والإحساس الفني المرهف ، وما زال الاستاذ فوزي يمارس فنَّ الرسم حتى اليوم ، ويقوم حالياَ بتوثيق تجربته الفنية . زاد الله في عطائه .

5 ـ الأستاذ حسام بدر الدين تلجبيني :

مدرس رسم أكاديمي ولد عام 1988 ودرس في كلّية الفنون الجميلة بحلب وفي معهد ( فتحي محمد) ، رسم لوحات من مختلف المدارس الفنية وأبدع في مجال الرسم على أوراق الأشجار والرسم بالملح فأنتج لوحات مميَّزة جميلة ومعبرة . شارك في العديد من المعارض ويعد لإقامة معرض للرسم بالملح والرسم على ورق الشجر زاد الله في عطائه .

6 – الأستاذ زكريا علي غرير :

فنان متنوِّع النشاطات مارس الرسم والخط العربي فرسم لوحات مفعمة بالذوق الفني والإحساس الرائع وكان بارعاً في الخط العربي ضمن قواعد وضوابط باسلوبه الخاص ، ويعتبر في هذه الحقبة من افضل الخطاطين في المدينة. وقد قام برسم وتخطيط قبة وجدران جامع الميتم بأعزاز فتميزت رسومه بالذوق الفني والحرفية.

وكان الى جانبه في العمل الفنان الأستاذ (بشير علي بشير) الذي ساهم معه في الرسم على جدران وسقف قبة جامع الميتم فكان له لمسات جميلة. بارك الله بجهودهما .

7 ـ الأستاذ عبد الله القرقوبي :

كان معلماَ وشاعراً ورساماً في آن واحد ، صديقاً للأطفال رسم لهم الكثير من اللوحات الجميلة ، شارك في العديد من المعارض الفنية ونال العديد من الجوائز واوسمة التكريم . ادام الله عطاءه .

8 ـ الأستاذ عبد الرزاق التاجر :

ابن مدينة اعزاز ابدع في فن الرسم والخط العربي فرسم وخطط اكثر من 400 لوحة بأشكال وأساليب مختلفة ، وكان له ريشة مبدعة في كتابة الشعر العمودي فقدَّم احلى القصائد وما زال مستمراَ حتى اليوم .

٩ – الفنان الاستاذ بشير علي بشير :

فنان رسم العديد من اللوحات وشارك في زخرفة وتخطيط جدران وقبة جامع الميتم برفقة الاستاذ زكريا غرير . ادام الله عطاءه.

10 – الفنان ابراهيم بدري دحليك

من ابناء مدينة اعزاز مجاز بالتدريس لفن الرسم وعندما كان طالبا قام برسم صورة للمركز الثقافي عبارة عن صورة نصف امرأة ونصف حصان تحمل قيثارة ، فكانت بواكير اعماله الفنية . وقد رسم فيما بعد العديد من اللوحات ونال العديد من الجوائز .

زاد الله بعطائه .

11 ـ الأستاذ عدنان الحمد :

والاستاذ محمد سليمان :

كانا مشتركان معا في اعمال فنية عديدة ، يبدعان في رسم اللوحات وتخطيط اللافتات وتصميم الإعلانات التجارية

كان الاستاذ عدنان مدرساَ في ثانوية عبد الله رجب قام برسم العديد من اللوحات الجميلة المعبرة وبرع في التخطيط وكانت له لوحات حروفية تشهد على مقدرته وموهبته .

وللأسف لم نتمكن من الإتصال بأي منهما لنطلب منه لوحات فنية نضعها في المنشور . وفقهما الله وسدّد خطاهما .

12 ـ المرحوم الأستاذ زكريا جباره :

كان أميناَ للسر في ثانوية اعزاز منذ السبعينات ، وكان يخطط اللافتات للمدرسة في الاعياد القومية والمناسبات الرسمية ، وكان يرسم على أبواب حجاج بيت الله الحرام ، وقد افتتح ستوديو تصوير في الحي الجنوبي من مدينة اعزاز . رحمه الله .

13 ـ المرحوم رشاد كريدي :

كان يرسم على الخشب ويحفره بالمنشار وينتج من الخشب المعاكس مساجد وبراويز وصور رائعة .

في النهاية اقول :

إنها ريشات أبناء بلدي ، رسموا وخططوا فأبدعوا ، رحم الله الراحلين منهم وأسبغ ثوب الصحَّة والعافية على الباقين . زاد الله في عطائهم وادامهم سالمين بقدرة رب العالمين .

وفيما يلي نعرض صور الفنانين وتحت صورة كل منهم مجموعة من لوحاته :