كلمة الجنرال ده لاموط في احتفال رفع علم دولة حلب على دوائر الدولة لأول مرة في الخامس عشر من كانون الثاني عام 1921م.
نص الكلمة:
ياصاحب الدولة، أيها السادة،
ليست حفلة اليوم إلا التتمة المجيدة لتلك التي عيدنا بها استقلال حلب فنحن هنا نرفع بالإكرام علم الدولة الجديدة الذي هو رمز مقدس يرمز منذ الحين إلى وطنكم الذي حرر وخطا إلى الرقي.
يودي لو كان لي خيال الشعراء السامي فالكلمكم عن العلم وأعرض أمامكم الأفكار عن العلم وأعرض أمامكم الأفكار العالية التي يثيرها القلب الخافق في الضلوع يستطيع فهم ما هو العلم حيننما تحييه نغمات الموسيقى وتنكس أمامه السيوف إجلالاً وتكشف الرؤوس احتراماً أو حين بين ضباب دخان البارود يلوح في مقدمة الجنود فترتفع نحوه اهتفة أولئك الذين لأجله يقدمون تضحية نفوسهم وعلى الموت.
أيها السادة،
إن بياض علمكم الزاهي يعيد لكم ذكرى الماضي المجيد، وذكرى حلب البيضاء، حلب الشهباء، وهو يرمز إلى المستقبل بأنجمه الذهبية الثلاث رمز السناجق الثلاثة، والتي ان وفق الله ستضاف إليها قريباً أنجم جديدة لامعة).
إن في زاويته المثلثة والألوان إشارة النجاح الأعظم قبلتم أن تقودكم إليه وفيه ترجمان عواطف حبكم لفرنسا تلك الشقيقة الكبرى البعيدة التي تمد إليكم يد الإخاء من وراء البحار الواسعة ولم يكن لها من دليل تقيمه برهاناً على عطفها عليكم وحبها لكم أعظم من سماحها لكم بأن تزينوا علمكم المجيد بألوان علمها المنصور.
أخفق كما تموجك الرياح يا علم حلب، وكن ذلك الرمز الشريف الذي يقف أمامه الشعب بكليته وينظر إليه بعين الحب والإيمان يا علم عند مرآه يبطل كل شقاق وتمهى من القلوب كل عاطفة غير عاطفة الغيرة الحارة على الوطن.
كن رمز السلام وأية المجد والنجاح والرقي. وإذا يا علم يلحق بالوطن الخطر، فكن راية البطولة، وقد هم إلى النصر، ولا تلطخ بياضك النقي وصمة عار، كن يا علم حلب، إلى الأبد جديراً بعرابك العلم المثلث الألوان.
فلتحييى حلب.. وليمجد علمها الكريم)(1)
(1) جريدة حلب، العدد 179 الصادر في يوم الاثنين السابع عشر من كانون الثاني عام 1921م.
انظر:
