من الصحافة
صحيفة 1931- ماذا عن الحدود التركية – السورية؟
جرت في عام 1931 عدة تجاوزت قام بها الجنود الأتراك على الأراضي السورية على الحدود مع تركيا.
صحيفة التقدم الصادرة في حلب في كانون الأول عام 1931م نشرت خبراً عن تلك التجاوزات والنزاع ما بين الجنود الأتراك والدرك في سورية.
نص الخبر كما نقلته صحيفة لسان الحال:
(لا نغالي إذا قلنا أن الأراضي السورية على الحدود هي بنظر الأتراك وجنود الأتراك أراضي لا حرمة لها ولا كرامة لأصحابها وحماتها فهم – أي جيراننا الأتراك- يدخلونها متى يشتهون ثم يولون وجوهم شطر أراضيهم التي هي بنظرهم كقصر السلطان في عهد الحميد من دنا منه أطبقت أنفاسه ومن تطلع إليه سحق رأسه!
بالأمس كمن بعض محافظي الجمرك السوريين بالقرب من الحدود التركية لجماعة من مهربي البضائع الأتراك كانوا عازمين على اجتياز الحدود ببضائعهم المهربة إلى الأراضي السورية. فساء ذلك محافظي الجمرك الأتراك فما كان منهم إلا أن أمطروا زملائهم السوريين وابلاً من رصاص بنادقهم ولولا لطف الله لقضي عليهم.
ولماذا فعل هؤلاء الموظفون الأتراك ذلك؟؟ لأن الكامنين للمهربين كانوا على استعداد لإلقاء القبض على بعض المهربين من التبعية التركية! ولأنهم كانوا كامنين لهم بالقرب من الحدود التركية! وهذا إثم فظيع يستحق الغضب والاعتداء بنظر هؤلاء الأتراك!
واليوم يرى بعض جنود الأتراك جماعة من السوريين داخل أراضيهم فيظنونهم من المهربين وينطلقون في أثرهم مجتازين الحدود وعابثين بحرمة الحدود ويقذفونهم برصاص بنادقهم ثم يعتقلونهم ويعودون بهم إلى داخل الأراضي التركية.
وقد اتفق في تلك الأثناء مرور دورية من فرسان الدرك السوري فشاهدوا جنود الأتراك داخل الأراضي السورية قابضين على أعناق بعض السوريين وسائرين بهم فأسرعوا يريدون منعهم، ولكن الجنود كانوا قد اجتازوا الحدود قبل وصول فرسان الدرك الذين وقفوا عند الخط الفاصل بين أراضينا وأراضي جيراننا لا يتجرؤون على اجتيازه أو الدنو منه لأنهم يحترمون نصوص المعاهدة ويقدسون حرمة الجوار.