بطاقات بحث
عارف والغولة – من حكايات غوطة دمشق
عارف والغولة أو رافع والغولة- من حكايات غوطة دمشق
الراوي من البقاع في لبنان
توثيق الباحث نزار الأسود.
كان في قديم الزمان، عائلة مؤلفة من أب وأم وسبعة أولاد وطفلة رضيع قد رزقهم الله تعالى أرضاً كبيرة، ترعى فيها ماشية كثيرة.
كان الأب في كل يوم، يفقد جدياً صغيراً من حلاله، فيفكر فيمن أخذ الجدي وأكله، في ضيعة كبيرة مثل ضيعته. حتى إنه بات في الحظيرة أياماً، ولكن بلا فائدة؟ فقد كان النعاس يغلبه ويؤكل الجدي. ونامت زوجته، ثم أولاده السبعة في الحظيرة دون أن يعرف الفاعل.
أما الولد الأصغر عارف، فقد كان ابناً صالحاً باراً بأبيه، وعندما جاء دوره، هداه تفكيره إلى أن يحضر برميلاً إلى الحظيرة، حيث ثقبه من أسفله ثقباً صغيراً، وملأه بالماء المالح. ثم استلقى عارف تحت البرميل، فكان كلما غلبه النعاس، وأغمضت عينيه، سقطت نقطة ماء مالح، فانتبه من نومه، وهو يعرك جفنيه.
وإذا بأخت عارف (الرضيع) تأتي في منتصف الليل، وتمسك بجدي وتشقه نصفين، وتأكل كل شق بلقمة.
ولما أشرقت شمس الصباح، ذهب عارف إلى أبيه وأخبره بما رأى فلم يصدق الأب كلام ابنه. إلى أن سهر في الحظيرة، ورأى ابنته بأم عينيه، ومن يومها صار الأب يربط ابنته ويكتفها بحبل، ليلاً ليمنعها من النهوض وأكل الجدايا.
وبعد مدة من الزمن، سافر عارف ليعمل خارج ضيعته، وليكسب قوت يومه بعرق جبينه. وبعد سنوات سمع الناس يتحدثون عن أخته، ويقولون إنها كبرت وأصبحت غولة، وأكلت الناس والمزروعات والماشية في ضيعته.
قال عارف: إن فرسي له ثلاث أرجل، وكان يدرك أن الغولة قد أكلت الرجل الرابعة. ثم قالت الغولة: أفرسك برجلين اثنين، أم بثلاث أرجل؟ فقال لها: بل فرسي برجلين اثنين.
إلى أن قال لها: فرسي برجل واحدة، بل فرسي ليس له أرجل، وليس له رأس، بل أنا قد جئت ماشياً، انظري إلى قدمي. فرفعت الغولة رأسها، لتنظر إلى قدمه التي جاء عليها فتساقطت عليها الصفوة فأعمتها. وشدّت الغولة الحبل، فوقعت المدخلة فوق رأسها وداخت ثم سقطت على الأرض مغشياً عليها.
هرب عارف، وشرع يجري بسرعة فائقة، إلا أن الغولة أفاقت من غشيتها ولحقت به. فألقى عارف الخاتم من يده وقال: ياسباع ياضباع صاحبكم سوف تأكلها الغولة، ثم اختبأ في شجرة كبيرة.
حوّلت الغولة يدها الأولى إلى منشار، ويدها الثانية إلى بلطة. وأخذت تقطع الشجرة. قال عارف للشجرة: ميلي على أختك، ميلي، ياما سقيتك بمنديلي..
فمالت الشجرة على الغولة..
وأخيراً قال عارف للغولة: انظري، هذا خيّال يأتي على فرس. نظرت الغولة، فإذا بالضباع والسباع تأتي إليها وتقرقشها. فقال لهم عارف: كلوها وقرقشوها، ودمها الذي يصل إلى الحجر، كلوه مع الحجر.. وهكذا ماتت الغولة وارتاح الناس من شرورها..
وتوتة توتة خلصت الحتوتى
أخت عارف نصفها جنية ونصفها أنسّية.
انظر:
جرة الزيتون – من الحكايات الشعبية الشامية
من الحكايات الشعبية الشامية – شجاعة حطاب
من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة
من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”
من الحكايات الشعبية الشامية – زهرة الرمان
البنت الصالحة – من الحكايات الشعبية الشامية
الخضر – من الحكايات الشعبية الشامية
الأب الظالم – من الحكايات الشعبية الشامية
أبو كاترينا – من الحكايات الشعبية الشامية
كل شيء أساسه النساء في هذه الحياة – من الحكايات الشعبية الشامية
الصندوق – من الحكايات الشعبية الشامية
الغبي – من الحكايات الشعبية الشامية
البنت الشريفة – من الحكايات الشعبية الشامية
المعلاق – من الحكايات الشعبية الشامية
الأميرة التقية – من الحكايات الشعبية الشامية
رغيف خبز – من الحكايات الشعبية الشامية
نعيم ونعيمة – من الحكايات الشعبية الشامية
ثلاث ليمونات – من الحكايات الشعبية الشامية
الخبز والملح – من الحكايات الشعبية الشامية
الرجل الفقير- من الحكايات الشعبية الشامية
قمر الزمان – من الحكايات الشعبية الشامية
السلطان وابنته الأميرة – من الحكايات الشعبية الشامية
رامي – من الحكايات الشعبية الشامية
جرة الملح – من الحكايات الشعبية الشامية
قصة الطفل الذي يحب الجوز – من الحكايات الشعبية الشامية
البنت الذكية – من الحكايات الشعبية الشامية
نص نصيص – من الحكايات الشعبية الشامية
الملك – من الحكايات الشعبية الشامية
العاقل والمجنون – من حكايات غوطة دمشق
هلال وملال ومزعزع الأرض في الجبال – من حكايات غوطة دمشق