من الصحافة
حديث سلطان الأطرش مع صحيفة ألف باء عام 1948
نشرت صحيفة ألف باء في العدد الصادر في الرابع من أيلول عام 1948م لقاء صحفياً مع سلطان الأطرش تناول فيها موقف الدروز من أحداث فلسطين، ونفى الأطرش اتهام الدروز في تقاعسهم عن القتال في فلسطين عام 1948م.
نص الحديث:
سلطان الأطرش ينفي تهماً ألصقت بموقف الدروز في فلسطين، ويقول أن لا حاجة إلى أقوال بعد أن أصبحت فلسطين على ما هي عليه الآن.
السويداء – مراسل ألف باء-
طلبت غير مرة إلى عطوفة القائد العم سلطان باشا أن يدلي برأيه في مشكلة فلسطين فكان عطوفته يجيبني بقوله : إننا في حالة هدنة مع العدو فيجب أن نتهادن في أقوالنا وتصريحاتنا.
وقد تشرفت بزيارة عطوفته أخيراً، وسألته أن يتفضل فيدلي برأيه في قضية فلسطين فقال: لقد سئمنا التصريحات ومللنا الأقوال التي لا تجدينا نفعاً، والأمر لا يحتاج إلى القول بعد أن أصبحت فلسطين على ما هي عليه الآن وما علينا إلا أن نجمع كلمتنا ونمتشق الحسام في وجه العدو الذي يهدد خطره جميع البلاد العربية، وأن نهب هبة واحدة لندرأ الخطر المحدق بنا ونذود عن وطننا ونحيا حياة شريفة أو نموت ميتة شريفة والعرب والحمد لله أقوياء في عددهم وعدتهم لا ينقصهم إلا الاتحاد.
فقلت لعطوفته: علمت أن المجاهد الدكتور أمين رويحة زاركم مؤخراً فهل من جديد؟
قال عطوفته: زيارة الدكتور رويحة لا تخرج عن كونها زيارة صديق وقد حدثني عن تهم باطلة يلصقونها بدروز فلسطين وأنا أستبعد هذه التهم وأدحضتها بقوة إيماني بالدروز في أي قطر كانوا، لقد قال الدكتور أن الدروز اتهموا بخيانة وجبن وتقاعس،والدروز لا يعرفون طريق الخيانة والجبن ولم يألفوا إلا الثورة في وجوه الأعداء وتاريخهم حافل بمآثرهم.
أما تقاعسهم عن القيام بواجبهم تجاه وطنهم الأول فيمكن أن يكون هناك تقاعساً صدر عن تأثيرات حزبية وصلت إلى نفوسهم بسبب حوادث الجبل فأشعلت نار الحقد على موقدي فتنة الجبل، ومع هذا فنحن لا نرضى من دروز فلسطين أن يوصموا بالتقاعس وقد كتبت إلى وجائهم أحثهم على الجهاد إلى جانب أخواتنهم بما فطروا عليه من شجاعة وعزيمة وأعلمتهم بعدم رضائنا عن تقاعسهم وكان بودي أن أصدر بياناً أدحض فيه هذه التهم، وأحث دروز فلسطين على الجهاد لكني أرجأت ذلك.