You dont have javascript enabled! Please enable it!
بطاقات بحث

الموقف الفرنسي من تتويج فيصل ملكاً على سورية وإعلان إستقلالها عام 1920

الموقف الفرنسي من تتويج فيصل ملكاً على سورية وإعلان إستقلالها عام 1920

أعلن في الثامن من آذار عام 1920 عن إستقلال سورية وتتويج الأمير بن الحسين ملكاً عليها.

أطلع فيصل بن الحسين الحكومة الفرنسية على خطوة إعلان الاستقلال عن طريق غورو. وأكد فيصل له عدم تعارض فكرة الاستقلال مع مصالح فرنسا في سورية. وأوضح له بأن قرار الاستقلال إستند على إعلان الحلفاء في الثامن من تشرين الثاني عام 1919م، كما أن اعلان الاستقلال يؤيد الصلات مع الحلفاء، ويطلب مساعدتهم، ورجاه إبلاغ الحكومة الفرنسية قرار الاستقلال(1).

وبذات الوقت أبلغ الكولونيل كوس وتالا من دمشق الجنرال غورو بنفس المعلومات والشروط التي يضعها فيصل للذهاب إلى أوربا، وهي استقلال العرب في سورية بما فيها فلسطين، والوحدة السورية، ورفض مطالب الصهيونية، استقلال العراق. وأبلغاه أنه من الواضح أن فيصل سيدخل في حسابه احتلال فرنسا للساحل، تمشياً مع رغبات المؤتمر السوري. كما أبلغاه عن تخوف فيصل من انفجار الموقف في دمشق لو سافر إلى أوربا.

أعلنت الحكومة الفرنسية مع الحكومة البريطانية يوم إعلان استقلال سورية في الثامن من آذار، بعد اجتماع برتلو بوزير الخارجية البريطانية، بأنهما ستقرران قريباً حل المسألة التركية، والقضايا العربية، وهما تدعوان فيصل للحضور إلى مؤتمر الصلح، وأن الحكومتين لا تريدان صراعاً، وأن مسؤولية كبرى تقع على فيصل، وأن مستقبل سورية قد يتغير بشكل جوهري، إذا اتخذ المؤتمر أي قرار غير مسؤول.

وأبلغ الجنرال حداد مندوب فيصل في لندن، أن يبلغه بأن أموراً خطيرة جداً قد تحدث إذا اتخذ المؤتمر السوري قراراً بدون موافقة فرنسا وبريطانيا(2).

غورو وفيصل بعد إعلان الاستقلال

أبلغ غورو في العاشر من آذار حكومته برسالة فيصل المؤرخة في الثامن من آذار، فأجابه ميلران في اليوم التالي، بأن إعلان فيصل لاستقلال سورية كأنه لا شئ، ولا قيمة دولية له، وأنه لا يعترف بالمؤتمر الذي أعلن ملكية فيصل، ولا يعترف له بأي حق في جزء من تركيا، كانت قد حررته قوات الحلفاء، وسوف يقرر مؤتمر الصلح كل شئ، كما لا يعترف للمؤتمر السوري بأي حق، وخاصة في ما يتعلق بلبلنان والمنطقة الغربية(3).

أرسل غورو برقية جوابية للأمير فيصل في الثامن عشر من آذار أخبره فيها بأنه لا يستطيع أن يحدد موقفه من إعلان الاستقلال السوري، إلا بعد أن يتلقى معلومات من حكومته بهذا الخصوص، لكنه وعده بأن يمنع خلال ذلك كل الأعمال المعادية له، مالم يظهر ذلك من طرف سورية أو أنصارها في لبنان(4).

كما طمأن غورو فيصلاً حول موضوع سفره إلى أوربا للمشاركة في مؤتمر الصلح، وطلب منه أن لا يخشى شيئاً في غيابه، وأن الحكومة الفرنسية ستقدم له كل مظاهر التشريف، التي لم تجرح كبرياء الشعب السوري، وإن لم تكن تشريفات ملكية. وأن يفعل الأمير وشعبه كل شي للحيلولة دون وقوع حرب، تكون كارثة على الطرفين، ومن ثم فإن علي فيصل أن لا يرفض دعوة مؤتمر الصلح(5).

الموقف في لبنان:

على الرغم من أن الحكومة الفرنسية أعلنت صراحة عدم اعترافها بمقررات المؤتمر السوري العام وتتويج فيصل وإعلان استقلال سورية إلا أنه تولد لديها خوف من نتائج هذه المقررات على إدارتها في لبنان، ما دعى الجنرال غورو لإصدار توجيه إلى المسيو لابرو حاكم لبنان الإداري لإصدار بيان يعلن عدم وجوب عدم تقيد الإدارة المدنية والمراجع المختلفة في لبنان بمقررات المؤتمر السوري العام.

وأصدر المسيو هذا البيان في الثالث عشر من آذار وأوضح فيه إلى المراجع اللبنانية أن فرنسا لم تصادق على قرار المؤتمر السوري وأنه ليس على هذه المراجع أن تنفذ الأوامر والتعليمات الواردة من حكومة فيصل في دمشق.

وأضاف البيان أن كل معاملة رسمية ترد من الحكومة في دمشق على هذا الشكل يجب تقديمها حالاً للحاكم الإداري من المرجع الواردة إليه(6).

 محاولات فيصل للحصول على الاعتراف الفرنسي

حاول فيصل مرة أخرى، الحصول على اعتراف فرنسا باستقلال سورية في الخامس والعشرين من آذار، وعبر عن شعور الأمة العربية الوليد تجاه فرنسا وبريطانيا، وقال بأن يحق للعرب اختيار حكامهم.. وهو  ينتظر رداً كي يسافر الى أوربا.

لكن شعور الجنرال غورو – دون أن يقدم أي تعهدات للأمير فيصل، والذي يبدو أنه من المستحيل أن يفعل ذلك- كان يتمثل بوجوب البحث عن صيغة للتفاهم، تقدر أن تمنع اللجوء إلى حل عسكري، لقضية عسكرية مستعصية على الحل في ذلك الوقت، لكن مثل هذه الصيغة للتفاهم كانت مستحيل(7).

ظل فيصل مصمماً على رفضه الذهاب إلى أوربا لحضور مؤتمر الصلح، مالم تتحقق شروطه السابقة، ونظراَ لذلك قررت الحكومات البريطانية والفرنسية حسم الموقف معه، واتخاذ إجراء واحد بالنسبة له.

فعقدت وزارة الخارجية البريطانية مع السفير الفرنسي في لندن إجتماعاً في الثلاثين من آذار، واتخذت القرارات التالية:

1- إبلاغ فيصل ثانية بأن مؤتمر الصلح هو السلطة الوحيدة التي تحسم الموقف في سورية.

2- سيعقد مؤتمر الصلح ثانية في التاسع عشر من نيسان 1920 في سان ريمو في إيطاليا.

3- يدعى فيصل للحضور، فإذا لم يستطع الحضور شخصياً، فيرسل مندوباً عنه، على ألا يكون نوري السعيد(8)، لأنه لا يملك السلطة اللازمة لذلك، ولأنه يحمل وجهة نظر المتطرفين، ومن المرغوب فيه أن يرسل فيصل أحد أخوته، كعبد الله أو آخر.

4- فإذا حضر فيصل أو أخ له إلى مؤتمر الصلح، فإن الحكومتين البريطانية والفرنسية، مستعدتان للاعتراف به ملكاً على سورية، ضمن بعض الشروط.

5- أول هذه الشروط أن ينتخب انتخاباً صحيحاً بطريقة دستورية، تثبت أنه ممثل حقيقي للشعب السوري، وليس فقط من قبل مجلس لا سلطة له ولا هو شرعي.

6- الشرط الثاني هو أن يكون فيصل مستعداً لعقد اتفاقات منفصلة مع فرنسا، بما يخص سورية ولبنان، ومع بريطانيا بما يخص فلسطين، مع ضمان فرنسا لإقامة حكم ذاتي في لبنان وإرسال المساعدين إلى سورية.

7- ليس من الضروري كما اقترح اللنبي في برقيته في الثالث والعشرين من آذار أن تناقش مسألة سورية وفلسطين في بحث المسألة التركية، لأن مستقبلهما لا علاقة له بها، وسيقرر ذلك باتفاق بين القوى المهتمة بذلك.

8- ونظراً للمصاعب على تشكيل نظام الانتداب على البلاد المختلفة، وإستحالة ذلك بالنسبة لمعاهدة السلم، فيجب أن تعقد عدة اتفاقات بين الحكومة الفرنسية والبريطانية والسلطات أو الحكومات العربية، وممثلي الصهيونية، وتوضع بشكل وثائق تحال إلى عصبة الأمم.

9- كان فيصل يتقاضى مبلغ 100 الف جنيه، مقسمة بين الحكومتين الفرنسية والبريطانية حتى نهاية كانون الأول 1919 الماضي، ومن المعتقد أنه لم يدفه له شي في عام 1920. ومن غير المرغوب فيه أن يدفع له، لأنه من الواضح أن الدولتين لا تدفعان شيئاً، لأحد مشغول بمحاربة قوات إحداهما، أو إتباع سياسة غير ودية أو مستقلة عنهما. فإن توصل مؤتمر الصلح لحل هذه الصعوبات مع فيصل، فإن الحكومتين مستعدتان لدفع المتأخر منذ أول سنة 1920، حتى توضع الإتفاقات موضع التنفيذ(9).


(1)  D.F Aff. Etr, Levant. 24, No 592- 595/ 6 (8 Mar) P.244.

جريدة العاصمة، عدد 113 الصادر في 5 نيسان 1920، نقلا عن سلطان (علي)، تاريخ سورية، صـ 292. )

(2)   D.F Aff. Etr, Levant. .24 PP. 207-208, 509 et 228 .

نقلا عن سلطان (علي)، تاريخ سورية، صـ 293

(3) D.F Aff. Etr, Levant. 25,P.5 D.F.G.Leveant, 8B2.

نقلا عن سلطان (علي)، تاريخ سورية، صـ 293

(4) من مجموعة أوراق عوني عبد الهادي (رسالة من غورو إلى فيصل، يهنئه فيها، ويذكره بأنه هو الذي أهداه الوسام في استراسبورغ. نقلا عن  سلطان (علي)، تاريخ سورية، صـ 292.

(5) F.O. 371/5034/P.138-139.

انظر ايضاً نص رسالة فيصل – الحكيم (يوسف)، العهد الفيصلي، صـ 149.

(6) بيان حاكم لبنان الإداري حول مقررات المؤتمر السوري العام

(7) سلطان (علي)، تاريخ سورية، صـ 294

(8) يذكر الدكتور علي سلطان أنه من الملاحظ أن التوصية بعدم إرسال السعيد ممثلاً لسورية، تخالف وجهة نظر غورو السابقة فيه، وكان غورو يعده أكثر المسؤولين في دمشق تفهماً وقبولاً بوجهة نظر فرنسا، ولم يبدُ على سلوك السعيد أنه انحاز إلى جانب المتطرفين، لكنه القصد من رفضه هو الإصرار على ذهاب فيصل أو أحد إخوته فقط، لأن المسألة تمس العلاقات مع الحسين وأولاده.  سلطان (علي)، تاريخ سورية، صـ 294.

(9) F.O. 371/5034

نقلا عن سلطان (علي)، تاريخ سورية، صـ 295



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى