وثائق سوريا
رسالة الطالب جورج جبور إلى همرشولد الأمين العام للأمم المتحدة عام 1956
رسالة الطالب جورج جبور الى همرشولد الامين العام للامم المتحدة عام 1956
ايها الأمين العام:
عندما تنزل من الطائرة وترسم على وجهك طيف ابتسامة اعذرنا اذا لم ترتسم على وجوهنا امثال ذلك الطيف.
عندما تغادر الطائر الميمون وتنتشر في عينيك ملامح الهناء اعذرنا اذا لم تنتشر في عيوننا تلك الملامح.
لاننا استقبلنا منذ زمن سلفك ورسم على وجوهنا أطياف الابتسام ونشرت في عيوننا ملامح الهناء وأكرمناه واحتفينا به وعلقنا على صدره أوسمة التقدير ولكن قناعه انكشف واذا بنا نرى وجهه الحقيقي واذا به وجه صهيوني لئيم ولا يزال_ ايها الأمين _في حلقنا من مأساة الامل شجى وفي حناجرنا غصة..
فاعذرنا ..اعذرنا اذا لحظت منا البرودة والفتور.
عندما يمضي بك روادك الى خيم تتلاعب بها الرياح وتعبث بكيانها الزوابع فلا تتحدث عن السلام بل عن الحق المهضوم وعن الباطل المسلح وتحدث عن رأيك في الحقد ،الحقد المرير الذي يسيطر على الملايين من العرب وتحدث عن البؤس المخيم على مليون عربي الذين شردتهم عن اراضيهم اطماع الدول الاستعمارية والصهيونية الباغية.
ايها الأمين:
عندما تقف على أحوال المليون عربي لاتهز كتفيك في لامبالاة وعدم اكتراث فكر في البؤساء لانك تمثل الانسانية ولانك مسؤول عنهم فهم حفنة من البشر.
وعندما تضيق بنظرات الازدراء والتحقير تنهال عليك فاعذرنا لان الهيئة التي تتولى امانتها لم تكن امينة على الحق..حقنا نحن العرب.
اعذرنا..اذا لم تمهد طريقك بالورود ولم تفرش دربك بالزهور ولم تعطر الاجواء باريج الفل والزنبق فليس في ايدينا ورود وازاهير وليس فيها فل او زنبق.
اعذرنا اذا لم تتحدث قلوبنا بغبطة اليك ولم يظهر في نفوسنا الانشراح اذ قلوبنا نفوسنا تنضح بالحقد.
وعندما تركب الطائر الميمون لابأس ان تنسى جراحاتنا واحزاننا لاننا لم نعد نؤمن بجدوى الادوية اذا لم تكن من صنع ايدينا!
الطالب جورج جبور