من مذكرات أمين أبو عساف (26): تشكيل أول كوكبة آلية وتعيين قائداً لها:
في العشرين من كانون الأول عام 1942 صدر أمر تشكيل الكوكبة الآلية في كتيبة المنطقة الشمالية أسندت قيادتها إلى الملازم الأول “أمين أبو عساف”، وقد جرى تشكيلها على الوجه التالي:
– رعيل قيادة آمره الرقيب الأول “فيليب”.
– رعيلان : مصفحان بإمرة الملازم “مترا” والكوكيل “بريرون”.
-رعيلان محمولان بإمرة الملازم “زيلكادار” والملازم “محمود شطرا”.
كان الملازم “محمود شطرا” والرقيب الأول “فيليب” سوريان وباقي آمري الرعائل فرنسيون.
استلمنا الآليات ولوزام الكوكبة وباشرنا التدريب بجد ونشاط. افتتحنا دورات (سائقين – رماة – مخابرين- دورات عرفاء ورقباء).
إن تشكيل وحدة آلية في قطعات الشرق الخاصة كان حديثاً ولا يوجد أخصائيون قديرون.
في الأول من تموز عام 1943 انتهت مرحلة التدريب، وأصبحت الكوكبة جاهزة لكل مهمة.
من الناحية الانضباطية كان الفرنسيون يتقبلون الأوامر بصعوبة. ولو كانت العناصر كلها سورية لكان المردود أفضل!
في الأول من أيلول عام 1943 أثناء مروري في جولة تفتيش في المرآب وجدت بقايا حبوب حنطة في إحدى سيارات النقل. سألت رئيس الحرس المسؤول. من أين أتت الحنطة إلى هذه السيارة؟ أجاب: لا أعلم! أعطيت أمراً بتبديله وإيداعه السجن حتى يقول الحقيقة؟ بعد مرور ساعتين طلب مقابلتي، سألني هل يمكنك حمايتي إذا قلت الحقيقة؟ أجبته طبعاً! قال : يومياً يأتي الملازم “مترا” والوكيل “بريون” بعد المغرب يأخذان سيارتين ويعودان عند الفجر وبها بقايا حنطة، لا نستطيع ردعهما ولا نعلم ماذا يفعلان.
استنتجت أنهما يقومان بتهريب الحبوب، إذ كانت الميرة تمنع التجارة بالحبوب وقوى الأمن تكافح ذلك. إنما الضباط الفرنسيون والسيارات العسكرية لا تفتش!. ذهبت إلى آمر الكتيبة وأخبرته بالأمر وطلبه منه أن يشرف على التحقيق.
سألني إذا كنت متأكداً مما أقوله؟ أجبت هذا ما أخبرني به رئيس الحرس، ولم أسأل أحداً غيره حتى أعرض الأمر عليك. أمرني أن أتابع التحقيق.
سألت رؤساء الحرس وبعض أفراد الحرس. أجاب جميعهم بأنهم شاهدوا ذلك ولم يتمكنوا من منعه منذ مدة طويلة، تبين أن أكثرية رتباء الكوكبة يعلمون ذلك ولم يخبرني به أحد.
استدعيت الملازم “مترا” والمساعد “بريون” كلاً على حدة لأحقق معهما، في البدء رفضا أن يعطيا إفادتهما ولما علما بأني تلقيت أمراً من آمر الكتيبة بمباشرة التحقيق عادا واعترفا بصورة غير صريحة. أنهيت التحقيق الذي يثبت إدانتهما بتهريب الحبوب بقصد التجارة في سيارات الجيش ورفعته إلى آمر الكتيبة لاتخاذ ما يراه مناسباً.
أصدر آمر الكتيبة على الفور أمراً لتسليم قيادتيهما والتوقيف في المنزل حتى يتم تسفيرهما إلى ليبيا وقد تم ذلك في 15 أيلول عام 1943 للالتحاق بقوات فرنسا الحرة هناك.
ولقد قمت بواجبي الذي أسعى أن يكون دائماً له الأفضلية مهما كانت النتائج سلبية أو إيجابية. المهم الإستقامة وراحة الضمير.
اقرأ:
من مذكرات أمين أبو عساف (1): الثورة العربية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (2): بدايات الحكم الفرنسي في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (3): أسباب الثورة السورية الكبرى 1925
من مذكرات أمين أبو عساف (4): اشتراك حوران وعرب اللجاة في الثورة السورية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (5): متابعة دراستي وانتسابي إلى الصف الخاص
من مذكرات أمين أبو عساف (6): الدخول إلى الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (7): الدراسة في الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (8): التخرج من الكلية العسكرية وتعييني في الكوكبة الثالثة
من مذكرات أمين أبو عساف (9): نقلي إلى كتيبة شمال سورية الكوكبة /25/
من مذكرات أمين أبو عساف (10): إجراءات السفر إلى “سومير”
من مذكرات أمين أبو عساف (11): مدرسة سومير للفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف(12): زيارة باريس
من مذكرات أمين أبو عساف (13): إعلان فرنسا الحرب على ألمانيا النازية
من مذكرات أمين أبو عساف(14) : نقلي إلى الكوكبة الثالثة مدرباً لطلاب الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (15) : محاضرة عن الدروز في “جبل الدروز”
من مذكرات أمين أبو عساف (16): الحرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
من مذكرات أمين أبو عساف (17): ذهاب الكتيبة إلى الحدود الفلسطينية
من مذكرات أمين أبو عساف (18): معركة فيق
من مذكرات أمين أبو عساف (19):الانسحاب من تل الفرس
من مذكرات أمين أبو عساف (20): العودة إلى حمص بالقطار من محطة القدم
من مذكرات أمين أبو عساف (21): إعادة تشكيل الرعيل واستلامي مهمات دفاعية على طريق تدمر ودمشق
من مذكرات أمين أبو عساف (22): تعييني أمراً لرعيل المدرعات الثاني عام 1941
من مذكرات أمين أبو عساف (23): عودة الرعيل إلى ثكنته في اللاذقية
من مذكرات أمين أبو عساف (24): نقلي معاوناً لقائد الفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف (25): نقلي إلى الكتيبة الخفيفة للمنطقة الشمالية آمراً للتشكيلات الآلية
