شهادات ومذكرات
من مذكرات أمين أبو عساف (25): نقلي إلى الكتيبة الخفيفة للمنطقة الشمالية آمراً للتشكيلات الآلية
من مذكرات أمين أبو عساف (25): نقلي إلى الكتيبة الخفيفة للمنطقة الشمالية آمراً للتشكيلات الآلية:
بقيت في السرية حتى التاسع عشر من حزيران عام 1942 حيث صدر أمر نقلي إلى حلب آمراً للتشكيلات الآلية في الكتيبة الخفيفة للمنطقة الشمالية.
ودّعت الجنرال “انجنو” الذي قال لي لقد وفيت بوعدي وعينتك لأول وحدة مدرعات. وعندما قابلت الكولونيل “فرملان” قال من المؤسف أنه ليس عندك القدم اللازم لترفيعك لرتبة رئيس. أـمنى لك التوفيق في قيادتك الجديدة. وقد وفينا بوعدنا!
وصلت حلب قابلت الكولونيل “ري مي” الذي قدّمني إلى الكولونيل “مارشان” قائد المنطقة الشمالية ولا يوجد سواهما ضباط فرنسيون في حلب. كان الكولونيل “ري مي” يقومب مهمة رئيس أركان ورئيس شعب المنطقة وآمر الكتيبة الخفيفة للمنطقة الشمالية، وضابط عشائر يعاونه الرئيس “أورد كجي”.
قال : إن الكوكبة قيد التشكيل ويلزمها وقت لذلك سأتخذك معاوناً بالنسبة لقضايا العشائر تتصرف بها وتخبرني عما يجري. وكنت قد قمت بهذه المهمة في العام الماضي!.
ذهبت بمهمات معه إلى “ادلب – سلقين- حارم – دركوش- القنيه- جسر الشغور”. وذهبت بمفردي بمهمة حل قضايا بين البدو إلى كل من (خناصر – بير حمام – رمله- إسريا).
في التاسع عشر من آب عام 1942 حضر الجنرال “ديغول” إلى حلب وكنتُ رئيساً لرعيل الفرسان المعين لمواكبة سيارته.
في تلك الفترة حضر الكومندان “بارييل” واستلم قيادة الكتيبة، والتحقتُ بها آمراً للوحدات الآلية وبدأنا التدريب والتحضير لتشكيل الكوكبة.
قبل حرب /1941/ كانت أفواج المشاة وكتائب الفرسان وأفواج المدفعية والهندسة قياداتها فرنسية. وكان الضباط السوريون آمري سرايا ومن يرفع لرتبة مقدم يعين معاون آمر فوج بدون صلاحية.
بعد عمليات /1941/ جرت ترفيعات. واستلم قيادة الأفواج ضباط سوريون نظراً لعدم وجود العدد الكافي من الضباط الفرنسيين واشترك بعضهم في عمليات أمن محدودة. وحدث سوء تصرف وأخطاء وسرقات.
دعا مستشار أدلب الكومندان “فابر” الكولونيل “ري مي” والكومندان ” بارييل” وضباطهم إلى الغذاء. وقد كان حاضراً الرئيس “أورد كجي” ضابط نظامي خريج الكلية العسكرية والرئيس “أمين شركس” وضباط آخرون وكنتُ منهم.
بدأ المستشار يهاجم الضباط السوريين عموماً ويتحدث عما يعلمه عنهم بدون تسمية، من سوء أمانة وسرقات بقوله (حرامية – جبناء- عديمي الأخلاق)، ما إن استلموا قيادة الأفواج حتى ظهروا على حقيقتهم.
آلمني ذلك ولم أتمكن من تحمله. وقفت وأخذت إذناً من الكولونيل للتكلم.
وجهت الكلام إلى الكولونيل لماذا يهاجم الكومندان كلً الضباط السوريين. يجب أن يذكر ويحدد الضابط السارق باسمه! لا يوجد جيش سوري مستقل حتى الآن. والقطعات السورية تابعة للقيادة الفرنسية. وهي مسؤولة عن هؤلاء الضباط. لماذا لا تحاسبهم على عملهم. تحاكمهم وتعاقبهم؟ بدلاً من توجيه تُهم جماعية!.
أثناء الحرب جرى تلاعب وسرقات في كل جيوش العالم الأمريكية والبريطانية والفرنسية وجرت محاكمات بحقُ المسيئين ولم يقل أحد أن كل ضباط هؤلاء الجيوش لصوص!. ربما كانت المرة الأولى يعطى مثل هذا الجواب بحضور ضباط فرنسيين كبار. الكومندان “فابر” من قدماء ضباط الاستخبارات في سوريا وله سجل حافل ومعروف بتسلطه. عندما تحفز للرد لم يمكنه الكولونيل: وقال : أنا من رأيه. يجب أن يكون النقد إفرادياً ويحاسب المسيئ وانتهى الحديث بهذا الموضوع.
اقرأ:
من مذكرات أمين أبو عساف (1): الثورة العربية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (2): بدايات الحكم الفرنسي في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (3): أسباب الثورة السورية الكبرى 1925
من مذكرات أمين أبو عساف (4): اشتراك حوران وعرب اللجاة في الثورة السورية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (5): متابعة دراستي وانتسابي إلى الصف الخاص
من مذكرات أمين أبو عساف (6): الدخول إلى الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (7): الدراسة في الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (8): التخرج من الكلية العسكرية وتعييني في الكوكبة الثالثة
من مذكرات أمين أبو عساف (9): نقلي إلى كتيبة شمال سورية الكوكبة /25/
من مذكرات أمين أبو عساف (10): إجراءات السفر إلى “سومير”
من مذكرات أمين أبو عساف (11): مدرسة سومير للفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف(12): زيارة باريس
من مذكرات أمين أبو عساف (13): إعلان فرنسا الحرب على ألمانيا النازية
من مذكرات أمين أبو عساف(14) : نقلي إلى الكوكبة الثالثة مدرباً لطلاب الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (15) : محاضرة عن الدروز في “جبل الدروز”
من مذكرات أمين أبو عساف (16): الحرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
من مذكرات أمين أبو عساف (17): ذهاب الكتيبة إلى الحدود الفلسطينية
من مذكرات أمين أبو عساف (18): معركة فيق
من مذكرات أمين أبو عساف (19):الانسحاب من تل الفرس
من مذكرات أمين أبو عساف (20): العودة إلى حمص بالقطار من محطة القدم
من مذكرات أمين أبو عساف (21): إعادة تشكيل الرعيل واستلامي مهمات دفاعية على طريق تدمر ودمشق
من مذكرات أمين أبو عساف (22): تعييني أمراً لرعيل المدرعات الثاني عام 1941
من مذكرات أمين أبو عساف (23): عودة الرعيل إلى ثكنته في اللاذقية
من مذكرات أمين أبو عساف (24): نقلي معاوناً لقائد الفرسان والمدرعات