مراسلة رسمية لحزب اللامركزية الإدارية العثماني إبان قيام الحرب العالمية الأولى

اللجنة العليا لحزب اللامركزية الإدارية العثماني

نمرة صندوق البريد: 798

منشور عام- عدد 403

مصر القاهرة، في 27 رمضان 1332

حضرة الوجيه الفاضل (اسم مشطوب) الأفخم
سلام واحترام وبعد؛
فإن الوطن … في حاجة إلى معونة أبنائه … في هذا الوقت العصيب الذي تدور فيه رحى الحرب العامة ويكاد شررها يتّصل بالشرق الأدنى فيحرق الخضراء واليابسة ويأتي على حياة العرب والترك.

إن الدولة [العثمانية] إذا دخلت في غمار هذه الحرب وبعدما يرميه الكثيرون، لا تخرج منها سليمة أبدًا، وربما كانت هذه الحرب نهاية أجلها، ولاسيما إذا تحقّق النصر للإتفاق الثلاثي، واندفعت أطماع الروس وغيرهم من الحلفاء إلى حل المسألة الشرقية. وبما أن البلاد العربية معرّضة في هذه الحالة لخطر الذي تتعرّض له البلاد العثمانية كلها، بل الخطر أشدّ لبعدها عن مركز القوة الذي يضطّر الأتراك لحصر دفاعهم عن وطنهم ومركز سلطتهم …

كذلك فقد صار من المحتّم علينا معاشر العرب أن نفكّر من الآن في الوسائط التي تقي استقلالنا …. الواجب المقدّس في حزبنا الذي له … من التشكيلات وكلٍ بمقداره من أهل الوطنية الصادقة والغيرة على الوطن والحرص على سلامة الاستقلال أن يكون في مقدّمة المقكرين في هذا الأمر العاملين على اتخاذ الوسائط الناجعة لسلامة الوطن وحياة بنيه.

… نرجو أن تجاوبونا على الأمور الآتية في أقرب آن:

1 – ما هي القوة التي عندكم ويمكننا الارتكان عند الحاجة لعمل عام

2 – هل في إمكانيتكم جمع شيء من المال وإسعافنا به أو إبقاؤه عندكم حسب الحاجة وما هو المقدار الذي يمكنكم جمعه

3 – هل عندكم ملجأ أمين لفرد أو أكثر ممن يناط بهم إدارة الحركة الوطنية وأن تؤمن معيشتهم تمام التأمين

4 – هل يمكنكم إرسال شخص تثقون به ينوب عن فرعكم إلى جهة نعيّنها(؟) لكم … منها التعليمات اللازمة.

إذا لم يمكنكم إرسال شخص، من ترون من اللازم أن يأتيكم موفد مخصوص لإعطاء هذه ….؟

هذا ما نرجو الإجابة عليه سريعًا لأن بكل دقيقة تفوت إنما تفوت من حياة العرب، وقد آن لنا أن نضحي النفس والنفيس في سبيل الحياة الوطنية والسلام عليكم.

حاشية__ من الآن وصاعدًا هذا إمضائي لكم، أما الجواب فليكن على ظرفه اسمي الصريح ثم يوضع في ظرف آخر يكتب عليه العنون الآتي:

مصر القاهرة: شارع الدواوين- الشيخ حقي، خلف فرّاش مسجد الست الشامية، أمام سراي المرحوم شريف باشا.
وينبغي أن يرأس المكتوب إن أمكن إلى أحد الثغور، ومن هناك لمن تثقون به وهو يضعه في البريد الأجنبي، وإن لم يتيسر ذلك فلا بأس من إرساله بالبوسطة المحلية.

5- كنت وعدتكم أن أرسل إليكم الحساب مع هذا البريد بسبب تغيّب أمين الصندوق في زراعته، ولما طال مكثه هناك أرسلت إليه مكتوبًا فجائني الجواب بأنه في اسكندرية، وصادف أن ذهبت إليها قبل عدة أيام، فقابلته هناك، وطلبت منه حسابكم فقال أن القسائم والدفاتر كلها في مصر [يقصد القاهرة]، وأنه سيعود بعد خمسة أيام إليها وإلى الآن لم يرجع بعده، وربما عاد بعد غد، فأرجوكم أيها الأخ أن تمهلونا عدة أيام أخر.

6 – كنت عرّفتكم بأني كلمت أحد الشعراء المنتمين إلى الحزب بالدلالة؟ الواجبة، لكن لسوء الحظ توفي هذا الشاعر قبل عدة أيام، والرجل …. وشعره جيد؟ جدًا، وعليه كلمت الشاعر خليل افندي مطران، فوعدني بكل سرور … وفي اليوم الثاني …. بقي له، سافرت إلى اسكندرية وسأقابله اليوم مساء، ثم … الشهير فؤاد الخطيب، الموظف بحكومة السودان بالخرطوم (…)، مسافرٌ لطرفكم أعطيته … وكلمته بمسألة … الأمر وهو مستعد ومقيم بكل محل … أكثر موافقةً، لا شعر خليل أو شعر الخطيب.

7 – كيف كان تأثير البضاعة البيروتية؟ عسى أن تكون قد لقت من القبول من الزمائل.
…………………….
ح. المصري
—————————————-

المصدر:

 Reponse a la presse Française. Dementis par le clerge superieur de la Syrie et de la Palestine aux mensonges des journaux

BOA, HR.SYS.2315/3.046