بطاقات بحث
البنت الذكية – من الحكايات الشعبية الشامية
البنت الذكية – من الحكايات الشعبية الشامية
دمشق، حي العقيبة
الراوية : امرأة سمعتها عن جدتها
توثيق الباحث نزار الأسود.
يحكى أنه كان في قديم الزمان، صديقات ثلاث متحابات جداً.. الأولى أميرة ابنة ملك، والثانية ابنة الوزير، والثالثة ابنة تاجر..؟
وذات يوم دعت الأميرة – ابنة الملك- صديقاتها إلى القصر لتناول طعام الغذاء. فحضرتا، ثم استقبلتهما الملكة في قاعة الضيوف. وبعد أن تحدثن قليلاً، أمرت الملكة الخدم بصنع القهوة.
صنعت الخادمة القهوة وقدمتها إلى الضيفتين، وشربت الملكة القهوة مع الضيوف. وبعد حين، حان وقت الغذاء، فأمرت الخدم بصنع أشهى المأكولات. فصنُع غذاء لذيذ.. ورتبت الخادمة الصحون. ثم قالت الخادمة: تفضلي سيدتي الأميرة الطعام جاهز..!
ذهبت الفتيات الثلاث إلى غرفة الطعام، حيث أكلن حتى شبعن، ولما أرادت الملكة أن تقدم لهن الفاكهة، والحلو، أمرت الخادمة بذلك.
وبعد قليل جاءت الخادمة بالفاكهة والحلو ووضعته على المائدة. وبعد أن أكلن ذهبن إلى غرفة الضيوف. ثم استأذنت بنت التاجر بالذهاب ولحقتها ابنة الوزير، وكما استقبلهما الخدم والحشم بالترحيب – ودعهما أيضاً، وقبل أن تخرج البنتان، قالت ابنة الوزير: أنا ادعيتكما إلى الغذاء يوم السبت. وفعلت ابنة الوزير ما فعلته الأميرة من ترحيب الخدم والحشم، وتقديم الأكل الطيب واللذيذ…
ثم أرادت ابنة التاجر أن تردّ هاتين الزيارتين، فتواعدت معهما على وليمة يوم الأربعاء. وفي يوم الأربعاء أمرت ابنة التاجر العربجي (صاحب العربة) الأول أو يذهب إلى بيت الوزير، وأن يذهب الثاني إلى قصر الملك، ليحضر الأميرة ابنة الملك.
جاءت الفتاتان، فاستقبلتهما ابنة التاجر بنفسها، استقبالاً حاراً، وأدخلتهما إلى غرفة الضيوف، وتكلمت معهما قليلاً، وبعدها استأذنت ابنة التاجر لتصنع الغذاء لهما بنفسها.
أحبت الأميرة أن تنظر إلى ابنة التاجر وهي تطبخ وترتب الصحون، ففتحت باب المطبخ قليلاً ونظرت فرأتها تحضر الطعام بمهارة وشطارة!!
بعد أن أعدت ابنة التاجر المائدة، قالت لضيوفها: الطعام جاهز، ثم سكبت لهما الحساء، وقدمت الطعام بنفسها، وقدمت الطعام بنفسها، فلم يكن لديها خدم ولا حشم.
ثم نهضت لتجلب الفاكهة فصفت التفاح بنفسها، ورتبت الفاكهة!! وما أن شاهدت ذلك الأميرة، حتى غيظت، ودخلت الغيرة إلى قلبها، ولاسيما بعد أن ودعت صديقتيها بنفسها، وليس بالخد والحشم! وأمرت العربجيين بتوصيلهما إلى قصريهما.
عندما وصلت ابنة الملك إلى القصر، قالت لأبيها الملك: أبت يجب أن تقطع رأس التاجر. فقال لها: أي تاجر؟ فقالت صديقتي.. قال: ولماذا؟؟ يابنتي العزيزة؟ قالت: هكذا على الرغم من أنه لم يفعل شيئاً.. فإن لم تقتله، فسوف أحرق نفسي..
تحير الملك، من سلوك ابنته. وما أن دخل عليه الوزير، حتى بادره بالسؤال: وطلب منه المشورة.. قال الوزير: اطلب من التاجر أن يفعل معجزة، وبذلك تقطع رأسه.
في اليوم التالي أرسل الملك وراء التاجر.. فمثل بين يدي جلالته، وقدم له احترامه. فقال الملك: اسمع، إما أن تنفذ ما أطلبه منك أو أقطع رأسك.. قال التاجر : سمعاً وطاعة.. ولكن ما الطلب؟ فقال الملك يجب أن تقول لي ما أحلى شيئ في الدنيا؟ وما أجمل شئ؟ وما أغلى شئ؟ .. فانصرف التاجر متحيراً.. وذهب إلى البيت…
وضعت بنت التاجر الطعام لأبيها فلم يأكل، فسألته البنت عمّأ به فلم يجب، فألحت عليه بالسؤال فحدثها عن كل ما جرى معه، فقالت له البنت: لا تحزن، نم وأنت مرتاح البال، ولكن قل للملك أن يمهلك ثلاثة أيام..
وفي اليوم التالي ذهب التاجر إلى قصر الملك، فطلب منه أن يمهله ثلاثة أيام، فأمهل الملك التاجر ثلاثة أيام.. وفي الوقت نفسه، كانت الفتاة تبحث، عن الحل في المكتبات، وعند رفيقاتها. إلى أن وجدت الحل في الوقت المحدد، بعد تعب ونصب، وما ان جاء التاجر مساء حتى أخبرته بالحل.
انطلق التاجر إلى قصر الملك، في الصباح الباكر. فدخل على جلالته وقال له إني قد وجدت الحل..! قال الملك: ما هو ؟؟ قال التاجر:
1- أجمل شئ: النوم بعد السهر.
2- احلى شي: القمر بعد المطر.
3- أغلى شئ: النظر..
وعندما سمع الملك ذلك سر سروراً جماً، واستشار وزيره، فقال له: كلام جميل..! قال الملك: ولكن ماذا أصنع لأقتل التاجر وأنفذ ابنتي من الموت؟؟ قال الوزير: فكر في معجزة أخرى.
قال الملك للتاجر: يجب أن تحضر لي معني لالالا. فتعجب التاجر وانصرف وأخبر ابنته بذلك. فقالت له: لا تخف نم وأنت مرتاح البال.. سوف أجد الحل، ولكن قل للملك أن يمهلك ثلاثة أيام.. فأمهله الملك ثلاثة أيام.. وفي الوقت نفسه، كانت الفتاة تبحث عن الحل في المكتبات وعند صديقاتها إلى أن وجدته بعد تعب. وفي المساء أخبرت أباها بالحلّ.
انطلق التاجر إلى قصر اللك صباحاً باكراً، فدخل قاعة العرش، وقال له:
إني وجدت الحل. قال الملك هات أرنا الحل، وأسمعنا ما عندك. قال التاجر:
1- أولا لا: مالك لك.. روحك لا.
2- ثاني لا: ابن ابنك لك.. وابن ابنتك لا.
3- ثالث لا: شعرة بذقنك لك.. شعرة بكفك لا.
فسر الملك كثيراً بهذا الجواب. واستشار وزيره، فقال له: اطلب منه معجزة أخرى.. فقال الملك للتاجر: يجب أن تعطيني تفسيراً للأعداد من واحد وحتى اثني عشر. فأيقن التاجر أن ابنته لن تقدر على ذلك. إلا أن ابنته قالت له: أريد مهلة عشرة أيام.. فقال الملك: لقد أمهلتك عشرة أيام..
وفي الوقت نفسه، كانت البنت تبحث عن الحلول، وبعد عناء طويل وجدتها في الوقت المحدد..!! وأخبرت أباها بها. فانطلق كالعادة مسرعاً إلى الملك. فلما رآه قال له: هل وجدت الحل؟ قال: نعم.
1- الواحد- الله واحد.
2- الاثنان – الليل النهار ليس لهما ثالث.
3- الثلاثة – الشمس والنجوم والقمر.
4- الأربعة – الخلفاء الراشدون.
5- الخمسة – أوقات الصلاة.
6- الستة – في ستة أيام خلقت الدنيا.
7- السبعة – سبع سماوات طباقاً.
8- الثمانية – وكلبهم ثامنهم.
9- التسعة – عدد أشهر الحامل.
10- العشرة – المبشرون بالجنة.
11- الأحد عشر – إخوة سيدنا يوسف.
12- الاثني عشر – عدد أشهر السنة.
وعندما سمع الملك ذاع سرّ، وقال للتاجر: من أين لك كل هذا الكلام الجميل؟ قال التاجر: مني .. قال الملك: لا تكذب. قال التاجر: أعطني منديل الأمان.. قال الملك: أعطيتك إياه. قال التاجر: من ابنتي.. فقال الملك: يجب أن تحضر إلى هنا؟ فانصرف التاجر وأخبر ابنته بذلك.. فقالت: لن أذهب وأقابل الملك إلا بشرط، وشرطي أن آخذ أجمل شي في القصر وأحسنه، ويجب أن يوقع كل من في القصر على ذلك.. ووافق الملك على شرطها.
ذهبت الفتاة إلى قصرالملك، وقدمت له واجبات الاحترام والتبجيل، فأعجب بها الملك لدى رؤيتها، وأخذ يحدثها ففتنه حديثها، وثقافتها وعلمها.. ثم نادى الخادم ليصنع له القهوة..!! فقالت له: أنا في الوجود، وفي حضرة الملك، والخادم يصنع القهوة لك؟؟ أنا سوف أصنعها.. ونهضت من مجلسه، وصنعت القهوة، وعندما تذوقها الملك سر بها، وأعجب بطريقة صنعها. إنها قهوة آه ما أطيبها! ثم سألها عن شرطها وما تطلب من القصر؟ فاستحت أن تقول لد أدباً وخجلاً منه…
إلا أن سألته أن يرد لها زيارتها في بيت أبيها. ففعل الملك.. وأعجب بشطارتها، وترتيب بيتها.. وبذوقها في اختيار ملابسها الأنيقة الجميلة، ولاسيما عندما أحضرت له المآكل اللذيذة من صنع يديها.. وأخيراً قدمت له فنجان القهوة، فكان ذا رائحة ذكية، ونكهة لا تنسى.. ذكرته بفنجانها الأول في القصر.. فسر أيما سرور، ودخلت الفتاة إلى قلبه، وتذكر أدبها وحمرة خجلها منه في القصر.. فسألها عن شرطها، فأحمرت خجلاً؟؟ ففهم الملك مرادها. وسألها تقبلين الزواج مني؟ قالت الفتاة: نعم. فتزوجها. وأصبحت ملكة بذكائها وشطارتها. ووصلت إلى أعلى المراتب في المملكة، ولاسيما بعد أن ولدت أميراً، ولياً للعهد. وعاملت ابنة الملك، الأميرة معاملة حسنة.
وفي رواية أخرى، أن ابنة التاجر، استعملت المخدر فحذرت الملك، ثم لفته بالحرير، وأخذته إلى بيتها حيث تزوجته.
انظر:
جرة الزيتون – من الحكايات الشعبية الشامية
من الحكايات الشعبية الشامية – شجاعة حطاب
من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة
من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”
من الحكايات الشعبية الشامية – زهرة الرمان
البنت الصالحة – من الحكايات الشعبية الشامية
الخضر – من الحكايات الشعبية الشامية
الأب الظالم – من الحكايات الشعبية الشامية
أبو كاترينا – من الحكايات الشعبية الشامية
كل شيء أساسه النساء في هذه الحياة – من الحكايات الشعبية الشامية
الصندوق – من الحكايات الشعبية الشامية
الغبي – من الحكايات الشعبية الشامية
البنت الشريفة – من الحكايات الشعبية الشامية
المعلاق – من الحكايات الشعبية الشامية
الأميرة التقية – من الحكايات الشعبية الشامية
رغيف خبز – من الحكايات الشعبية الشامية
نعيم ونعيمة – من الحكايات الشعبية الشامية
ثلاث ليمونات – من الحكايات الشعبية الشامية
الخبز والملح – من الحكايات الشعبية الشامية
الرجل الفقير- من الحكايات الشعبية الشامية
قمر الزمان – من الحكايات الشعبية الشامية
السلطان وابنته الأميرة – من الحكايات الشعبية الشامية
رامي – من الحكايات الشعبية الشامية
جرة الملح – من الحكايات الشعبية الشامية
قصة الطفل الذي يحب الجوز – من الحكايات الشعبية الشامية