شهادات ومذكرات
من مذكرات أمين أبو عساف (16): الحرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
من مذكرات أمين أبو عساف(16): الحرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
الحرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
على أثر هزيمة فرنسا أمام المانيا النازية عام 1940 تمكن المارشال “بنتان” العجوز ذو الماضي اللامع من السيطرة على فرنسا بجيشها وأسطولها ما عدا نفر قليل من الضباط ورجال السياسة.
“ديغول” الذي ترفع حديثاً لرتبة جنرال على أثر المعارك الناجحة التي خاضها مع فرقته المدرعة أثناء المعارك في فرنسا كان قد أصدر كتاباً عام 1936 عن استعمال المدرعات في المستقبل بكتل كبيرة متحركة، لا كما هو الحال في الجيش الفرنسي في ذلك الوقت إذ كانت المدرعات موزعة على فرق المشاة. لم يأبه العسكريون الفرنسيون بهذا الكتاب إلا أن الألمان قد طبقوا نظرية “ديغول” واجتاحوا أوربا حتى أوقفتهم السوفييت فيما بعد.
لقد قاوم الجنرال “ديغول” الاستسلام ولم يجد من يؤيده في فرنسا في ذلك الحين، فتمكن من الهرب إلى لندن بطائرة الجنرال “سبيرس” ضابط الارتباط الإنكليزي مع الجيش الفرنسي آنذاك.
وبعد وصوله إلى لندن ومقابلة “تشرشل” رئيس وزراء بريطانيا الذي يحاول أن يجنب بلاده المصير الذي وصلت إليه فرنسا واتفقا على متابعة الحرب.
أذاع الجنرال “ديغول” أول بيان له من لندن موجه إلى الفرنسيين أينما كانوا يعلن به مواصلة الكفاح حتى النصر. وأن فرنسا خسرت معركة ولم تخسر الحرب! ويطلب من الفرنسيين حمل السلاح والالتحاق به لمتابعة القتال وتحرير الأرض.
بقي في لندن يشكل قوات فرنسا الحرة. ثم انتقل إلى “برازافيل” عاصمة مستعمرة فرنسية في غربي إفريقيا وهي المستعمرة الأولى التي استجابت لندائه.
بدأت المانيا بالتدخل في شؤون المستعمرات الفرنسية بواسطة لجنة الهدنة. ولما كانت سورية تحت سلطة انتداب حكومة “فيشي”.. تدخلت المانيا فيها لدعم ثورة “رشيد عالي الكيلاني” في نيسان عام 1941 بالعراق ضد الحكم الملكي وضد الإنكليز.
(وقضى الجيش البريطاني والجيش الأردني على هذه الثورة الوطنية). أما في ليبيا فلقد هاجمت دول المحور مصر.
ونظراً لأن سورية منطقة حساسة وخوفاً من أن تشكل ممراً ومستقراً لجيوش” هتلر” من الشمال، كان من الضروري احتلالها. اتفق أن تدخل قوات رمزية من فرنسا الحرة تدعمها بريطانيا مع قيادة بريطانية لاحتلال سوريا. كان السلاح الثقيل بريطانياً “دبابات، مدفعية، طيران).
عين الجنرال “كاترو” مفوضاً سامياً باسم فرنسا الحرًة ليخلف المفوض السامي التابع لحكومة “فيشي” في سوريا، وأذاع قبيل الهحوم البيان التالي:
(باسم الجنرال “ديغول” رئيس فرنسا الحرة وبالاتفاق مع حليفتنا بريطانيا العظمى أُعلن انتهاء الانتداب على سوريا وحصولها على استقلالها ووحدتها، ينظم ذلك معاهدة مع فرنسا).
لقد إضطررت لهذه الاستطرادات لأن لها نتائج هامة حول سير الأحداث في سورية بهذه الفترة، ولشرح الصعوبات التي تعرضنا لها في السيطرة على قوى البادية التي كان لبريطانيا أهداف واسعة في استخدامها لتحقيق مآربها.
اقرأ:
من مذكرات أمين أبو عساف (1): الثورة العربية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (2): بدايات الحكم الفرنسي في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (3): أسباب الثورة السورية الكبرى 1925
من مذكرات أمين أبو عساف (4): اشتراك حوران وعرب اللجاة في الثورة السورية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (5): متابعة دراستي وانتسابي إلى الصف الخاص
من مذكرات أمين أبو عساف (6): الدخول إلى الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (7): الدراسة في الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (8): التخرج من الكلية العسكرية وتعييني في الكوكبة الثالثة
من مذكرات أمين أبو عساف (9): نقلي إلى كتيبة شمال سورية الكوكبة /25/
من مذكرات أمين أبو عساف (10): إجراءات السفر إلى “سومير”
من مذكرات أمين أبو عساف (11): مدرسة سومير للفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف(12): زيارة باريس
من مذكرات أمين أبو عساف (13): إعلان فرنسا الحرب على ألمانيا النازية
من مذكرات أمين أبو عساف(14) : نقلي إلى الكوكبة الثالثة مدرباً لطلاب الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (15) : محاضرة عن الدروز في “جبل الدروز”