مقالات
حمصي فرحان الحمادة: الدكتور عبد السلام العجيلي والكومجي
ركز الباحثون والدارسون على أدب الدكتور عبد السلام العجيلي، وحصل الكثير منهم على شهادات الماجستير والدكتوراة في هذا الجانب . وهو جانب يستحق وبلا شك هذا الاهتمام .
لكن الجميع أغفلوا جانبا لايقل أهمية عن الجاتب الأدبي ، ألا وهو الجانب الاجتماعي والإنساني في شخصية الدكتور العجيلي المتميزة . ومن هنا أدعو الباحثين والأدباء الكشف عن هذا الجانب قبل أن يطويه.النسيان .
في جلسة خاصة روى لنا الدكتور العجيلي بأسلوبه الممتع الحكاية الطريفة التالية قال :
غادرت حلب متوجها إلى الرقة بسيارتي الخاصة ، وبرفقتي أحد أبناء عمومتي ، وفي منتصف الطريق في مدينة مسكنة، حدث ثقب في إحدى العجلات ، مما اضطرنا للوقوف عند أقرب ( كومجي ) لإصلاح العجلة .
سلمنا عليه ، وشرح له ابن عمي حالة العجلة ، ثم أكمل مخاطبا ( الكومجي ) : أعرفك بالدكتور عبد السلام العجيلي ، لم يبد (الكومجي) أي اهتمام ، لكنه سألني قائلا : (دكتور شيقربلك المطرب طاهر العجيلي ؟ ) قلت له : ( يصير ابن أخوي ) ، هنا تغيرت معاملة ( الكومجي) لنا تغيرا كاملا ، أسرع إلى آلة التسجيل ووضع فيها شريطا للمطرب الشاب ( طاهر العجيلي )، وأحضر طاولة خشبية صغيرة وكرسيين صغيرين ، ووضع إبريق الشاي على الغاز ، ثم صب لنا الشاي ، وكان خلال ذلك منفعلا مع الأغنية ، يرددها مع المطرب ، ثم قام بفك العجلة وإصلاحها وأصبحت جاهزة ، وكل تلك الفترة لم ينقطع عن الغناء .
شكرته وسألته عن أتعابه فرد قائلا : (موعيب آخذ من عم المطرب طاهر العجيلي مصاري ) وأقسم بأعظم الأيمان أنه لن يأخذ شيئا ، لكنه ودعنا قائلا : ( سلم لي على طاهر وقول له الكومجي أبو جاسم يسلم عليك ) ، ودعناه وانطلقنا إلى الرقة.
ضحكنا كثيرا وعقب الدكتور قائلا : (لايعيب الإنسان أبدا أن يعرفه الآخرون من خلال من هم أصغر منه سنا أو شأنا ، فكل إنسان له اهتماماته وشخصياته التي تعجبة).