شهادات ومذكرات
من مذكرات أكرم الحوراني – الإنكليز في حماه وتغلغل مخابراتهم في سوريا ولبنان
من مذكرات أكرم الحوراني (10 /84)
من مذكرات أكرم الحوراني – الإنكليز في حماه وتغلغل مخابراتهم في سوريا ولبنان:
دخل الإنكليز إلى سوريا، وكانت سياراتهم العسكرية تعبر حماه في طريقها إلى الشمال، ومنذ دخول الجيش البريطاني دأب اثنان من رجال الشرطة العسكرية على مراقبتي وهما يركبان الموتوسيكلات، فكانا يرافقاني منذ خروجي من البيت صباحاً إلى مكتب المحاماة فالمحكمة وحتى عودتي، وكثيراً ما كانا ينتظراني على باب المحكمة، فكنت الوحيد من بين اخواني الذي أتعرض لهذه الرقابة المكشوفة، لذلك اعتقدت أن اعتقالي لا بد واقع، وكنت أقول في نفسي، لابد من قضاء فترة طويلة في المعتقل، فهيات نفسي على هذه الأساس.
اتصل هذان الشرطيان بجورج حريكة الذي لم يكن بعد منسباً لحزب الشباب وإنما كانت تجمعنا به صلات مودة وصداقة، وقالا له إنهما يودان الاجتماع بي، وحددوا موعداً لذلك. فقررت أن أحضر الاجتماع وأجيب بمنتهى الصراحة والصدق على جميع أسئلتهما.
وفي الاجتماع سألاني، بأدب ومن غير عجرفة بريطانية عن سبب ذهابي للعراق والتحاقي بالقاوقجي، فأجبتهما بأن هذا هو الطريق الوحيد لتحرير سوريا من الإفرنسيين الذين يحتلون بلدنا ويحكمون رقابنا بالرغم من سقوط بلادهم تحت الاحتلال الألماني وتعاونهم معه.. إنه لا سبيل لتحرير سوريا إلا بمساعدة ثورة العراق وامتدادها إلى سوريا.
قال : أهذا هو الهدف الوحيد.
قلت: بل هناك هدف ثان هو تحرير فلسطين من الاستعمار الصهيوني.
قال: إذا تم التحرير والإستقلال فماذا تفعلون؟
قلت: نوحد البلاد العربية المحررة.
وكانا يتناوبان طرح الأسئلة. فقال أحدهما: بخصوص هذه الوحدة ما هو موقفكم من لبنان؟
قلت: ذلك يعود لرغبة الشعب اللبناني..
قال: ماذا فعلتم في العراق؟
قلت: لم نفعل شيئاً لأننا اضطررنا لمغادرة بغداد والعودة إلى سوريا بعد أيام.
أدركت من هذه الأسئلة أنني لست موضع اتهام، لاسيما وأنهما لم يسألاني عن موضوع ذهابنا إلى حلب، فقلت لهما بعد أن اطمأنت نفسي:
بعد أن أجبت على أسئلتكم أود أن أطرح عليكم هذا السؤال الذي لا يخلو من التدخل بأمور لا تعنيني: لقد لاحظت أن أسئلتكما لا تنم عن أنكما، كما تظهران، برتبة كابورال “رقيب” فأنتما تتمتعان بثقافة عالية، وإنني أرى تناقضاً بين رتبكما العسكرية المتواضعة وبين مستوى حديثكما، فما هي الشهادات العلمية التي تحملانها؟
فعلمت منهما أنهما يحملان شهادات جامعية، وكان هذا أول وآخر اجتماع لي معهما، ولم أعد موضع رقابة أو مضايقة إطلاقاً، وخرجت من الورطة بسلام.
تغلغل المخابرات البريطانية في سوريا ولبنان:
أنشأ الإنكليز بعد اجتياح قواتهم للبنان وسوريا معتقلاً في “المية ومية” بجنوب لبنان حشروا فيه الآلاف من أبناء البلدين ومن الأجانب وكل من يشتبه بعلاقته مع “المحور”. أما فلول المجاهدين الذين غادروا العراق بعد فشل ثورة رشيد عالي فقد لجأ قسم منهم إلى ألمانيا وكان على رأسهم الحاج أمين الحسيني وفوزي القاوقجي.
أما المعتقلون في الميه وميه فقد ظلوا قيد الاعتقال فترة طويلة ثم أفرج عنهم. وأما الذين لجأوا إلى ألمانيا فإنهم، بعد أن انضم إليها عدد كبير من الطلاب في البلدان الأوربية التي تحتلها ألمانيا، انقسموا على أنفسهم، فريق منهم ارتبط بالحاج أمين الحسيني والفريق الآخر ارتبط بفوزي القاوقجي، وقد رجعوا إلىى بلادهم بعد انتهاء الحرب.
انظر:
انظر ايضاً:
من مذكرات أكرم الحوراني (65)- الشهبندر يعارض من منفاه ويدافع عن عروبة لواء الاسكندرون
من مذكرات أكرم الحوراني (66) – تنازلات جميل مردم .. وتراجع فرنسا عن تصديق معاهدة 1936
من مذكرات أكرم الحوراني (67) – التجربة والخطأ في الحزب السوري القومي
من مذكرات أكرم الحوراني (68) – حملة في حماة ضد الحزب السوري القومي
من مذكرات أكرم الحوراني (69) – لبنان والحزب السوري القومي
من مذكرات أكرم الحوراني (70) – التجربة والخطأ
من مذكرات أكرم الحوراني (71) – إنشقاق في صفوف الكتلة الوطنية بحماه
من مذكرات أكرم الحوراني (72) – الشباب في حماه والكتلة الوطنية
من مذكرات أكرم الحوراني (73) – منهاج حزب الشباب
من مذكرات أكرم الحوراني (74) – تكوين حزب الشباب
من مذكرات أكرم الحوراني (75) – صدام مع الكتلة الوطنية.. أول مرة أدخل فيها السجن
من مذكرات أكرم الحوراني (76) – حكومة المديرين
من مذكرات أكرم الحوراني (77) – محاولة اغتيال بهيج الخطيب
من مذكرات أكرم الحوراني (78) – إغتيال الشهيد الشهبندر
من مذكرات أكرم الحوراني (79) – الحرب العالمية الثانية
من مذكرات أكرم الحوراني (80) – شعب سورية يهب لنصرة العراق
من مذكرات أكرم الحوراني (81) – فرقة من مجاهدي حماة تتوجه إلى العراق عام 1941
من مذكرات أكرم الحوراني (82) – فشل الثورة في العراق 1941
83- حوار مع ضابط ألماني والتجمع في حلب