شهادات ومذكرات
من مذكرات أكرم الحوراني – شعب سورية يهب لنصرة العراق
من مذكرات أكرم الحوراني (10 /80)
من مذكرات أكرم الحوراني – شعب سورية يهب لنصرة العراق
ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941
انطلقت شرارة الثورة المنتظرة من بغداد. ففي ربيع عام 1941 أخذت الصحف تنشر الأخبار عن توتر العلاقات بين وزارة رشيد عالي الكيلاني وبين بريطانيا التي كانت تطالب بإقالتها. وانتهت المعركة باستقالة وزارة الكيلاني وتشكيل وزارة برئاسة العميد طه الهاشمي.
ومن هنا بدأت الأخبار تنشر عن قرب وقوع صدام بين بريطانيا وشعب العراق، وفي مطلع نيسان 1941 تم لجوء الأمير عبد الإله، بمساعدة الانكليز، إلى عمان، وفي 10 نيسان اجتمع مجلس الأمة في بغداد وانتخب الشريف شرف وصيا على العرش. فكلف الوصي الجديد رشيد عالي الكيلاني بتأليف الوزارة الثانية.
وكانت حكومة فيشي في سوريا قد بدأت – بالتفاهم مع الألمان- بإرسال شحنات كبيرة من الأسلحة الفرنسية المكدسة في المستودعات السورية واللبنانية إلى جيش العراق للاستفادة منها ضد بريطانيا، بينما صرح تشرشل رئيس وزراء بريطانيا تجاه هذا الوضع بأن “دملة” العراق يجب تفجيرها، كما صرح الجنرال أوكلاند بأنه يرى من الضروري احتلال العراق بأي ثمن، لذلك فعندما هرب الوصي عبد الاله إلى عمان، وأعيد تشكيل حكومة رشيد عالي الكيلاني، بدأت القوات البريطانية بالهجوم على القوات العراقية المتمركزة حول الحبانية، فكانت الثورة.
كان وزير الدفاع في حكومة الكيلاني هو يونس السبعاوي الرجل الوطني الباسل. وكان الجيش العراقي بقيادة عقداء “الرباعي الذهبي” صلاح الدين الصباغ “سوري” وفهمي سعيد ومحمود سلمان وكامل شبيب، يؤازر حكومة الكيلاني ومؤازرتها، فبعد أن كانت النفوس معبأة، جاء العدوان البريطاني على الجيش العراقي ليجعل المنطقة العربية تغلي كالبركان الهائج ضد الحلفاء.
شعب سورية يهب لنصرة العراق:
سرعان ما تألفت في كثير من المدن السورية لجان شعبية لجمع التبرعات لثورة رشيد عالي الكيلاني. وقد بادر حزب الشباب لتشكيل لجنة شعبية لجمع التبرعات ضمت ممثلين عن مختلف الاتجاهات السياسية في حماه، وكان حزب الشباب عصب هذه الحملة وقادتها، وقد أقبل الأهلون على التبرع بسخاء كبير، ولا زلت أذكر أنني عندما كنت ماراً مع اللجنة في سوق الطويل هرع إلينا فقير معدم فأخرج من جيبه كل ما جمعه من قروش “من التسول” وقذفها في الصندوق ومضى، فأثر هذا المنظر في نفسي تأثيراً كبيراً وقررت أن لا أجعل هذا الرجل الفقير أكرم مني، فاستندت مبلغاً كبيراً وتبرعت به، وكان من أكبر المبالغ التي سجلتها أرقام التبرعات آنذاك، فاستغرب الناس واندهشوا، لأن أهالي حماه هم بحكم العائلة الواحدة يعرفون شؤون بعضهم البعض.
لم تعد حملة جمع التبرعات كافية لنصرة ثورة العراق، بل أصبحت المساهمة المسلحة واجبة على كل مواطن، بعد أن صارت المدينة كتلة واحدة وراء حزب الشباب، فقررنا أن نشكل حملة مسلحة من الشباب للالتحاق بقوات رشي التي كانت تنتظم وتعبأ في العراق استعداداً للزحف على فلسطين.
وكانت أنباء وجود المفتي الحاج أمين الحسيني في بغداد وتجمع المجاهدين من البلاد العربية والتفافهم حول الثورة تلتهب المشاعر وتشعل الحماس وتقوي الآمال بثورة التحرير القومية الشاملة، لا سيما بعد الضربات القوية التي أزلتها القوات الألمانية بالوجود البريطاني في شمالي أفريقيا العربي، واجتياح رومل لليبيا وقرعه أبواب القاهرة، وفرار بعض الضباط المصريين من الجيش الملكي وعلى رأسهم عزيز باشا المصري.
مفاوضات مع الحزب القومي العربي
بينما كنا منصرفون لتكوين فرقة متطوعين للالتحاق بثورة العراق، زارنا في حماه عبد السلام الترمانيني من حلب موفداً من حزب جديد اسمه “القومي العربي”. وجرت مفاوضات بيننا حول توحيد الحركتين: حزب الشباب والقومي العربي، فلم تسفر هذه المفاوضات إلا عن التعارف مع أعضاء هذا الحزب.
انظر:
انظر ايضاً:
من مذكرات أكرم الحوراني (65)- الشهبندر يعارض من منفاه ويدافع عن عروبة لواء الاسكندرون
من مذكرات أكرم الحوراني (66) – تنازلات جميل مردم .. وتراجع فرنسا عن تصديق معاهدة 1936
من مذكرات أكرم الحوراني (67) – التجربة والخطأ في الحزب السوري القومي
من مذكرات أكرم الحوراني (68) – حملة في حماة ضد الحزب السوري القومي
من مذكرات أكرم الحوراني (69) – لبنان والحزب السوري القومي
من مذكرات أكرم الحوراني (70) – التجربة والخطأ
من مذكرات أكرم الحوراني (71) – إنشقاق في صفوف الكتلة الوطنية بحماه
من مذكرات أكرم الحوراني (72) – الشباب في حماه والكتلة الوطنية
من مذكرات أكرم الحوراني (73) – منهاج حزب الشباب
من مذكرات أكرم الحوراني (74) – تكوين حزب الشباب
من مذكرات أكرم الحوراني (75) – صدام مع الكتلة الوطنية.. أول مرة أدخل فيها السجن
من مذكرات أكرم الحوراني (76) – حكومة المديرين
من مذكرات أكرم الحوراني (77) – محاولة اغتيال بهيج الخطيب
