You dont have javascript enabled! Please enable it!
من الصحافة

مقابلة الفنان أحمد مادون مع مجلة الفرسان عام 1979

الفنان مسؤول عن تربية ذوق الجمهور والارتقاء به فنيا .

-الأمل – شرط أساسي في العمل الفني .

الناقد يجب أن يكون مسلحاُ بنظرية فنية تغوص إلى أعماق العمل الفني.

مقابلة مع الفنان أحمد مادون

ولد الأستاذ أحمد مادون في تدمر عام 1941 ليعيش بين أطلال الفن المعماري الذي جذبه الى عالم الفن الواسع الرحيب ونمى موهبته . بدأت حياته الفنية في عام 1960 فكان ذلك بالنسبة له دافعا للقيام بعدة زيارات للاطلاع والدراسة إلى بلاد كان لها أثرا واضحا على فنه في المستقبل مثل اليونان وفرنسا ومصر وخاصة اليابان . قام الفنان بعدة معارض فردية في صالة أورنينا في عام 1976 و1977 ومعرضا في المتحف الوطني في حلب عام 1978 . ومعرضا في المركز الثقافي العربي بنفس العام ، كما شارك في عدد كبير من معارض وزارة الثقافة والإرشاد القومي ونقابة الفنون الجميلة داخل وخارج القطر و شارك في المعرض العالمي للفن الحديث في قاعة القصر الكبير (الغراند باليه) . يعمل الفنان في الوقت الحالي في وزارة الثقافة والارشاد القومي وهو عضو في نقابة الفنون الجميلة واتحاد الفنانين التشكيليين العرب . وتجسد أعمال الفنان بصورة واضحة الأسطورة عبر الواقع والخيال وقد كان لنا مع الأستاذ أحمد مادون هذا اللقاء :

– هل هناك أزمة في الفن التشكيلي في القطر العربي السوري ، إذا كانت الأزمة موجودة تعطينا مفهوم ولادة مرحلة جديدة ؟

– ان ارتباط العمل الفني بجذوره التاريخية يعبر عن صدق الانتاج الفني وقدرته على الاستمرار وهو وثيقة لا غنى عنها من أجل الغوص في أعماق الواقع حاضرا ومستقبلا أزمة الفن عندنا تكمن في كيفية التعبير عن هذا الواقع ، معطياته ومشاكله تطلعاته وآفاق تطوره ، بصورة معاصرة تتناسب وطرق التعبير المبتكرة التي تميز بها عصرنا . إن بعض الاتجاهات الفنية الحديثة في المجتمعات الأكثر تطورا تصل في بعض الأحيان إلى حدود “الصرعة” أو الموضة المتقلبة . فاذا كانت بعض هذه الاتجاهات لمثل هذه المجتمعات المتطورة مبررة فليس لها عندنا أي تبرير ويظن العض تبعا لذلك بصورة تعميمية – مغلوطة طبعا – أن الفن الحديث ما هو إلا هراء وكلام فارغ وهو ما يجافي الحقيقة تماما. إن للفن المعاصر أصوله وقواعده التي لا تقل ثباتا ورسوخا عن كل ما تقدم من فنون. انإن  ضرورة توفر عنصر الاقناع في العمل الفني هو أمر ضروري . وهنا يجب التأكيد على الاقناع الحسي والادراك الفني ان أزمة الفن في القطر العربي السوري تكمن في هذه النقطة – كيف نقدم أعمالنا كفنانين الى الجمهور العريض وكيف يمكن اجتذاب تذوقه وتربية تذوقه الفني . إن محدودية انتشار العرض يجعل من الفن وسيلة تعبير بائسة إضافة لقلة الصالات المخصصة وعدم وجود ثقافة فنية تجعل عملية التذوق ممكنة .

اننا نفتقر إلى شيء أساسي وهو إمكانية انتشار الأعمال الفنية على نطاق واسع نفتقر إلى الأعمال الجدارية والنصب الكبير في الساحات والشوارع، كما أن النقد الفني في بلدنا ما يزال يتعثر ، وكثير من الأحكام المغلوطة تنتشر على نطاق الفنانين والجمهور معا والسبب عدم وجود الناقد المؤهل جيدا والذي يملك القدرة الحقيقية على الرؤية وتضارب الافكار لدى من يكتبون في مجال الفن والصحافة وباختصار الدخول الى عالم الثقافة بدون رصيد كاف من المعرفة والحس تجاه أعمال الفنانين . لقد فتح هذا العصر آفاق المعرفة الواسعة أمام الانسان وكذلك آفاق التجريب وضاقت وانعدمت المناطق المحظورة على التفكير البشري برغم كل العوامل المحبطة . ولم يعد الفنان يقبل أصلا أن يحدد له سلفا ما يمكن أن يقدمه للجمهور (أقصد الفنان الطليعي ) الذي يقدم أفكارا جديدة ، جديرة بالبحث إلا أن ضرورة الوقوف أمام دورة التاريخ ومعرفة لمن يتوجه بهذه الأفكار هي ضرورة ملحة وهامة لاستمرار عطائه وجسوره مع هذا الجمهور والارتقاء به .

لقد ظهرت منذ نهاية القرن الماضي وحتى يومنا هذا مدارس عديدة بقي منها الأصيل وانقرض واندثر الكثير. وصحيح جدا القول أن الزمان يغربل المواد والأفكار والأعمال ، الزمان بمفهومه الحركي المتغير والمحمل بعطاءات أبناء الجنس البشري ورؤيتهم المتطورة . وبدراسة بسيطة نستنتج أن كثيرا من المدارس الفنية التي ظهرت كانت مربوطة تاريخيا بأزمات واضحة المعالم مرت بالمجتمعات التي انبثقت منها الحروب والأزمات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها .

أزمتنا باختصار أن لا ننسى أن حضارتنا وتراثنا المزروع في كبر هذه الارض هي التي تشكل هويتنا وأن لا ننسى كفنانين وكجمهور أننا نعيش في معطيات عصر شديد الايقاع ومضطرب في أحيان كثيرة.

والفن انعكاس حقيقي ويجب ان يكون كذلك بالنسبة لكل ما تقدم، انعكاس للمجتمع وتراثه، معطياته، أزماته وتطلعاته.

– كيف نستطيع تفسير عبارة بريخت : ” أتقدم للجمهور مادا له يدي ” بالنسبة لعلاقة الفن بالجمهور .

لقد أجبت جزئيا عن هذا السؤال فيما تقدم وأضيف ما يلي : .. ان وجود هوة بين الفنان والجمهور هي مسؤولية مشتركة .. عندما يبالغ الفنان في رموزه وعناصره إلى درجة يفقد معها المشاهد القدرة على متابعته ، فان المسؤولية تقع هنا على عاتق الفنان أكثر .. والعجيب أن كثيرا من الفنانين الزملاء يلقون العبء على الجمهور ويتهمون المشاهد بالغباء لانه لم يفهم ما يقصدون أو لم يشاركهم احساسهم . وبالنسبة لي لا أدعي أن كل أعمالي مفهومة من قبل الجمهور إلا أنني أحاول أن لا تبقى بيني وبين هذا الجمهور أية مسافة غير مدركة قدر الامكان . واسمح لي أن اتكلم قليلا عن عملي جوابا على سؤالك .

في عملي عموما عناصر كثيرة من التراث والواقع مزاوجة ببعض العناصر التجريدية غير المفصولة عن جذورها الواقعية .. انني احذر دائما من الوقوع بأسر التجريد المطلق واللا نمائي . ان مفهوم التراث في أعمال مادون له صيغته الخاصة ولغته الخاصة .. وببساطة أستطيع القول انه من خلال المعارض التي أقمتها لم أشعر بوجود فجوة أو هوة مع الجمهور حتى تلك الشريحة التي لا تتذوق التجريد بتاتا، لان التجريد ذاته إذا كان مرمزا بدلالاته الواقعية يصبح قابلا للاستيعاب والأهم من ذلك القابلية للحس لدى الجمهور تجاه هذا النوع من التجريد. وفي بلادنا مثل دارج يقول : – الناس أعداء ما يجهلون – وهذا عموما صحيح وان لم يكن دائما بالنسبة نفسها . ان المعرفة مرادفة للايجابية الحسية غالبا وترتبط ارتباطا وثيقا بالمحبة .. كما يرتبط الجهل بالكراهية .

وعندما يمتلك الجمهور المعرفة اللازمة .. وعندما تتاح له فرص متكافئة للحصول عليها بشكل ميسر ولا أقول سهل  – إذ لابد من بذل الجهد في التثقيف الجماعي والفردي وبالنسبة لمقولة بريخت الانفة الذكر فهي صحيحة دوما الآن وفي الماضي وفي المستقبل حتما .

الفنان طليعة مجتمعه او يفترض ذلك وبالتالي فان مسؤوليته كبيرة في التعبير عن هذا المجتمع وبالصيغة التي تحكمها تجاربه وموقعه الاجتماعي مع شرط بسيط وهو الصدق أولا وأخيرا وياله من شرط .

.. ألا ترى كم هو بسيط يا صديقي ، ان الفن موجود طالما وجد الانسان والواقع أغنى في صورته من أي خيال ، الفن موجود في أبسط الأشياء اليومية ، وأبسط مظاهر الطبيعة التي نمر بها كل يوم دون ملاحظتها او احساسها .. يكفي أن تسلط الضوء لتجد عليها عالما زاخرا بأبعاد لا متناهية ولعل السؤال – لماذا لا يستطيع كثير من الناس بل الغالبية ، التوقف والتأمل فيما يرون به يوميا وادراك الجانب الفني في المشاهد والرؤى ، وللجواب أسباب منها : الروتين السريع للحياة اليومية ، الكسل بالبحث وقلة المعرفة وعدم صقل ملكة التذوق بشكل كاف لديهم ، ومن هنا يصح القول إن مسؤولية الفنان كبيرة أن يمد يده إلى الجمهور وبشكل وثيق وقريب من القلب والعقل معا وأن يعطي فنه أملا لهذا الجمهور المحبط كثيرا جدا 

ان فنا واقعيا وحده لا يكفي بل يجب دوما أن يعطي لهذا الواقع الأمل بالأفضل وألا يتجاهل أبسط مقومات وجود الانسان وهي نزعة التطور والتقدم .

– أكثر من يشاهد  أعمالك يقول عنها بما معناه : إنها ألوان سيمفونية غنية في أجمل أيام الربيع . كيف يتم التوفيق بين هذه الجمالية والواقع ؟

    انني أرسم الواقع وفق منظورين جدليين :

1-   العناصر المادية المكونة لهذا الواقع .

2-    الجانب العاطفي والفكري وتطلعات هذا الواقع إلى الأفضل وألح دائما عمليا ونظريا على ربط مفهوم الزمن بالواقع أي ان واقعي غير سكوني وأي واقع اجتماعي يجب أن يكون غير سكوني . ان هذا العالم خضم مستمر يتجه بالضرورة وعموما نحو الأفضل. والمنظورين الجدليين هما – ما يدعيان بالشكل والمضمون وإن كنت لا أوافق مطلقا على الفصل بينهما . فهما الروح والجسد معا وهل لجسد أن يبقى حيا بدون روح إلا في حالة وحيدة هي الموت .

احباطات كثيرة تجابه انسان العالم الثالث يفتقر للأمل وتلفه دوامة اليأس فعلى الفن أن يبشر له بهذا الأمل شرط أن لا يكون أملا زائفا يتاجرون بهذا الانسان . ان عملا فنيا يفتقر لذلك سوف يقع في هوة الاحباطات ..

ان الفرح والأمل في عملي بمثابة الدوس على الجرح .. انظر ماذا فعل مغنونا وملحنوننا بأذننا العربية ؟! – نواح وتأوه وحزن وتأسف ألا نطمح أن تبقى لنا حاسة البصر بدون أن ترى تلك الأشياء المؤذية كما حصل مع أذننا .. انني أردد مع بابلو نيرودا : ” انني أنتظر ذلك اليوم الذي يفهم فيه العمال شعري”  إن الذوق الفني يا صديقي يتطور بسرعة كبيرة وعلينا أن نبرهن لمشاهدنا المفترض ان هناك ما يصح أن نناضل من أجله جميعا في هذا العالم ان هناك قيما أزلية خيرة وحقيقية تشكل مبرر وجود هذا العالم وتستحق منه الكثير .

– كيف يتم التنسيق بين التراث والمعاصرة في أعمالك .

لعلك  تقصد – ماهي الصيغة التي يمكن الجمع فيها بين جانبين على محور زمني واحد والمسالة ليست تنسيقا بل صيغة عضوية بحتة .

التراث .. ماهو ؟ وما هي المعاصرة ؟ اننا ننتمي إلى حضارات لعلها الأقدم في تاريخ الانسان ، ونعيش في عصر متطور ومتحرك ذي ايقاع هائل قد لا يكون بنفس النسبة في بلادنا .. أين نحن من هذا وتلك ، السؤال الكبير – ماذا نأخذ؟ ماذا نهمل؟ وماذا لدينا من إضافة؟ إنها نفس الأسئلة للفرد في المجتمع، للفنان ، لصاحب أية مهنة .

ان الدفء الانساني الموجود في مجتمعنا ولدى نموذجنا البشري لم ينقذ هذا المجتمع من غوائل كثيرة . كما أن حضاراته القديمة لم تؤمن له الحماية الكافية ضد الأطماع الدخيلة ، ربما لان انساننا لم يحسن الاستفادة من تراث هذه الحضارة التي تحض على اكتساب المعرفة وتلح على تماسك المجتمع والدفاع عن مقومات وجوده ضد الدخلاء ، كما أن حضارة الغرب عموما لم تمنع من ظهور أزمات كبيرة من حروب مدمرة واختناقات اجتماعية بالغة الحساسية نتيجة للعلاقات التي أوجدتها هذه الحضارة والمتسمة أكثر فأكثر بالطابع المادي البحت .

إن إيجاد صيغة في العمل الفني تجمع في ثناياها النسب الكافية من التراث ومحاولة تطوير أساليبنا المحلية لكي تنسجم مع روح هذا العصر وليس مع مظاهره المادية فقط . ان هذا يتم بمعرفة الارضية الصلبة لتراثنا وبدون انغلاق أو تعصب إن الحرية ضرورية وهامة في هذا المجال ، حرية البحث وحرية تجريب الأساليب دون الانزلاق في مستنقع التقليد . وبالنسبة لي هل حققت ذلك أو لا . بالطبع فان جوابي هو أنني أحاول يا صديقي أحاول بجهد وأعتقد أنني سأصل إلى كل ما أريد .. تكفني المحاولة وأدع الحكم لغيري .

– ماذا تقول عن النفحة اليابانية في أعمالك ؟

لقد عشت زمنا في تلك البلاد .. فترة غنية لاشك ..إنه الشرق الحقيقي هناك و أعجبت بتلك الأساليب المتطورة وبالانسان الياباني بشكل خاص .. لقد أذهلني فهمهم للطبيعة ونظرتهم التأملية للعالم من حولهم وطاقاتهم الكبيرة ، ترى الياباني ساكنا هادئا صموتا و إذا تكلم فبهمس .. لكن في داخله خضم هائل من العواطف والأفكار الحيوية . هذا يفسر اندفاعاتهم الجبارة بعد الحرب المدمرة التي خاضوها وإن كانت البوادر الآن في المجتمع الياباني تشير إلى أشياء كثيرة سلبية . لقد ذهلت بتذوقهم للفن هناك والرموز التي يستخدمونها . بالنسبة للنفحة اليابانية في بعض أعمالي وليس كلها .. فذلك مبرره اني اخذت ما وافق شخصيتي وطبيعتي ، وأنا في الأساس انسان تأملي واشترك معهم بهذه النظرة ، انهم يتعاملون بنوع من الغنائية حتى مع تفسير موضوع الموت أو حادثة الموت ذاتها وهذا يفسر انتحاراتهم الجماعية في حالات الإحباط الكبيرة ، أضف إلى ذلك إن كثيرا من الفنانين الأوربيين وأخص – فان غوخ – وسواه تأثروا بالفن الياباني دون أن يزوروا المنطقة ، حيث كان التأثير عن طريق محفوراتهم الخشبية وأقمشتهم المطبوعة وغيرها التي كانت تصل أوربا في القرن التاسع عشر وفي هذا القرن .

ومسألة التأثر بفنون أخرى أرى أن تراث العالم ملك للانسانية كلها ويمكن للفنان أن يأخذ ما شاء منه شرط أن يصيغه بخصوصية وتفرد ، إن تأثري بالفن الياباني يقع ضمن هذا المقولة وهو بالنسبة للبعض من أعمالي فقط ولا أشعر بأي عقدة تجاه هذا التأثر لانه ليس أحادي الجانب .

   صبحي كردي – الفرسان العدد 118 -اب1979


 

 

 


انظر لوحات الفنان أحمد مادون:

انظر صور من أرشيف الفنان أحمد مادون: 

دمشق – مقهى النوفرة بعدسة الفنان أحمد مادون

نزلة مقهى النوفرة في دمشق في ستينيات القرن العشرين


 



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى