شهادات ومذكرات
وقف الاعتداء الفرنسي 1945 .. من مذكرات محمد حسن بوكا (18)
وقف الاعتداء الفرنسي 1945 .. .. من مذكرات محمد حسن بوكا (18)
كلف الرئيس شكري القوتلي وفداً برئاسة المناضل والنائب / فخري البارودي بالسفر الى الأردن ليطلب من الانجليز المساعدة بالدخول الى دمشق وطرد الفرنسيين ، حيث كان خلاف بسيط بينهم للنفوذ على المنطقة .
في اليوم التالي دخلت القوات الإنجليزية الى دمشق واتجهت نحو الصالحية حيث مقر هيئة الأركان الفرنسية فقمت بمرافقة الدبابات مع بعض الجوار ، وقد جاء قائد الانجليز يتفاوض مع الفرنسين على الجلاء من سوريا . وعندما اقتربت من أحد مكاتب الفرنسيين اعلمنا أحد العساكر السوريين من أفراد الجيش الفرنسي بأن زملاءه يوزعون السلاح على المواطنين السوريين من الباب الخلفي ، فتوجهت أنا وزميلي / منصور الأطرش كان من لجنة الطلاب ، الى الباب الخلفي فلم نجد أحد ، ورأينا المبنى بدون حراسة فدخلنا وفتحنا أول باب فوجدنا حقائب كثيرة ، فتشـناها لنعلم ما بها فإذا هي مليئة بالمسروقات من محلات الصالحية ، ودخلنا غرف أخرى فوجدنا ما وجدناه بسـابقها ، وفي أحد الغرف وعند فتح الباب فاذا بصالة كبير فيها حوالي عشرين ضابطاً برتب عالية من الانجليز والفرنسيين ومن بينهم الضابط / اوليفا روجيه كبير المفاوضين ، جالسين يتحاورون وهبوا واقفين متاهبين لنا وخاصة أننا كنا نلبس زى الدرك فربط الرعب لسـاننا ، فتقدم مترجم أرمني بلباس مدني نحونا وسألنا ماذا نريد ، فأجابه منصور الأطرش وهو يتكلم الفرنسية بطلاقة باعتباره درس في مدرسة الفرير وكان سريع البديهة فرد قالاً : أن الفرنسيين نهبوا محلات الصالحية ويعدونها للسفر .
فذهب معنا ضباط انكليز ليتأكدوا من ذلك وفتحت الغرف فاذا بها ما كان من مسروقات ، ثم توجهنا الى الباب الرئيسي للخلاص من هذه الورطة .
كانت المحافظات السورية أكثر حظاً من دمشق فلم تتعرض للدمار مثل دمشق لأن الأهالي هاجموا مقرات القوات الفرنسية وحاصروهم فلم يتمكنوا من ضرب المدن فكان التركيز على مدينة دمشق فقط.
أثناء قصف مدينة دمشق زار وفد فرنسي رئيس الجمهورية شكري القوتلي في منزله وطلب منه توقيع معاهدة ثقافية مع فرنسا وسيتم فوراً الجلاء عن سوريا .
فأجاب فخامة الرئيس :
لو هدمتم هذه الدار فوق رأسي وقتلتم أولادي، وقطعتم يديّ فلن أقوم بتوقيع أى معاهدة معكم .
فخرجوا يجرون وراءهم خيبة الامل .
لقد كان فخامة الرئيس شكري القوتلي مناضلاً سياسياً مخلصاً لشعبه ووطنه ، نُفي الى جزيرة أرواد بطرطوس ، وحكم عليه بالإعدام عدة مرات ولكنه لم يتهاون بحقوق بلاده ومسؤولياته الوطنية .
انظر:
تعريف .. من مذكرات محمد حسن بوكا (1)
مرحلة الطفولة .. من مذكرات محمد حسن بوكا (2)
التاجر الصغير .. من مذكرات محمد حسن بوكا (3)
مجيد الفوال .. من مذكرات محمد حسن بوكا (4)
المرحلة الابتدائية .. من مذكرات محمد حسن بوكا (5)
مرحلة الشباب .. من مذكرات محمد حسن بوكا (6)
العرفان بالجميل .. من مذكرات محمد حسن بوكا (7)
التلميذ المدلل .. من مذكرات محمد حسن بوكا (8)
مقابلة الشيخ تاج الدين الحسني .. من مذكرات محمد حسن بوكا (9)
مرضي بذات الجنب .. من مذكرات محمد حسن بوكا (10)
الحياة العائلية ما بين 1940- 1950 .. من مذكرات محمد حسن بوكا (11)
رهان مقبوضة .. من مذكرات محمد حسن بوكا (12)
البطل الكردي أحمد البارافي .. من مذكرات محمد حسن بوكا (13)
النضال الوطني .. فترة المطالبة بالجلاء.. من مذكرات محمد حسن بوكا (14)
إلقاء القنبلة على هيئة الأركان الفرنسية.. من مذكرات محمد حسن بوكا (15)
مقابلة فارس الخوري .. من مذكرات محمد حسن بوكا (16)
هجوم الفرنسيين على المجلس النيابي .. من مذكرات محمد حسن بوكا (17)