شهادات ومذكرات
مقابلة الشيخ تاج الدين الحسني .. من مذكرات محمد حسن بوكا (9)
من مذكرات محمد حسن بوكا (9) – مقابلة الشيخ تاج الدين الحسني
في عام 1942 أقيم معرض بدمشق، اشترك فيه نادى دمشق الأهلى بجناح خاص به وكان يرغب في عرض صورة لرئيس الجمهورية العربية السورية / الشيخ تاج الدين الحسني يصور فيها بكامل طوله – رسم اليد – وعلى صدره أوسمه قـلّد بها لأعماله في سـبيل الوطن .
قام الرسام / محمود حمّاد الذي كان عضواً بالنادى
في رسم الرئيس على لوحة كبيرة لكنه توقف عند
رسم النياشين لعدم وضوحها بالطابع البريدى
الذي نقل عنها الصورة .
وأثناء تواجدي بالنادى طلب مني مساعدته بالحصول على صورة النياشين من قصر الرئاسة نظراً لخجله وارتباكه في التحدث الى المسؤولين بذلك .
فاتصلت على الفور بسكرتير القصر الجمهوري وشرحت له الموضوع فرحب بقدومنا بعد عشر دقائق .
اسرعت أنا والرسام / محمود حمّاد حاملين اللوحة وقاعدة المرسم والأدوات من فرشاة وألوان الى الترام المتجه الى القصر الجمهوري بالمهاجرين ، وما إن وصلنا حتى وجدنا اسـمنا على الباب ودخلنا على الفور .
اسـتقبلنا سـكرتير الرئيس واجلسنا ريثما يقابلنا الشـيخ تاج …
وماهى إلا دقائق حتى دخل علينا فخامته بزيه المعروف – طربوش وبالطو طوله يصل الى ساقه – ووجه المشرق عليه علامات الوقار والنور وصافحنا بحرارة وتحدث الينا بمنتهى التواضع والمحبة ، اطلع على الرسم فاعجب به وكان قد حضّر لنا الأوسمه جميعها على وسادة ومعها شهادات منح تلك النياشين .
جلس صاحبنا الرسام ينقل مايريد منها وأنا اتحدث الى فخامته بكل فخر واعتزاز وهو ينظر اليّ بكل حنان وتواضع ، وأعجبت من مدى البساطة لرئيس منتخب من صفوف الشعب وحب المواطن العادى العفوي له ، ومرت ساعة من الوقت لم أشعر بها لسروري بلقاء ثالث رئيس جمهورية لسوريا الذي حكم من 16/9/1941 لغاية 17/1/1943 م .
انهى صاحبي الرسام ما أراد وودعنا فخامة الرئيس بنفس الحفاوة التى اسـتقبلنا بها نجر معنا زهوة اللقاء وقلبنا يدعوا له بطول البقاء .
عرضت اللوحة بالمعرض وكان لها حظٌ كبير من الإعجاب والتقدير .
انظر:
من مذكرات محمد حسن بوكا (1) – تعريف
من مذكرات محمد حسن بوكا (2) – مرحلة الطفولة
من مذكرات محمد حسن بوكا (3) – التاجر الصغير
من مذكرات محمد حسن بوكا (4) – مجيد الفوال
من مذكرات محمد حسن بوكا (5) – المرحلة الابتدائية
من مذكرات محمد حسن بوكا (6) – مرحلة الشباب
من مذكرات محمد حسن بوكا (7) – العرفان بالجميل
من مذكرات محمد حسن بوكا (8) – التلميذ المدلل