شهادات ومذكرات
مرحلة الشباب .. من مذكرات محمد حسن بوكا (6)
من مذكرات محمد حسن بوكا (6) – مرحلة الشباب
مرحلة الشباب
طالما لم تعترف بالفشل فأنت لم تهزم :
في نهاية السـنة الدراسـية للشهادة الإبتدائية اسـتدعى مدير مدرسة التطبيقات المسلكية / رمزي الركابي مجموعة الطلاب المشاغبين والمقصرين دراسياً ومنهم / يوسف وهبي ، وعادل خرضجي ، وأحمد منير مصلح…. وكنت واحداً منهم . وطلب منا إن نجحنا لهذا العام أن نتوجه الى أي مدرسة أخرى لتكملة دراستنا ، وإن رسبنا فلا يفكر أحد بالاستمرار بالدراسة بالمدرسة النموذجية مطلقا ، وفي نهاية العام الدراسي نجحنا جميعاً بدرجة مقبول وتفرقنا لعدة اتجاهات ..
أحمد منير مصلح :
بعد تخرجه من الإبتدائية توفيت والدته،وبدأ بالعمل الى أن بلغ من العمر 18عاماً.
فعمل في السكة الحديدية بدرعا مفتاحجي
– محولاً يدوياً للسكة – حيث كان يعمل والده عاملاً بالسكة الحديد ، تعرض لحادث اثناء عمله بالسكة الحديدية فسعى له أخوه الأكبرعادل بعمل في مديرية المالية جابياً توفي والده عام 1946م ، وعمره عشرون عاماً , وشعر بضرورة الاستمرار بتحصيله العلمي وبدأت رحلته بعد زواجه من ابنة خاله 1947م التي شجعته وساندته للحصول على الإعدادية – الكفاءة – ثم بكالوريا أولى وثانية بتفوق ( بدراسة حرة ) ،
وحصل على الشهادة الجامعية والدبلوم في التربية من جامعة دمشق فعين مدرساً في ثانوية للذكور بمحافظة درعا بحوران .
وفي يوم من الأيام كُلف الأستاذ / رمزي الركابي الذي عين مفتشاً بالوزارة بمهمة التفتيش على الادارات في القطر ، فركب بالباص متجهاً الى درعا وصادف أن ركب بجانبه أحمد مصلح ، وبمرور الزمن لم يتعرف مدير المدرسة السابق على تلميذه الكسول والذي أنّبه في يوم مِن الأيام على كسله وعندما وصلت الحافلة الى درعا سارع أحمد منير الى المدرسة ودخل فصل الطلاب ليقوم بتدريسهم فدخل عليه مديره السابق وبعد انتهاءالحصة الدرسية أبدى الاستاذ الركابي اعجابه بطريقة تدريسه للطلاب وبقدرته على ضبط وادارة الحصة لطلاب ثانوي .
وبعد الحصة سأله أحمد منير : ألم تتذكرني يا أسـتاذ ؟
فقال له ألست أنت الجالس معي بالحافلة القادمة من دمشق ؟ .
فقال له : نعم لكني كنت يوماً تلميذاً عندكم بالإبتدائية بمدرسة التطبيقات . فأجابه لاتحضرني الذاكرة لعدد الطلاب الكثر .
عندها قال له أحمد : أنا من المجموعة التى دعوتنا قبل التخرج من الإبتدائية ورفضت اسـتقبالنا لمتابعة دراسـتنا لكسـلنا وإهمالنا وها أنا الآن مدرساً بعد أن حصلت على الكـفاءة والبكالوريا – دراسة حرة – والشهادة الجامعية والدبلوم في التربية وأصبحت من المتفوقين فأعجب به وأثنى عليه وعلم أن الظروف والإرادة يمكن أن تصنع الرجال وتحول الفشـل الى نجاح .
سافر أحمد منير الى المغرب معاراً ليعمل مدرساً في دور المعلمين لمدة سنتين عاد بعدها الى دمشق ليتم ابتعاثه عام 1963م الى بريطانيا لينال شهادة الدكتوراه في التربية المقارنة عام 1967م ثم عين دكتوراً بجامعة دمشق .
وفي نهاية العقد السادس 1969م اجتمعت مع أحمد مصلح مصادفة بالحيّ وعلمت منه أنه معاراً الى جامعة الملك عبد العزيز في الرياض بالمملكة العربية السعودية .
وبعد حوالي سنتين بدأت معاناته مع المرض حتى وافته المنية في شهرمارس 1983م وتم نقل جسده الطاهر الى دمشق ليوارى في مقبرة الدحداح بجوار أقربائه رحمة الله تعالى عليهم جميعاً .
يوسف وهبي : ترك مدرسة الصنايع وحصل على الثانوية العامة فرع أدبي دراسة حرة ثم دخل كلية الحقوق وتخرج منها وعمل محامياً ثم اصيب بمرض السكري وتوفي عام 1971 رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته .
عادل خرضجي : الذي كان يتيم الأبوين خفيف الظل وشـغوفا بتقليد اللغة الانكليزية بمعنى وغير معنى ، كان يعمل ليساعد نفسه وحصل على البكالوريا الفرع الأدبي فعمل بالسفارة السورية بلندن كاتباً بوساطة أخوه الضابط بالقوى الجوية زميل حافظ الاسد . وقويت لغته وأصبح متمكناً من اللغة الانكليزية ثم عاد الى دمشق ليعمل مع رجل الأعمال / نذير هدايا كمترجم ومازال حياً يرزق .
أما التلميذ الفاشل الأخير : وهو أنا انتسبت الى مدرسة “صنائع البنين” و كان ذلك بناءاً على رغبتي في الصناعة و كذلك بسبب مجموعي الدراسي .
في السنة الأولى تعثرت دراستي و لم أنجح ، و كان ذلك بسبب طيشي وعدم اهتمام الأهل بدراسة أبنائهم أنذاك ولم يكن العلم شـيئاً أساسياً في حياة الناس …
انظر:
من مذكرات محمد حسن بوكا (1) – تعريف
من مذكرات محمد حسن بوكا (2) – مرحلة الطفولة
من مذكرات محمد حسن بوكا (3) – التاجر الصغير
من مذكرات محمد حسن بوكا (4) – مجيد الفوال
من مذكرات محمد حسن بوكا (5) – المرحلة الابتدائية