مقالات
فارس الأتاسي: سعيد زين العابدين.. شيخ الطريقة البدوية في استنبول
فارس الأتاسي: الشيخ سعيد زين العابدين.. شيخ مشايخ الطريقة البدوية في استنبول
من أبناء حمص الفهماء والنبغاء الذين لم تعرفهم المدينة حق المعرفة، “صاحب السيادة والرشاد” كما ذكر في بعض الوثائق، من وجهاء الاستانة ومشايخها الكبار، صاحب الحظوة الكبيرة لدى السلطان عبدالحميد، دفين اسطنبول الشيخ محمد سعيد زين العابدين الأديب، الشيخ الأعلى للطريقة البدوية في القسم الآسيوي من العاصمة اسطنبول/ اسكودار، الذي تنسب له المرويات الفضل في اقتراح بناء مسجد خالد بن الوليد.
ولد في حمص عام 1852/53 وتتلمذ على يد العالم الكبير محمد المحمود الأتاسي في مدرسة البازرباشي، وأتمّ دراسته على يديه في 9 شعبان 1872، وعمل بعدها في التدريس ضمن المدينة لمدة سبع سنوات.
شدّ الرحال الى اسطنبول منتسبًا لشيخ الطريقة البدوية في العاصمة حسين حفظي أفندي، وذلك بعدما حضر والده الشيخ أرسلان زين العابدين شيخ الطريقة الرفاعية في حمص إلى اسطنبول زائرًا ولقي من الشيخ حسين حفظي افندي الاحترام الكبير.
أٌجيز الشيخ سعيد في الطريقة البدوية عام 1880 وتعمّم بالعمامة السوداء بعدما فوّضه شيخه بأمور التكية البدوية ، وهي تكية بيلربيي/استاوروز في القسم الآسيوي للعاصمة اسطنبول/ اسكودار، وذلك قبل أسبوع من وفاته بقوله:” هذا المقام يليق بك”. وقد حضر مراسم تسلّمه لرئاسة التكية الكثير من مشايخ اسطنبول. وخصّصت له ولعائلته حصص من أوقاف عادلة سلطان (السلطانة عادلة) وتم ترميم التكية من تخصيصات تلك الأوقاف أيضًا.
ممّا حفظ له في التراث الديني- الموسيقي التركي رباعيته:
” الإمام الحق نوره قد أضا(ء)
من أتى في خلوته؟ عنه رضى
صدق القائل مِن مَن مضى
كل من والى علي المرتضى”
وعرف عنه اهتمامه بالطب العربي وممارسته بكفاءة عالية، ويؤكد ذلك وجود قسم للتداوي (تداوي خانه) ضمن التكية، وما ذكر عند قبره :” لذ بسعيد لأبي النسيب، فهو المداوي والطبيب…”
ظلّ الشيخ سعيد في رئاسة التكية البدوية باسطنبول يقيم بها الأذكار يوم الخميس، حتى عرفت التكية في تلك الأوقات باسم “تكية الشيخ سعيد” إلى أن توفاه الله في 1916. وتم إنشاء المزار في ذات العام من قِبل مريده، الخزندار (أمين الخزينة) الرابع للسلطان محمد رشاد “درفشان” قالفا.
تسلّم التكية البدوية من بعده ابنه النابغة العبقري محمد نسيب زين العابدين الأديب، الحمصي مولدًا وأصلًا، عضو “دار الحكمة الإسلامية”، وهو المجلس الإسلامي الأعلى في الدولة، والمدرّس في مسجد السلطان بايزيد الثاني ومدرّس “المجلة” في كلية الحقوق بدار الفنون في العاصمة، وكذلك صاحب الامتياز لجريدة “المصباح” العثمانية، ثم بعد وفاته تسلّمها ابنه السيد محمود راتب سعيد الذي كان آخر شيخ لها.
والجدير بالذكر أن الشيخ سعيد هو والد السيد هاشم بك زين العابدين، ممثل حمص وحماة في مجلس المبعوثان (مجلس النواب) العثماني، وعضو مجلس شورى الدولة.
مراجع للإستزادة:
Derya BAŞ, Seyyid Ahmed el-Bedevî Tarikatı ve İstanbul’da Bedevilik. ÖZKÖSE, Kadir, İSTANBUL TASAVVUF KÜLTÜRÜNDE BEDEVİYYENİN YERİ VE ÜSKÜDAR BEDEVİYYE TEKKELERİ, C.Ü. İlahiyat Fakültesi Dergisi, 2012, Cilt: XVI, Sayı: 1 Sayfa: 507-540
اقرأ:
من الأرشيف العثماني 1902- افتتاح مدرسة رشدية و12 مدرسة ابتدائية في لواء حوران
من الأرشيف العثماني 1913 – منح الجنسية العثمانية للمهاجرة الجزائرية في ولاية سورية
من الأرشيف العثماني 1913- جداول إمتحانات المدرسة الرشدية للإناث في حماة
من الأرشيف العثماني 1905- إقراض المزارعين في درعا 300 ألف قرش عثماني من البنك الزراعي
من الأرشيف العثماني 1889 – من مخططات طريق حماة – اللاذقية
من الأرشيف العثماني 1904- رسم معماري لسبيل عين البيضا في حلب
من الأرشيف العثماني 1895 – جدول إمتحانات المدرسة الرشدية بحمص
من الأرشيف العثماني 1911 – خريطة قضاء دوما بولاية سورية
من الأرشيف العثماني 1918 – آخر إحصاء سكاني لولاية سورية
من الأرشيف العثماني 1914 – تعيين يوسف بك العظمة في المفوضية العثمانية بمصر
من الأرشيف العثماني 1886 – المخططات المعمارية لدار الحكومة (السرايا الجديدة) بمدينة حمص
من الأرشيف العثماني 1889- عريضة من أهل حمص للصدارة العظمى لإبقاء القائمقام إحسان بك
من الأرشيف العثماني 1908 – ترميم تكية الطريقة السعدية بحمص من مال السلطان عبدالحميد
من الأرشيف العثماني 1903 – مكافأة أعضاء هيئة إنشاءات مسجد خالد بن الوليد
من الأرشيف العثماني 1877 -كتاب شكر من أهالي حمص إلى السلطان عبد الحميد الثاني
من الأرشيف العثماني 1895- تكليف كامل بك دوامة بتمثيل السلطنة في مؤتمر الجغرافيا
من الأرشيف العثماني 1914- رسالة مدير المدرسة العلمية في حمص إلى نظارة المعارف
من الأرشيف العثماني 1910- عريضة للصدارة العظمى من مدير المدرسة العلمية الأدبية في حمص
اقرأ أيضاً:
من الأرشيف التركي 1939- حادثة الهجوم على عبد الرحمن الشهبندر
جريدة سبيل الرشاد 1952- تهنئة من المحفل الماسوني السوري لجميع الماسونيين في تركيا
الشيخ محمد علي ابن الشيخ محمد حافظ المعاز
انظر:
مصطفى كمال -أتاتورك، أنور باشا، جمال باشا، وخلفهم علماء دمشق عام 1917م
مبعوث اللاذقية في مجلس المبعوثان العثماني أمير بك أرسلان