تظهر هذه الصور النادرة نماذج من أزياء جندرمة البغَّالة العثمانية في الجزيرة مطلع القرن العشرين كما وثقتها عدسة أوبنهايم في رأس العين.
وتسمية البغّالة نسبة إلى مركوب هؤلاء الجنود (البغال) وكذلك جاءت تسمية الهجّانة من مركوبهم (الهجن/الجمال) و اختيرت البغال في هذه المنطقة لتكون قادرة على السير في مختلف التضاريس من السهول جنوباً وإلى الهضاب والمرتفعات في الشمال، وكان يناط بهؤلاء مهمة حماية البريد والقوافل من السطو، وكذلك فض النزاعات العشائرية وملاحقة العناصر المطلوبة، لذلك كان زيهم يراعي الزي الدارج في المنطقة من خلال اعتمار الكوفية والعقال العربي.
أما المركز الرئيسي لتلك القوات في منطقة الجزيرة الحالية فقد كان في تل الحسجة (مركز محافظة الحسكة لاحقاً)، وكان التل حينها يضم خاناً واحداً، وقشلة شكلت المركز لتلك القوات.
وقد باتت تلك القوات في نهاية القرن التاسع عشر والعقد الأول من القرن العشرين ذات أهمية كبيرة، وكثيراً ما كانت تجني فوائد مالية أيضا مقابل “التغاضي” عن بعض الممارسات وذلك في عصر ضعف الدولة.
