يتواصل الاهتمام بمرعي باشا الملاح (1853-1930) رجل الدولة والزعيم السياسي السوري البارز، انطلاقاً من الدور الإصلاحي بالغ الأهمية الذي اضطلع به في حلب خصوصاً وسورية عموماً طوال الفترة الممتدة بين مرحلة التنظيمات العمرانية الحميدية وعهد الانتداب الفرنسي، مروراً بحقبة الاتحاديين والعهد العربي-الفيصلي.
وقد شهدت كلية الآداب بجامعة القاهرة في 5 كانون الثاني/ يناير 2021 مناقشة لرسالة الدكتوراه التي أعدها البحاثة السوري ثامر علي مطلق بعنوان “أعيان حلب ودورهم الإصلاحي: مرعي باشا الملاح نموذجاً 1866-1930”.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من أ. د. إيمان محمد عامر، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، کلیة الآداب، جامعة القاهرة (عضواً ورئيساً)؛ وأ. د. سليمان محمد حسين، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، كلية الآداب، جامعة كفر الشيخ (عضواً)؛ وأ. د. سحر علي حفني، أستاذ ورئیس قسم التاریخ- کلیة الآداب، جامعة القاهرة (مشرفاً).
ويعد موضوع الرسالة الأول من نوعه في العالم العربي من حيث تطرقه إلى الجانب المتعلق بدراسة “الأعيان”، والتعريف بالدور الذي اضطلعوا به في نهضة حلب في منتصف القرن التاسع عشر وحتى مطلع القرن العشرين، مُتخذةً “مرعي باشا الملَّاح” بوصفه أحد رموز حركة الإصلاح في حلب نموذجًا لهذه الدراسة التاريخية.
كما تمثل هذه الرسالة مساهمة في بناء تاريخ هذه الشخصية التاريخية، والتعرف عن كثب على تكوينه المعرفي، والخبرات التي اكتسبها، والأدوار المحورية التي اضطلع بها.
وفي ختام المناقشة حصل البحاثة ثامر علي مطلق على “درجة الدكتوراه” في قسم التاريخ- جامعة القاهرة، بتقدير عام “مرتبة الشرف الأولى”، مع التوصية بطبع الرسالة وتداولها بين مختلف الجامعات المصرية.
يُذكر أنه صدرت للبحاثة مطلق حديثاً دراسة محكمة بعنوان “المصلحون العرب في وثائق الأرشیف العثمانی: مرعي باشا الملاح نموذجاً” في مجلة “المؤرخ المصري”، وهي مجلة محكمة للدراسات التاريخية المتخصصة، ويصدرها قسم التاريخ بكلية الآداب في جامعة القاهرة.
وتشكل هذه الرسالة والدراسة اللتين أنجزهما البحاثة مطلق رافداً مهماً للجهود البحثية الرامية إلى فتح أفق النظر في إعادة اكتشاف الإرث التاريخي لرجل الدولة مرعي باشا الملاح، التي بدأها المؤرخ التركي مراد ضورسون طوسون المتخصص في الأرشيف العثماني، الذي سبق له أن أصدر كتاباً وثائقياً ضخماً بالتركية يحمل عنوان “الحلبي العثماني ملاح زاده محمد مرعي باشا: حياته وما يُذٓكِّرُنا به ” (HALEPLİ BİR OSMANLI MELLAHZÂDE MEHMED MER’İ PAŞA HAYATI ve HATIRLATTIKLARI)، الذي يستند إلى وثائق جرى اختيارُها من بين محفوظات الأرشيف العثماني.
وكان إصدار المؤرخ طوسون لكتابه المرجعي في اسطنبول في العام 2016 قد مثل إضافة قيمة للمكتبة المتخصصة في تاريخ سورية في الفترة العثمانية المتأخرة، والعلاقات السورية-التركية في عهد الانتداب الفرنسي.
انظر:
الدكتور رضا سعيد في ضيافة مرعي باشا الملاح عام 1925
قرار قبول استقالة الملاح باشا والي حلب وتكليف محمود الحكيم عام 1926
