مقالات
سامر الموسى: “تلاتماية ورقة ورز ومرقة” ..الوحدة 569 .. سرايا الدفاع
سامر الموسى: التاريخ السوري المعاصر
تأسست سرايا الدفاع في منتصف العام 1964 و(أصبح اسمها اليوم الفرقة الرابعة) وهي إسمها الحقيقي سرايا الدفاع عن المطارات وأسمها الرمزي الوحدة 569 وأسسها اللواء محمد عمران بعد قيام إنقلاب الثامن من آذار عام 1963 للدفاع عن اللجنة العسكرية لحزب البعث لكن بعد أبعاد عمران فى كانون الأول 1964 بعد خلافه مع اللجنة العسكرية بعد تحالفه مع القيادة القومية أوكلت قيادتها إلى الملازم رفعت الاسد الذي كان نائبه في قيادة تلك القوة.
كانت أول أعمالها بقيادة رفعت الأسد المشاركة في انقلاب 23 شباط 1966م، حيث استولت على مبنى القيادة القومية حيث هاجمت تلك القوة مبنى الحرس القومي في أبو رمانة في حين كانت كتائب مغاوير سليم حاطوم تحاصر منزل الفريق أمين الحافظ وتمطره بوابل نيرانها.
يقول محمد حيدر في كتابه البعث والببنونة الكبرى أنه مع سماعه بلاغ القيادة القطرية المؤقته صبيحة الثالت والعشرين من شباط هرع إلى مبنى الحرس القومي لمعرفة ما يحدث حيث اعترض طريقه قوة عسكرية بقيادة الملازم أول رفعت الأسد (تزوج فيما بعد ابن رفعت الأسد من ابنة حيدر) كانت تقوم بالانقضاض على منزل أمين الحافظ وحاول رئيس الأركان أحمد سويداني ضم سرايا الدفاع الى المخابرات العسكرية بعد تزويدها بدبابات حديثة لكنه اصطدم بمعارضة وزير الدفاع الذي ألحقها بالقوى الجوية وكانت أحد أسباب أبعاد سويداني عن رئاسة الأركان.
في أواخر شباط 1969 لعبت سرايا الدفاع دورا كبيرا في إسقاط رجل القيادة القطرية القوي رئيس مكتب الأمن القومي عبد الكريم الجندي الذي قيل إنه انتحر وطوقت وحدات منها مبنى الإذاعة والتلفزيون ومقرات صحف البعث والثورة الموالية ل اللواء صلاح جديد فيما اعتبر شبه انقلاب عسكري ومقدمة للإنقلاب الذي حصل في 13 تشرين الثاني 1970 وشاركت فيه هذه القوات أيضا
العصر الذهبي
بعد الحركة العسكرية شباط 1969 أصبحت سرايا الدفاع مسؤولة عن الأمن في العاصمة دمشق والحامية لرئاسة حافظ الأسد حتى السقوط المدوي لقائدها رفعت الأسد فيما عرف بأحداث السرايا عام 1984م.
تحولت سرايا الدفاع بعد العام 1970 إلى قوة ضاربة وأفضل وحدات الجيش تسليحاً وتدريباً ورواتب حيث كان منتسبوها يتقاضون راتبين الأول من الجيش والثاني من سرايا الدفاع حيث عملت علاقة النسب بين رفعت الأسد وقائد الحرس الوطني الأمير عبد الله بن عبد العزيز على دعم مالي سعودي لسرايا الدفاع فهو كان عديل رفعت الأسد في زوجة رفعت الثانية من بيت فستق وقد رد رفعت الجميل فيما بعد حيث شاركت وحدات من سرايا الدفاع في فك اعتصام جهيمان في الحرم المكي عام 1979 بالاشتراك مع قوات فرنسية خاصة.
تكونت سرايا الدفاع من 55 الف مقاتل أغلبهم من العلويين وأصبحت جيش سريع الحركة ولها أسطول من الدبابات والعربات المدرعة والمروحيات معززة بالمدفعية والدفاع الجوي وانتشرت تلك الكتائب في محيط دمشق وضواحيها ولا يزال اسم أحد أحياء دمشق الشعبية على اسم أحد تلك الكتائب وهو حي مزة 86.
أول مرة تبرز في تاريخ الجيش السوري قوة عسكرية لا تتبع لرئاسة أركان القوات المسلحة إلا ظاهرياً ولا تسري عليها قوانينها العسكرية وكانت أغلب الأحيان فوق القانون وكانت تتبع مباشرة لرفعت الأسد الذي أطلق على نفسه لقب القائد وعمل رفعت على بناء مساكن لتلك القوات أطلق عليها اسم الفرسان كما أنشأ لتلك القوات مساكن في أحد ضواحي دمشق أطلق عليها اسم أحد أولاده وهي ضاحية السومرية.
برزت سرايا الدفاع كقوة سياسية لها نصيبها في الحزب والحكومة والأمن وكانت تتدخل في سير الحياة اليومية في دمشق بحكم انتشارها حيث طوقت تلك القوات فندق سمير أميس في أيلول 1976 أثر اعتصام قوة فلسطينية في داخلة وفكت ذلك الاعتصام بالقوة وشهد ملهى سمير اميس حادث تفجير قنبلة مطلع الثمانينات لأحد عناصر سرايا راح ضحيته المطربة سحر زوجة الفنان خالد تاجا.
احتضنت سرايا الدفاع أواخر السبعينات دورات قفز مظلي لمنتسبي اتحاد شبيبة الثورة من الفتيان والفتيات كانت منهم ابنة رفعت الأسد نفسه حيث كانت الدورة الأولى باسم الماظة خليل توفيت عند القفز من الطائرة أثناء التدريب أما الدورة الثانية فشهدت حدثاً لافتا حيث انتشرت مظليات من تلك الدورة قاموا بنزع الحجاب عن النسوة في شوارع دمشق مسبببن غضباً بين الناس اضطر حافظ الأسد إلى الاعتذار على شاشة التلفزيون عن ذلك الفعل المتهور.
يقول الكاتب السوري ياسين الحاج صالح انه في العام 1977 شاهد شاحنة عسكرية لسرايا الدفاع تجوب الأحياء العلوية في محافظة حمص وكان يجلس في الخلف رجل يحمل مكرفون ينادي ملء صوته مرغباً الشباب بالانتساب الى سرايا الدفاع “تلاتماية ورقة ورز ومرقة”.
انظر:
غلاف العدد الأول من مجلة الفرسان التي كانت تصدر عن سرايا الدفاع
وثيقة تخرج ناجي جميل من دورة فني طيران في بريطانيا عام 1955
النقيب أحمد عنتر جلوساً وإلى يساره وقوفاً النقيب ناجي جميل
ناجي جميل وأحمد عنتر في السبعينيات
بطاقة بريدية باسم اديب الشيشكلي
انظر ايضاً:
السرب السوري في مصر أيام الوحدة- سرب الميغ 17
الجيل الأول من طياري سورية عام 1947
وسام نجمة الشرف الذي منحه جمال عبد الناصر إلى الطيار نقولا خوري عام 1960
اقرأ:
سامر الموسى: أيلول الأسود عام 1970
سامر الموسى: ذكرى اغتيال انطون سعادة 8 تموز1949
سامر الموسى: سليم حاطوم .. الرجل المتهور